لم يتوقع المسؤولون في شركة تبوك الدوائية السعودية أن دعوة وجههوها إلى وزير الصناعة الجزائري علي عون لحضور افتتاح مصنعهم الجديد في مدينة البليدة ستتحول إلى أزمة تكاد ترتقي إلى المستوى السياسي.
إذ حملت الزيارة الروتينية للوزير في طياتها سيلاً من الانتقادات، بعد أن هاجم عون الشركة أثناء إلقاء كلمته بسبب خريطة وضعتها للعالم العربي تضمنت الصحراء الغربية وكانت ضمن الحدود المغربية
وقال عون "شرف كبير لي أن أقف هنا في مصنع شركة تبوك، ومشكورين كل القائمين بها"، قبل أن يردف بالقول "أول ملاحظة صححوا لي الخريطة، الخريطة لازم تتصلح بسرعة، لأنكم في الجزائر، وموقف الجزائر كما تعرفوه مقابل المغرب والصحراء الغربية".
ومن هذا الموقف السياسي انطلق الوزير في انتقاد استثمارات شركة تبوك في بلاده، إذ علّق بلغة حادة "استثمار 16 مليون وحدة بيع، هذه أصغر مستثمر في الجزائر يديرها، مرحباً بكم، لكن يجب أن تراجعوا عملكم في الاستثمار. هذا غير مقبول، نحن نرفض هذا، يجب أن تأتوا بمشروع محترم يمثل صورة (تبوك). نتأسف على هذا الكلام لكن يجب أن تراجعوا أفكاركم".
— Radio Algeria international إذاعة الجزائر الدولية (@radioalginter) January 18, 2023
موقف الشركة
وفي سياق متصل حاولت "اندبندنت عربية" التواصل مع شركة تبوك للصناعات الدوائية للاستفسار حول تلك التصريحات، ولم تتلق رداً لحد إعداد هذا التقرير.
جدل حول التصريحات
وبالعودة لانتقادات الوزير التي لم تمر مرور الكرام لاسيما في موقع التواصل الاجتماعي، فقد تحولت إلى جدل مستمر بين مؤيد لتصريحات عون وآخرين عارضوا تلك الانتقادات، خصوصاً في ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية المتنازع عليها بين بلاده وجارتها.
وانتقد المغرد معروف مهدي وضع الخريطة، مطالباً باحترام القوانين الداخلية للبلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما الجزائري محمد الصحراوي فأشار في حديثه في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الشركة مستثمرة في الأدوية، وليست متخصصة في رسم الخرائط.
تعزيز التوسع الجغرافي
في الإطار ذاته وبعيداً من الجدل الذي أحدثه تصريحات وزير الصناعة الجزائري، افتتحت شركة تبوك لصناعة الأدوية وضمن جهودها لتعزيز وجودها وتوسيع نطاقها الجغرافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موقعاً جديداً للتصنيع في البليدة بالجزائر أخيراً.
يغطي موقع البليدة مساحة 6200 متر مربع ومساحة بناء تزيد على ثلاثة آلاف متر مربع.
أزمة الصحراء الغربية
وتعتبر أزمة الصحراء الغربية من القضايا المتنازع عليها في منطقة شمال غربي أفريقيا، التي تعتبرها الرباط جزءاً من أراضيها، بخلاف الجزائر التي ترى فيها إقليماً مستقلاً عن المغرب.
وعلى رغم الخلاف بين الجارتين على تلك الصحراء، إلا أن التوتر بدأ بينهما بعد إعلان الأخيرة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط في 24 من شهر أغسطس (آب) عام 2021، الذي سبقه مطالبة من ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة في شهر يوليو (تموز) 2021 لدعوة تقرير حق المصير لسكان منطقة القبائل في الجزائر.
وفي 31 أكتوبر من عام 2021، أعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مروراً بالمغرب.
