بعد أن تصدر الانتخابات التشريعية الإسرائيلية مع حلفائه في اليمين المتطرف، كلف بنيامين نتنياهو رسمياً اليوم الأحد 13 نوفمبر (تشرين الثاني) تشكيل الحكومة، في انتصار لرئيس الوزراء الأسبق الذي سبق وتعهد باستعادة المنصب.
ويتوقع أن يشكل نتنياهو حكومة ستكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، مما يثير كثيراً من المخاوف داخلياً وخارجياً.
وهذا الأسبوع أوصت غالبية من النواب بلغ عددهم 64 نائباً، رئيس الدولة إسحق هرتسوغ بمنح نتنياهو تفويضاً لتشكيل حكومة.
وفي مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة في القدس قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ وبجانبه نتنياهو "أكلفكم تشكيل الحكومة".
من جهته، قال نتنياهو "سأكون رئيس وزراء للجميع، لأولئك الذين صوتوا لنا وللآخرين. إنها مسؤوليتي".
وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد هو من أطاح نتنياهو في يونيو (حزيران) 2021 من السلطة من خلال ائتلاف جمع أحزاباً من اليمين واليسار والوسط ومن العرب، مما وضع حداً لولاية هي الأطول في تاريخ إسرائيل شغل خلالها نتنياهو المنصب من عام 1996 وحتى عام 1999 ومن ثم من عام 2009 وحتى عام 2021.
ونتنياهو متهم بقضايا فساد تتعلق "بخيانة الأمانة والرشوة" لكنه ينفي هذه التهم.
وكان نتنياهو قد تعهد بعد هزيمته في الانتخابات التشريعية التي أجريت في مارس (آذار) 2021 والتي جعلته زعيماً للمعارضة، بـ"إطاحة الحكومة في أول فرصة".
وأمام نتنياهو 28 يوماً لتجميع فريقه الوزاري ويمكن أن يحصل على 14 يوماً إضافية إذا لزم الأمر.
بدأ زعيم حزب الليكود الجمعة الماضي مفاوضات مع حلفائه من اليمين المتدين واليمين المتطرف لتشكيل حكومة يرجح أن تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
وتصدر نتنياهو نتائج الانتخابات التي أظهرت حصول حزب الليكود برئاسته على 32 مقعداً، فيما حصل الحزبان المتدينان المتشددان "يهودوت هتوراه" لليهود الإشكناز الغربيين وحزب "شاس" لليهود الشرقيين السفرديم على 18 مقعداً، وتحالف اليمين المتطرف "الصهيونية الدينية" على 14 مقعداً.
ويتطلع حزب شاس اليهودي الشرقي برئاسة أرييه درعي الذي حصل على 11 مقعداً إلى تولي حقيبة الداخلية أو المالية وفقاً للصحافة العبرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأدين أرييه درعي بالتهرب الضريبي في عام 2021 وكان قد سجن في السابق بتهمة الفساد.
أما بتسلئيل سموطريتش من تحالف الصهيونية الدينية فيطالب علناً بوزارة الدفاع، فيما يطالب الزعيم اليميني المناهض للعرب إيتمار بن غفير وهو الذي لطالما طالب بضم كامل الضفة الغربية بتولي حقيبة الأمن العام.
وكانت وسائل إعلامية ذكرت أن هرتسوغ حاول إقناع منافسي نتنياهو ولا سيما لبيد ووزير الدفاع بيني غانتس بتشكيل حكومة وحدة معه من شأنها تهميش زعيم حزب القوة اليهودية المثير للجدل والمحرض المعادي للعرب إيتمار بن غفير، إلا أن هرتسوغ نفى هذه المعلومات.
لكن خلال لقائه الخميس ممثلين عن اليمين المتطرف أبلغهم في بث مباشر بأنه تلقى "أسئلة من المواطنين الإسرائيليين وزعماء العالم. أسئلة حساسة للغاية حول حقوق الإنسان".
وقال هرتسوغ للنائب بن غفير، المعروف بشكل خاص بخطاباته الهجومية المعادية للعرب "هناك صورة معينة لك ولحزبك، وأنا أقول ذلك بكل أمانة، تبدو مثيرة للقلق من نواح كثيرة".
وبعد الانتخابات الأخيرة في إسرائيل التي تشهد انقساماً سياسياً دعت دول غربية عدة بينها الولايات المتحدة إلى "التسامح والاحترام للجميع في مجتمع مدني لا سيما الأقليات".
عباس "مضطر" للتعامل مع نتنياهو
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد إنه سيضطر للتعامل مع نتنياهو رغم أنه يعرف أن الأخير "رجل لا يؤمن بالسلام".
وأضاف للتلفزيون الفلسطيني "أعرف نتنياهو منذ زمن، منذ التسعينات... وتعاملت معه كثيراً، رجل لا يؤمن بالسلام، أتعامل معه لأنه لا يوجد لي خيار آخر، مع من أتعامل ممثلاً لإسرائيل؟".
وأكد عباس الذي تتمتع سلطته بسيطرة محدودة على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، أنه يجب أن يكون هناك حل سلمي للصراع المستمر منذ عقود. وسجلت المقابلة، التي بثها أيضاً التلفزيون المصري، يوم الجمعة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تعكس تنامي مظاهر "التطرف" و"العنصرية". وأكد أنها لم تفرز "شريكاً للسلام".
في الحكومات السابقة لنتنياهو توسع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتم توقيع اتفاقات تطبيع للعلاقات مع دول عربية، رأى فيها الفلسطينيون "خيانة".