بدأت مجموعة من الدبلوماسيين ورجال الدولة السابقين ومسؤولين سابقين في الأمم المتحدة، بالسعي إلى الحصول على دعم سياسي هذا الأسبوع لإطار عمل لصنع السلام يضع معايير جديدة لحل النزاعات ويتجنب أخطاء الماضي مثلما حدث في مالي وأفغانستان.
وهناك أكثر من 50 من الصراعات النشطة في العالم، تمتد من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى أوكرانيا وتؤثر في نحو ملياري شخص، في رقم قياسي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ويقول مؤيدو إطار العمل الذين أكملوا للتو فترة مشاورات استمرت عامين في عشرات الدول، إن وسطاء السلام اليوم يتبعون استراتيجية خاطئة.
وقال بيرت كوندرز، مبعوث الأمم المتحدة السابق لمالي، وهو الرئيس المشارك لمبادرة "مبادئ السلام"، على هامش اجتماع مع دول في جنيف، "قد تقول ’لماذا يتحدث الناس عن السلام بينما ينهار كل شيء؟‘ لكن لا وقت أهم للحديث عن السلام" من الآن.
وأضاف أن وسطاء السلام حالياً يطبقون أفكار استقرار مضللة ثم ينسحبون بسرعة. ومضى يقول، "ترون هذا في أفغانستان، كما ترونه في مالي. هذا خطأ".
الدول الراعية للإطار
واستولت حركة "طالبان" على السلطة في أفغانستان بأغسطس (آب) 2021 مع انسحاب القوات الأميركية والغربية الأخرى، وسط مشاهد فوضوية. وأدى انسحاب فرنسا من مالي العام الماضي إلى خروج أوسع من قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة واجهت دوماً صعوبات في الوفاء بمهمتها وسط توترات مع الحكومة العسكرية وتمرد يشنه متشددون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال إيف داكور، الرجل الثاني سابقاً في قيادة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهو أيضاً رئيس مشارك لمبادرة "مبادئ السلام"، لوكالة "رويترز"، إن من الضروري أن تتحول عمليات السلام من الخضوع لقيادة أطراف دولية إلى عمليات "ذات جذور محلية".
وحتى الآن، هناك خمس دول راعية لإطار العمل الجديد، وهي ألمانيا والدنمارك والسويد وسويسرا وهولندا، ويجري داعموه محادثات مع جهات مانحة أخرى إضافة إلى مانحين من القطاع الخاص. ويحظى إطار العمل بدعم أكثر من 100 منظمة غير حكومية.
تجربة قريبة
وأدلى بن مويلينغ، نائب الممثل الدائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، بتصريحات داعمة بوجه عام في اجتماع جنيف، قائلاً إن الابتكار في تكتيكات الحرب والتكنولوجيا يجب أن يرافقه "مستويات مماثلة من الابتكار والموارد والالتزام" في صنع السلام.
ويقول الداعمون إن المبادئ التي تتضمن "تعزيز الشرعية" و"الأمن الخاضع للمساءلة"، على رغم أنها في مرحلة مبكرة، يمكن بلورتها في مجموعة من القواعد والمعايير مثل تلك الموجودة في الأعراف الإنسانية.
وقالت هبة قصاص، المديرة التنفيذية لمبادرة "مبادئ السلام"، وهي فلسطينية ومسؤولة سابقة في الأمم المتحدة، "ساحة صنع السلام حالياً تشبه الغرب المتوحش".
وتحظى أوجه القصور الحالية باعتراف على نطاق واسع ويعمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ما يسمى "أجندة جديدة للسلام" هذا العام. ويقول داعمو المبادرة إنهم يجرون مناقشات لتطبيقها في دولة بشرق أفريقيا قريباً.