مصادر داخل حركة "حماس" في غزة تقول لـ "اندبندنت عربية" إن الخلافات في قيادة الحركة تتسع في الآونة الأخيرة، ليس فقط على خلفية الاتفاق مع إسرائيل على التهدئة، بل على مستقبل العلاقات مع سوريا، والرئيس بشار الأسد. ففي حين تحاول الحركة الانضباط مع "الإخوان المسلمين" وقطر في معاداة النظام السوري، ودعم المعارضة المسلحة، يقوم مؤخراً قياديون في الحركة، وعلى رأسهم صالح العاروري، المتنقل بين لبنان وتركيا، بمحاولة المصالحة مع النظام السوري.
زيارة دمشق
وأضافت المصادر أن العاروري زار دمشق، بوساطة من حزب الله، والتقى بمسؤولين سوريين في محاولة لإعادة المياه إلى مجاريها على حد تعبير المصادر.
وبالتوازي مع زيارة العاروري دمشق، أكد القيادي في "حماس" محمود الزهار، أن الحركة أخطأت عندما اتخذت موقفاً ضد النظام السوري، وقال "لقد فتح لنا بشار الأسد الدنيا، وكنا نتنقل في سوريا بحرية كما لو كنا في فلسطين" مضيفاً أنه يجب إعادة النظر في هذه المسألة.
محاولات التفاف
تأتي هذه التطورات في ظل الضغوطات التي تمارس على "حماس" للتهدئة مع إسرائيل من جهة، والانخراط ضمن المعسكر المعتدل في المنطقة، والظهور بمظهر حركة مسؤولة. كما بدا جلياً في الآونة الأخيرة خشية إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي من محاولات داخل الحركة للالتفاف على قيادته، هو ويحيى السنوار، من قبل الجناح المتشدد في الحركة والمقرَّب من الجناح العسكري، والمتمثل بمحمود الزهار وأسامة حمدان وصالح العاروري بحسب المصادر.
ويعتبر العاروري مرشحاً مستقبلياً لقيادة الحركة نظراً لقوته الآخذة بالتصاعد في صفوف "حماس" والمؤيدين إذ يعتبر قيادياً يملك الخبرة العسكرية والتجربة السياسية، وهو مقرب جداً من قيادة حزب الله في لبنان.