أكد البابا فرنسيس مجدداً، الجمعة 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، في مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية استعداد الفاتيكان لفعل أي شيء ممكن للوساطة وإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا. ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن المصالحة بين موسكو وكييف ممكنة، دعا البابا الجميع إلى عدم اليأس.
وأضاف للصحيفة "لكن يجب على الجميع الالتزام بصفاء النية، بدءاً بأنفسهم، ثم نزع فتيل العنف ووقفه. يجب أن نكون جميعاً مسالمين. نريد السلام، وليس مجرد هدنة قد لا تؤدي إلا لإعادة التسلح. السلام الحقيقي هو ثمرة الحوار".
خبراء أوكرانيون
في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الأوكراني أن خبراء أوكرانيين وصلوا إلى بولندا للمشاركة في التحقيق الهادف إلى تحديد مصدر إطلاق الصاروخ الذي أسفر سقوطه في بولندا عن مقتل شخصين.
وكتب دميترو كوليبا على "تويتر" "خبراؤنا وصلوا إلى بولندا. "نأمل أن يصلوا سريعاً إلى مكان الحادث بالتعاون مع قوات النظام البولندية".
وسقط صاروخ على بلدة برزيفدوف البولندية قرب الحدود الأوكرانية، الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل شخصين وأثار مخاوف إزاء تصعيد النزاع.
وأضاف كوليبا أن "أوكرانيا وبولندا ستتعاونان بشكل بناء ومنفتح بخصوص الحادثة التي تسبب فيها الرعب الصاروخي الروسي ضد أوكرانيا".
بلينكن: روسيا تتحمل المسؤولية
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إن روسيا تتحمل مسؤولية انفجار الصاروخ في بولندا، علماً أن تحقيقاً أولياً أشار إلى مسؤولية الدفاعات الجوية الأوكرانية.
وقال لصحافيين في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في بانكوك، إنه تحدث مجدداً إلى نظيره الأوكراني في شأن التحقيق. لكنه أضاف "أياً يكن الاستنتاج النهائي، نعرف الطرف المسؤول في نهاية المطاف عن هذه الحادثة المأسوية- روسيا".
وتابع الوزير الأميركي أن "ما نراه كل يوم حالياً هو أن روسيا تمطر أوكرانيا بالصواريخ وتسعى إلى تدمير بنيتها التحتية الحيوية وتستهدف قدرة أوكرانيا على إبقاء الأضواء مضاءة والحفاظ على الدفء والسماح للبلاد بالعيش والمضي قدماً".
وشدد على أن "أوكرانيا تملك الحق في الدفاع عن نفسها ونحن ملتزمون دعمها". وكرر أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة "لا ترى أي شيء يتعارض مع" الفرضية التي قدمتها وارسو وتفيد بأن هذا الصاروخ في جميع الاحتمالات مصدره الدفاع الأوكراني المضاد للطائرات. وقال إن واشنطن "تواصل تقييم الوضع وتبادل المعلومات الجديدة" في شأن الحادث مع كييف.
من ناحية أخرى، أشاد بلينكن بدبلوماسية الأمين العام للأمم المتحدة وتركيا المتمثلة في تمديد اتفاق يضمن ممراً آمناً للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. ووصف الاتفاق بأنه "شريان حياة" لدول العالم النامي، حيث ارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل هائل في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا، أحد أكبر مصدري القمح وحبوب أخرى، في 24 فبراير (شباط).
واعتبر موافقة روسيا، الخميس، على تمديد الاتفاق قبل انتهاء مدته، السبت، رداً على الجبهة الموحدة لمجموعة العشرين التي تضم الاقتصادات الكبرى في قمة في بالي الإندونيسية.
وقال إن "روسيا سمعت مجدداً وشعرت على ما يبدو بأن العالم لن يقبل برفض موسكو تمديد الاتفاق". وأضاف "في حين أصغت روسيا على ما يبدو إلى رسالة مجموعة العشرين بخصوص اتفاق الحبوب، يواصل الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين تجاهل دعوات دولية تطالب بخفض التصعيد".
ضربات جديدة
ميدانياً، استهدفت ضربات روسية جديدة مدناً في مختلف أنحاء أوكرانيا، الخميس، وفق ما أعلن مسؤولون، حيث أحدثت سلسلة الهجمات شللاً في البنى التحتية الأوكرانية للطاقة، بينما تساقطت الثلوج في كييف للمرة الأولى هذا الشتاء.
وتعرضت البلاد، الثلاثاء، لعمليات قصف واسعة، جاءت بعد انسحاب روسي آخر. وكان القصف الذي وقع، الثلاثاء، قد حرم حوالى 10 ملايين أوكراني من الكهرباء مع دخول فصل الشتاء، وفقاً لكييف.
وشهدت العاصمة، الخميس، أول تساقط للثلوج التي غطت السيارات المتوقفة في الشوارع، فيما حذر حاكم المنطقة أوليكسي كوليبا، الأربعاء، من أن الأسبوع المقبل سيكون "صعباً"، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة "إلى أقل من 10 درجات مئوية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي قصف استهدف دنيبرو (وسط شرق) الخميس، أصيب 14 شخصاً بجروح بينهم فتاة تبلغ 15 عاماً، بحسب ما أفاد الحاكم الإقليمي فلانتين ريزنيتشينكو عبر "تيليغرام".
