في المملكة المتحدة، أهيب بالأهل أن يلقحوا أطفالهم ضد الإنفلونزا الموسمية بعد ارتفاع حاد سجلته حالات العلاج في المستشفيات.
وفق "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" (UKHSA)،انخفض معدل تناول اللقاح بين صفوف الأطفال في عمر السنتين والسنوات الثلاث بنسبة 11 في المئة، بينما ارتفع معدل دخول المرضى إلى المستشفيات في أوساط الفئة العمرية دون الخامسة بنسبة 70 في المئة في الأسبوع المنتهي في ختام نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم .
يأتي ذلك بعد وفاة طفل سادس يوم الجمعة إثر إصابته بعدوى الحلق البكتيرية "الإنتان بالمكورات العقدية المجموعة أي"group A strep. وقدلاحظ مسؤولو الصحة ارتفاعاً في حالات عدوى الحلق البكتيرية، التي في مقدورها أن تسبب "الحمى القرمزية" scarlet fever [تشمل علاماتهاالتهاب الحلق والحمى وطفحاً جلدياً أحمر مميزاً]، علماً بأن الوفيات والمضاعفات الخطيرة الناجمة عن العدوى تبقى نادرة.
كذلك تشير أحدث الأرقام إلى أن حالات تفشي عدوى "فيروس الجهاز التنفسي لمخلوي"(RSV اختصاراً) أسوأ كثيراً هذا العام مقارنة مع العام الماضي. في صفوف الأطفال الأكبر سناً والبالغين، يتسبب "الفيروس المخلوي التنفسي" بالسعال أو نزلة البرد، ولكن عندالأطفال، يؤدي إلى التهاب القصيبات الهوائية، علماً بأنه السبب الرئيس وراء دخول الأطفال دون سن الخامسة إلى المستشفى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومعلوم أنه نتيجة القيود التي فرضتها البلاد لاحتواء الجائحة، لم يتعرض معظم الأطفال أبداً للإنفلونزا ولم تتولد في أجسامهم مناعة طبيعية ضد الفيروس.
وذكرت "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" (UKHSA)إن الإنفلونزا تنتشر الآن بمستويات أعلى مما كانت عليه في السنوات القليلة الماضية، محذرة من أن الأطفال أكثر عرضة للفيروس وضعفاً أمامه، لذا يتسبب لهم بمضاعفات خطيرة.
واشتبكت الزيادة في الأخطار مع بطء وتيرة الإقبال على تلقي اللقاح، إذ بلغت 31 في المئة فقط في صفوف الأطفال في الثانية من العمر و33 في المئة في أوساط الأطفال في سن الثالثة. وأوضحت وكالة الصحة أن هذه الأرقام انخفضت بنحو 11 في المئة مقارنة مع العامين الماضيين.
وصف طبيبان من بريستول إصابة ابنهما بالإنفلونزا بأنها "أسوأ كابوس بالنسبة إلى الوالدين".
قال الوالدان أنجالي وبن ويلدبلود إن ابنهما رافا، البالغ من العمر عامين، أصيببـ"مرض شديد" نتيجة الإنفلونزا قبل أيام فقط من موعد تلقيه اللقاح.
وقال المستشاران الصحيان لدى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"إن مخاوفهما دفعتهما إلى اصطحاب طفلهما إلى "قسم الحوادث والطوارئ" حيث تلقى العلاج، ثم عاد إلى المنزل.
"لكن حالته الصحية ساءتمجدداً،مع ارتفاع درجة حرارته وشعوره بالإرهاق- كان خائر القوى، وقد اعترانا قلق شديد إذ لاحظنا أنهبالكاد كان قادراً على التنفس- أسوأ كابوس لكل والد"، قال الوالدان.
عند عودته إلى المستشفى، تطلبت حالة رافا الدخول إلى وحدة العناية المركزة الخاصة بالأطفال حيث خضع للتخديرالعام وإقحام أنابيب التنفس الاصطناعية داخل حنجرته.
وكشفت الفحوص الطبية عن إصابة رافا بالإنفلونزا من النوع "أ".وبعد مكوثه يومين في العناية المركزة،شهدت حالته تحسناً تدريجاً، وهو الآن يتعافى في المنزل.
"لا يريد أي أب أو أم أن يعاني أطفالهم مثل هذه التجربة الرهيبة"، قال أنجالي وبن ويلدبلود.
"نحث الآباء الآخرين ممن لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام أن يحرصوا على حصول أطفالهم على لقاح الإنفلونزا في أقرب وقت ممكن"، على ما نصح الأب والأم.
وقال الدكتور كونال واتسون،الاستشاري في علم الأوبئة لدى"وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" إن الأطفال معرضون جداً للإصابة بالإنفلونزا.
"للأسبوع الثالث على التوالي، شهدنا ارتفاعاً في معدلات الدخول إلى المستشفى بين الأطفال دون سن الخامسة، مع زيادة بنسبة 70 في المئة سجلها الأسبوع الماضي فقط"، أضاف الدكتور واتسون.
وينصح الأهالي بالاتصال بطبيبهم العام في حال لم يتلقوا دعوة إلى تطعيم طفلهم البالغ من العمر سنتين أو ثلاث سنوات برذاذ الأنف اعتباراً من 31 أغسطس (آب).
والجدير بالذكر أن جميع تلاميذ المدارس الابتدائية وبعض تلاميذ المرحلة الثانوية مؤهلون للحصول على رذاذ الإنفلونزا الأنفي العام الحالي، والذي عادة ما يتلقاه الأولاد في المدرسة.
© The Independent