أسهمت حرب ترمب التجارية مع الصين بالتسبب بخسائر بلغت تريليوني دولار في أوساط الأكثر ثراء في العالم، بحسب ما يشير تحليل مالي.
وأدى ارتفاع الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على الصين والمخاوف من ارتفاع معدلات الفائدة إلى تعثر أسواق البورصة العام الماضي، وتراجع ثروات الأكثر ثراء في العالم بمعدل 3 في المائة، وفق ما ذكر المكتب الاستشاري "كابْغِمِيني".
وانخفض عدد الأثرياء 100 ألف ثري، وتدنى عددهم إلى 18 مليون شخص. وكبار الأثرياء هؤلاء تبلغ استثماراتهم أكثر من مليون دولار من دون احتساب أصولهم الأخرى، أي منزل رئيسي وغيرها من الأصول.
وتمتلك هذه الشريحة ثروة جماعية تصل إلى 68 تريليون دولار بعد أول انخفاض هذا العام في قيمة أموالهم خلال سنوات ثمان.
وكان ترمب خفَّض الضرائب على الأفراد الأشد ثراء في الولايات المتحدة، ولكن مع ذلك فإن ثرواتهم انخفضت بمعدل 1 في المائة مع هبوط أسعار الأسهم.
أما الأفراد الأكثر ثراء في أميركا اللاتينية فقد شهدوا انخفاضاً في ثرواتهم بمقدار 4 في المائة، وفي المقابل لحق بنظيرهم في أوروبا انخفاض قدره 3 في المائة.
وإجمالا، انخفض حجم الثروات في كل مناطق العالم فيما خلا الشرق الأوسط حيث شهد ارتفاعاً قدره 4 في المائة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لذلك، فإن هذا التقرير سيثير مجدداً تساؤلات حول سياسات ترمب الاقتصادية. فهو تجاهل نصائح الاقتصاديين، وفرض رسوماً جمركية على واردات من الصين تقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات، وهدد شركاء تجاريين آخرين بمن فيهم الاتحاد الأوروبي. وفي العام الحالي، أدرج الرئيس الأميركي أسماء شركات كثيرة على القائمة السوداء شملت شركة هواوي الصينية. ويوم الاثنين الماضي أعلنت الولايات المتحدة عن فرض رسوم جديدة على واردات الصلب المكسيكي.
بشكل ما، لحق الأذى بأولئك الذين استهدفهم ترمب، وهم الأفراد الأكثر ثراء في آسيا، ولحقت بهم نصف الخسائر حيث فقدوا تريليوناً واحداً من ثرواتهم خلال سنة واحدة. ويقدّر ما لحق بأكثر الأفراد ثراء في الصين من خسائر بـ 580 مليار دولار مع انخفاض مؤشر بورصة شنغهاي شنزن الصينية بمقدار 25 في المائة.
بَيد أن الحرب التجارية أثرت سلباً في الشركات التي تخشى أن تلحق بها أضرار جراء الضرائب الجمركية. وتراجعت أسعار الأسهم في العالم كله، شأن تراجع أصول الأفراد والشركات في بلد الرئيس الأميركي نفسه.
شهدت أسواق البورصة انتعاشاً في عام 2019؛ غير أن ذلك كان بالدرجة الأولى بفضل مواجهة البنوك المركزية المخاوف الاقتصادية الجديدة واحتمالات النمو الضئيل، وهذا من طريق الطمأنة وتوجيه إشارات مفادها أن معدلات الفائدة لن ترتفع على الأغلب.
مع ذلك، وعلى الرغم من الخسائر التي لحقت بثرواتهم، فإن الأثرياء الذين يستثمرون بأكثر من مليون دولار، ما زالوا يحظون بحصة كبيرة من الكعكة الاقتصادية، أي من الأرباح. فالتباين في المداخيل يبقى عالياً. فأدنى شريحة من الكاسبين، التي تشكل حوالى 20 في المئة من مجمل الأجراء على المستوى العالمي، تحصل على 1 في المائة فقط من المداخيل كلها، استناداً إلى تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية.
© The Independent