وفي منطقة كييف، سقط صاروخا كروز كما أسقط الدفاع الأوكراني طائرات مسيرة انتحارية إيرانية الصنع من نوع "شاهد"، بحسب ما أعلنت الإدارة العسكرية للمدينة. وفي منطقة أوديسا (جنوب)، قصف الروس موقعاً للبنى التحتية ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، وفقاً للإدارة الإقليمية.
"حالات تعذيب" في خيرسون
وفي السياق، ذكر مسؤول أوكراني كبير في مجال حقوق الإنسان، الخميس، أن حالات التعذيب في مدينة خيرسون، الواقعة جنوب أوكرانيا، بلغت أعداداً "مرعبة" أثناء السيطرة الروسية.
وقال دميترو لوبينتس المكلف الحقوق الإنسانية الأوكرانية للتلفزيون الوطني "لم أر حتى الآن" تعذيباً "بهذا الحجم" وذلك "بعد أن زرت جميع غرف التعذيب في مناطق مختلفة من أوكرانيا"، مضيفاً أن "حجم الظاهرة مرعب".
وأوضح أن "عشرات من الأشخاص" تم "صعقهم بالكهرباء وضربهم بأنابيب معدنية وتكسرت عظامهم" مشيراً إلى أن "الروس صوروا كل ذلك". وتابع "أنا متأكد من أننا سنكتشف في كل بلدة مهمة غرفة تعذيب. لأنه منهج أرسته روسيا".
وأعلنت السلطات الأوكرانية العثور على عدة غرف تعذيب في بلدات تابعة لمنطقة خيرسون استعيدت، أخيراً، من الروس.
وروى أحد سكان مدينة خيرسون لوكالة الصحافة الفرنسية أنه احتجز لعدة أسابيع في هذه المدينة أثناء احتلالها. وقال إنه تم تقييده وضربه وصعقه بالكهرباء من قبل مسؤولين روس وآخرين موالين لروسيا أثناء توقيفه.
زيلينسكي: أكثر من 10 ملايين أوكراني من دون كهرباء
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الخميس، أن أكثر من 10 ملايين أوكراني حرموا التيار الكهربائي.
وقال زيلينسكي في مداخلة متلفزة "في الوقت الراهن، أكثر من 10 ملايين أوكراني هم من دون كهرباء"، وخصوصاً في منطقة كييف.
وتعرضت مدن أوكرانية عدة بينها العاصمة كييف، الخميس، لقصف روسي تزامن مع أول سقوط للثلج في بلد يشهد انقطاعات متكررة للكهرباء، وحيث يمكن أن تتدنى درجات الحرارة لتصل إلى 10 درجات تحت الصفر.
وتكررت هذه الضربات منذ أكتوبر (تشرين الأول) واستهدفت خصوصاً بنى تحتية لتوليد الطاقة، الأمر الذي حرم ملايين الأوكرانيين الكهرباء والمياه.
وأعلنت الشركة الأوكرانية الوطنية المشغلة "أوكرينيرغو" تمديد قطع الكهرباء بسبب "تدهور الوضع".
قرار جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد روسيا حول المواقع النووية في أوكرانيا
دعوة روسيا للانسحاب من محطة زابوريجيا
تبنى مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، قراراً جديداً يدعو روسيا إلى الانسحاب من محطة زابوريجيا النووية ووقف ما تقوم به ضد المواقع النووية في أوكرانيا، بحسب مصادر دبلوماسية.
وقال دبلوماسيان لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القرار الذي قدمته كندا وفنلندا وافقت عليه 24 دولة عضواً في المجلس من أصل 35، وصوتت روسيا والصين ضده. وسبق أن تبنت الوكالة قرارين في الملف نفسه، الأول في مارس (آذار) والثاني في سبتمبر (أيلول)، مع تزايد المخاوف من حادث نووي يتسبب به القصف الروسي في أوكرانيا.
وفي القرار الجديد، يبدي مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية "قلقه الشديد" من رفض روسيا وقف هجماتها على المنشآت النووية الأوكرانية. ويدعو روسيا "إلى أن تتخلى عن مطالبها التي لا أساس لها في شأن محطة زابوريجيا وتسحب قواتها وطاقمها فوراً وتوقف أي نشاط" ضد المحطات في أوكرانيا.
وثمة قلق خاص حيال محطة زابوريجيا، الأكبر في أوروبا. وتحتلها القوات الروسية منذ بداية مارس وتقع في احدى المناطق التي ضمتها روسيا، وتحديداً في مكان غير بعيد من خط التماس الفاصل بين المناطق التي تسيطر عليها كييف وتلك التي يحتلها الروس.
وتتعرض المحطة لقصف منتظم يتبادل الطرفان المسؤولية عنه. وثمة مفتشون للوكالة الدولية للطاقة الذرية في المحطة منذ بداية سبتمبر. ويجري المدير العام للوكالة الأممية رافاييل غروسي منذ أسابيع مفاوضات لإنشاء منطقة آمنة حول الموقع.
وقال الأربعاء في اليوم الأول من الاجتماع الفصلي لمجلس حكام الوكالة، إن المفاوضات التي اعتبر أنها "معقدة جداً" تهدف إلى بلوغ هدف "بسيط جداً: لا تطلقوا النار على المحطة، لا تطلقوا النار انطلاقاً من المحطة"، داعياً إلى التحرك "في أسرع وقت".