حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن القادة الأفارقة خلال قمة الثلاثاء 13 ديسمبر (كانون الأول)، من أن الصين وروسيا تلعبان دوراً "مزعزعاً للاستقرار" في القارة مع تنامي نفوذهما.
وقال أوستن خلال اجتماع مع عدد من القادة الأفارقة في مستهل قمة أميركية- أفريقية تستمر ثلاثة أيام، "أعتقد أن الجمع بين هذه الأنشطة من جانب هذين البلدين، يستحق المراقبة. وبالتأكيد، أعتقد أن تأثيرهما يمكن أن يكون مزعزعاً للاستقرار".
واعتبر أوستن أن الصين تعزز حضورها في أفريقيا "بشكل يومي" من خلال تنامي نفوذها الاقتصادي. وقال إن "ما يثير القلق هو عدم تصرفهم دائماً بشفافية فيما يتعلق بما يقومون به وهذا يخلق مشاكل ستؤدي في نهاية المطاف إلى زعزعة الاستقرار إن لم يكن قد قاموا بذلك بالفعل".
وأضاف أوستن أن روسيا "تواصل بيع أسلحة رخيصة" ونشر "مرتزقة في أنحاء القارة" معتبراً أن "ذلك مزعزع للاستقرار أيضاً".
55 مليار دولار للصحة وتغير المناخ
وفي مسعاها لاستمالة شركاء أفارقة مترددين في بعض الأحيان، تعهدت الولايات المتحدة "تخصيص 55 مليار دولار لأفريقيا على مدى ثلاث سنوات" بحسب البيت الأبيض.
وقال المستشار الرئاسي جايك ساليفان للصحافيين، الإثنين، إن هذه الأموال التي سيتم الكشف عن كيفية توزيعها خلال القمة التي تستمر ثلاثة أيام برعاية الرئيس جو بايدن، ستخصص للصحة والاستجابة لتغير المناخ.
وأعلنت إدارة بايدن، الثلاثاء، منح أربعة مليارات دولار بحلول عام 2025 للتوظيف وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في أفريقيا، لاستخلاص العبر من أزمة وباء "كوفيد-19".
وتطرقت القمة في يومها الأول أيضاً إلى مسألة استكشاف الفضاء مع توقيع نيجيريا ورواندا اتفاقيات أرتميس بدفع من الولايات المتحدة. وهما أول دولتين أفريقيتين تقدمان على مثل هذه الخطوة.
يشارك حوالى 50 من القادة والرؤساء الأفارقة، بعضهم يواجه انتقادات شديدة في مجال احترام حقوق الإنسان، في هذه القمة، الثانية من نوعها بعد تلك التي نظمت قبل ثماني سنوات في 2014 في ظل رئاسة باراك أوباما.
تعزيز دور أفريقيا
وسيتحدث الرئيس بايدن الذي لم يزر بعد دول أفريقيا جنوب الصحراء منذ بدء ولايته، الأربعاء والخميس أمام القمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيدعو إلى تعزيز دور أفريقيا على الساحة الدولية مع مقعد في مجلس الأمن الدولي، وإلى تمثيل الاتحاد الأفريقي رسمياً في قمة مجموعة الـ20.
خلال منتدى نُظم على هامش القمة للجالية الأفريقية في الولايات المتحدة، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن الاستراتيجية الأميركية الجديد تتلخص بكلمة واحدة هي "شراكة".
وقال خلال هذا المنتدى الذي أُقيم في متحف أفريقيا في العاصمة الأميركية، إن كل هذا، "إدراكاً منا أننا لا نستطيع حل أولوياتنا المشتركة بمفردنا".
وكُشف عن استراتيجية "أفريقيا" الجديدة الصيف الماضي مع الإعلان عن إصلاح شامل للسياسة الأميركية في دول أفريقيا جنوب الصحراء لمواجهة الوجود الصيني والروسي هناك.
الصين هي أول دائن عالمي للدول الفقيرة والنامية وتستثمر بمبالغ طائلة في القارة الأفريقية الغنية بالموارد الطبيعية.
إلى جانب الاستثمارات، سيكون تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي - الذي تفاقم بسبب الحرب في أوكرانيا - أو حتى العلاقات التجارية والحوكمة وكذلك دور المجتمع المدني، محور اللقاء.
الأمن والنزاعات
تتوقع الدبلوماسية الأميركية أيضاً "مناقشة قوية" حول قانون يعود لعام 2000 ويتعلق بالنمو في أفريقيا ويربط إزالة الرسوم الجمركية بالتقدم الديمقراطي الذي ينتهي عام 2025.
ستشكل القمة أيضاً مناسبة، على الهامش، لبحث سلسلة نزاعات من إثيوبيا وصولاً إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية. ويُفترض أن تكون مسألة الأمن في أفريقيا محور جلسة عمل بعد ظهر الثلاثاء بحضور بلينكن.
وسيلتقي هذا الأخير خصوصاً، الثلاثاء، الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي الذي يواجه تمرد حركة "أم 23" التي استولت في الأشهر الماضية على مناطق شاسعة في شرق البلاد.
وتتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية رواندا بدعم هذه الحركة المتمردة وهو ما تنفيه كيغالي. سيحضر أيضاً الرئيس الرواندي بول كاغامي إلى واشنطن.
ستكون إثيوبيا أيضاً على جدول الأعمال بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بعد أكثر من شهر على توقيع اتفاق سلام مع متمردي تيغراي في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) بهدف إنهاء نزع مدمر استمر سنتين.
صباحاً، التقى مسؤولون أميركيون الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مشيدين بجهوده في مكافحة حركة الشباب المتطرفة. وأكد أوستن أن الولايات المتحدة "ترحب بالعمل إلى جانب القوات الصومالية الشجاعة وتواصل دعم جهود حكومتكم".