إنه أب المسلسلات الشهيرة، نعم أستخدم هنا صفة المذكر لأن أفلام "سيد الخواتم" (The Lord of the Rings) تتجاهل تقريباً بالكامل أكثر من 50 في المئة من البشر.
بالكاد تحظى النساء بأدوارٍ في السلسلة الشهيرة، باستثناء "إيوين" مقاتلة أشباح الخاتم و"غالادرييل". وكاد الأصوليون المتزمتون يتعرضون لنوباتٍ عندما تجرأ المخرج بيتر جاكسون على تعزيز دور "أورين" (بعض الشيء) في ثلاثيته الحائزة على جائزة أوسكار.
يقدم مسلسل "رينغز أوف باور" أو خواتم القوة (The Rings of Power) الذي يُعتبر المسلسل التلفزيوني الأغلى من إنتاج أمازون فرصة ذهبية هي بمثابة هدية لإعادة التوازن منطلقاً في العمل من المعلومات التي استقاها من الملاحق الواردة في الكتب. ومنح هذا الأمر مبتكري المسلسل مساحة أكبر للتحرك من دون جذب الازدراء من مجموعة كبيرة من الأتباع ضمن جماهير "رينغز".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قد يبدو أن الأمور تحسنت. إذ برزت مورفيد كلارك، التي لعبت دور غالادرييل، نجمة المسلسل الجديد فخلقت شخصية مدهشة وضعيفة ومتملكة ومذهلة بشكلٍ رائع معاً وساعد وجودها في بقاء المسلسل متيناً خلال فترة تراجع منتصف الموسم عندما تساءلتم أين ذهبت المؤامرات والحبكات الفرعية المختلفة. كما يضم المسلسل كلاً من الهوبيت هارفوت إيلانور "نوري" برانديفوت، وبرونوين المعالجة في ساوثلاند التي تحولت إلى قائدة لشعبها، وملكة نومينور، ريجنت ميرييل وكوكبة من الأدوار المساندة الأخرى.
ولكن فيما يُعتبر هذا تحسناً، لا يزال الرجال يفوقون تلك الشخصيات عدداً. كما أن النساء غير ممثلات كما يجدر في الشخصيات الثانوية أيضاً. ألقوا نظرة إلى لائحة الممثلين، ويبدو أن هذا الأمر سيكون أكثر واقعية في المستقبل. كانت تصلني بيانات صحافية تتضمن تفاصيل عن الشخصيات الإضافية قُبيل انطلاق الموسم الثاني الذي سننتظر ربما عامين لصدوره. تنطوي أولى تلك البيانات على خمسة رجال وامرأتين. وكان انعدام التوازن صارخاً بشكلٍ أكبر في البيان الثاني الذي ضم صور ثمانية ممثلين وسيرهم الذاتية، من بينهم امرأة واحدة وحسب.
في هذه المرحلة، سأتعرض لهجومٍ من الجماهير بأنني "أتبجح لقيامي بعمل خير" أو أسوأ، ولكن لا بأس بذلك. فأنا أؤمن بالمساواة. ولكن لا يتعلق الأمر بالمساواة وحسب. فالواقع أن وجود الشخصيات النسائية تجعل من هذه العروض وعوالمها المبتكرة الشاملة (والباهظة معاً) أكثر أهمية. بالتالي، فإن غيابهن ليس صادماً وحسب، ولكنه يحرمنا من القصص اللازمة لإعادة الحياة إلى تلك العوالم بشكل مناسب.
صحيح أن مبتكري هذه العروض تخطوا الرمزية بعض الشيء. فلم تكن غالادرييل للمخرج كلارك الشخصية الوحيدة التي تم تسليط الضوء عليها في مسلسل "خواتم القوة". فلقد ذُهلت خصوصاً بالملكة ريجنت المتغطرسة التي تؤدي دورها سينثيا أداي روبنسون. وفي غضون ذلك، حظيت شخصية برونوين (التي تؤدي دورها الممثلة نازانين بونيادي) بدائرة اهتمام كبيرة. تقوم الشخصيات النسائية بأكثر من إحضار الجعة للمقاتلين بعد المعركة، ولكنهن مع ذلك ما زلن غير موجودات في عوالم تمثلن فيها نصف عدد الشعب، ومن المفترض أن يصح هذا أيضاً بالنسبة للجان والأقزام والهوبيت، تماماً كما هي الحال مع البشر.
ما زال هذا الأمر يطرح مشكلة مستمرة في صناعة الترفيه. فمع اقتراب موسم الجوائز الذي يلوح في الأفق، يسلط هذا الضوء على مسألة أخرى. في هذا السياق، قامت إيما كورين، النجمة التي تعتمد اللاتصنيف جنسياً (non-binary) لمسلسل "ذا كراون" والتي لعبت دور أميرة ويلز الراحلة ديانا، بدعوة لجنة جوائز الأوسكار إلى جعل فئات أفضل ممثل وأفضل ممثلة محايدة جنسياً انطلاقاً من جعلها أكثر شمولية. وأشارت كل من لجنتي جوائز الأوسكار والأكاديمية البريطانية للأفلام "بافتا" (Bafta) بأنهما انخرطتا في محادثات حول هذا الموضوع. يجب تعليق تلك المحادثات.
أشعر بالأسف لأن كورين غير مرتاحة، ولكن إخراج الصفة الجنسية من فئات التمثيل ستجعلها أقل شمولية وليس العكس. وإذا أردتم المزيد من الأدلة، أنظروا إلى الجوائز غير القائمة على الجنس. فلم تحصل حتى اليوم أي امرأة على جائزة أفضل تصوير سينمائي. ولم تشهد السنوات على الكثير من الترشيحات النسائية حتى عام 2017، واستتبعها ترشيح آخر عام 2021.
من الواضح كيف ستجري الأمور في الفئات التمثيلية، وخصوصاً عندما نفكر بديناميكيات القوة في هذا القطاع والشح المستمر في الأدوار النسائية الجيدة التي تنتج من ذلك. كما في عالم تولكين (مؤلف السلسلة)، لم نبلغ ذلك الحد بعد في ما يتعلق بالتمثيل العادل للنساء في هوليوود.
© The Independent