في إطار الجهود الدولية الرامية إلى التخفيف من آثار الكارثة الإنسانية في اليمن، وقعت السعودية، الثلاثاء، على ثلاثة اتفاقات مشتركة مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني لتنفيذ حزمة مشاريع صحية وبيئية في البلد الذي يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية جراء تداعيات الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
وكما هي الحال بدعم المحافظات المحررة التابعة للحكومة الشرعية، كان من اللافت في الاتفاق تبني السعودية دعم مشاريع صحية وإنسانية في مناطق تقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية التي تسيطر على إيرادات ومقدرات اليمنيين وترفض صرف مرتبات الموظفين الحكوميين، في ملمح يكشف عن دلالات تتجاوز الحسابات السياسية إلى البعد الإنساني.
رعاية صحية لأهالي حجة
وبموجب الاتفاق الذي ينفذه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية التابع للحكومة السعودية، سيتم تشغيل أحد المراكز الصحية بمديرية حيران في محافظة حجة (شمال غربي البلاد) بهدف تحسين الحال الصحية للسكان عبر تقديم خدمات صحية أولية متكاملة في مديرية ميدي والمناطق المجاورة لها.
ويتضمن الاتفاق الثاني تنفيذ مشروع الإمداد المائي والإصحاح البيئي بحجة بهدف المساهمة في الحد من الأمراض المرتبطة بالمياه والصرف الصحي.
وإذا ما أخذ في الاعتبار دعم السعودية للجهود الدولية الرامية إلى وضع حد للحرب الدائرة في البلد الجار والسعي الحثيث إلى إيجاد تسوية سياسية شاملة يشارك فيها كل اليمنيين كانت المشاورات اليمنية- اليمنية في الرياض قبل أشهر التي دعيت إليها القوى السياسية كافة والحوثيون، ترجمة فعلية لتلك المواقف التي قوبلت بتعنت الميليشيات التي تستمد مواقفها الرافضة لدعوات السلام من السياسة الإيرانية التي تتخذ من الجماعة الطائفية ذراع ابتزاز في المنطقة.
ويعتبر مراقبون يمنيون استمرار الرياض في دعم مشاريع في مناطق سيطرة الحوثي مثل أحد أكبر المستشفيات في محافظة صعدة، معقل الميليشيات ومركز انطلاقها، مؤشراً إلى بوادر حسن نية من جانب السعودية التي استقبلت الشهر الماضي للمرة الأولى وفداً من الحوثيين في مهمة تبادل الأسرى ووجهت دعواتها إلى الميليشيات مرات عدة للعودة إلى الحضن العربي بعيداً من الأجندة التي تمليها طهران طبقاً لمصالح النظام هناك الذي يواجه علاوة على الضغط والرفض الدولي، ضغطاً شعبياً متنامياً.
خدمات صحية متكاملة
وفي توضيح عما يتضمنه المشروع الصحي، قال مدير إدارة المساعدات الصحية والبيئية بالمركز الدكتور عبدالله المعلم إن الاتفاق الأول سيتكفل بتشغيل مركز الجعدة الصحي بمديرية حيران في محافظة حجة بهدف تحسين الحال الصحية للسكان وتقليل معدل الوفيات والأمراض عبر تقديم خدمات صحية أولية متكاملة في مديرية ميدي والمناطق المجاورة لها، إضافة إلى تأمين خدمات الرعاية الصحية التكاملية وخدمات التغذية العلاجية والتحصين وخدمات الصحة الإنجابية والأطفال والتوعية والتثقيف الصحي والرش الضبابي والتخلص من النفايات الطبية وعلاج الأمراض الوبائية والوقاية منها وتقديم التوعية والتثقيف الصحي وخدمات الطوارئ وعلاج الإصابات وتأمين الأدوية والمحاليل المخبرية والخدمات الطبية المساندة (الأشعة والمختبر)، سيستفيد منها 88470 فرداً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقضى الاتفاق الثاني، وفقاً للمعلم، بتنفيذ مشروع الإمداد المائي وتوفير بيئة صحية بمحافظة حجة وذلك "للمساهمة في الحد من الأمراض المرتبطة بالمياه والصرف الصحي في مديريات حيران وميدي وعبس وحرض بحجة ومخيم الأزهور في مديرية رازح بمحافظة صعدة (شمال) من خلال الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي ومستلزمات النظافة الشخصية وتوعية النازحين والمجتمع المضيف بها".
آبار شمسية
من ضمن المشاريع التي سينفذها المركز بالتعاون مع إحدى الجهات اليمنية المختصة، حفر وإعادة تأهيل آبار تعمل بالطاقة الشمسية وستشمل توريد وتركيب شبكات الضخ والإسالة وبناء وترميم وتأهيل وتوريد خزانات التجميع والتوزيع وتوريد وتركيب محطات تحلية مياه الشرب ونقل وتوزيع المياه بواسطة الشاحنات وتوزيع أوعية حفظ المياه، فضلاً عن تنفيذ حملات الرش الضبابي واليرقي لمكافحة نواقل الأمراض، وسيستفيد من هذا المشروع نحو 51128 فرداً.
برنامج طبي متكامل
ولمواجهة الوضع الصحي المنهار في البلد الغارق بالحرب منذ ثمانية أعوام، سيتكفل الاتفاق الثالث تشغيل منظومة العيادات الطبية المتنقلة وتهيئتها للمرضى والمراجعين في مناطق وعلان وعبس والغرزة والدير بمحافظة حجة بهدف الحفاظ على حياة النازحين والمجتمعات المستضيفة من خلال انتهاج برنامج طبي متكامل لتطوير الرعاية الصحية لبعض المديريات في المحافظة، إلى جانب تهيئة العيادات المتنقلة وتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية وتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية والطوارئ والتخلص من النفايات الطبية والحفاظ على البيئة ومن المتوقع أن يستفيد منها نحو 31732 فرداً.
وتقع السعودية على رأس الدول الداعمة للجهود الإنسانية في اليمن، إذ يبلغ مجموع المساعدات المقدمة إلى البلد الجار أكثر من 20 مليار و400 مليون دولار وفقاً لمركز الملك سلمان.