تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء، إذ أثرت النتائج الضعيفة لشركة "مايكروسوفت" الأميركية العملاقة للبرامج في قطاع التكنولوجيا الأوسع، في حين نجحت مؤشرات على تحسن الآفاق الاقتصادية في منطقة "اليورو" في تغذية المخاوف بشأن مزيد من رفع أسعار الفائدة.
وانخفض المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة، مسجلاً تراجعاً لليوم الثاني، وكانت أسهم قطاعي التكنولوجيا والاتصالات الأكثر هبوطاً.
سهم "مايكروسوفت" يهبط 1.6 في المئة
ونزل سهم "مايكروسوفت" 1.6 في المئة في تعاملات ما قبل فتح "وول ستريت" بعد أن حذرت الشركة من أنها قد لا تحقق توقعات أرباح الخدمات السحابية في الربع الحالي.
ولم يعد الاقتصاديون في "دويتشه بنك" يتوقعون حدوث ركود في منطقة "اليورو" في عام 2023 وخفضوا أيضاً توقعات التضخم.
وارتفع سهم "راينميتال" الألمانية صانعة دبابات ليوبارد 1.9 في المئة ليسجل مستوى قياسياً بعد التقارير الإعلامية التي أفادت باستعداد برلين لإرسال دبابات إلى أوكرانيا.
وحظيت الأسهم البريطانية بدعم من قفزة لسهم شركة "إيزي غت" 10.6 في المئة بعد توقع تجاوزها توقعات السوق الحالية لعام 2023 وتحقيق أرباح للعام بأكمله.
وهوت أسهم "بي.إن.بي باريبا" 1.4 في المئة بعد أن فتشت السلطات الألمانية مكاتب البنك الفرنسي في فرانكفورت في إطار تحقيقات متعلقة بخطة احتيال ضريبي بمليارات اليورو، بحسب ما ذكرت صحيفة "هاندلسبلات" اليومية الألمانية.
الدولار يرتفع وتراجع اليورو
في تلك الاثناء ارتفع الدولار اليوم الأربعاء وسط تداولات هادئة مع ترقب المستثمرين قرار السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) المقرر الأسبوع المقبل، بينما هبط اليورو من قرب أعلى مستوى في تسعة أشهر.
وتراجع اليورو 0.12 في المئة في مقابل الدولار إلى 1.088 دولار، وهو ما يقل قليلاً عن مستوى 1.093 دولار الذي وصل إليه يوم الجمعة الماضي، الذي كان أعلى مستوى منذ أوائل مايو (أيار).
وارتفع الدولار 0.1 في مقابل الين مسجلاً 130.28 ين للدولار، بعد أن وصل إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر عند 127.22 ين للدولار في 16 يناير (كانون الثاني).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأدى انخفاض أسعار الطاقة العالمية وما نتج منه من تباطؤ في تضخم الاقتصادات المتقدمة إلى تكهنات بأن يوقف الاحتياطي الاتحادي وبنوك مركزية أخرى قريباً رفع أسعار الفائدة.
ونتيجة هذه التوقعات هبط مؤشر الدولار، الذي كان قد ارتفع على خلفية رفع الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة العام الماضي، أكثر من 11 درجة من أعلى مستوى في 20 عاماً الذي سجله في سبتمبر (أيلول) عند 114.78 وارتفع المؤشر 0.11 في المئة إلى 102.02 اليوم مع تراجع الجنيه الاسترليني 0.23 في المئة إلى 1.231 دولار.
يأتي ذلك في ظل توقعات مستثمرون أن يرفع المركزي الأميركي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس الأربعاء المقبل، في مقابل زيادة بلغت 50 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول).
في الوقت نفسه، تراجع الدولار النيوزيلندي 0.32 في المئة إلى 0.649 دولار أميركي، بعد أن جاء التضخم السنوي لنيوزيلندا البالغ 7.2 في المئة في الربع الرابع أقل من توقعات البنك المركزي عند 7.5 في المئة.
الذهب يواصل التراجع
في غضون ذلك هبط الذهب اليوم مواصلاً التراجع من مستوى قريب من ذروة تسعة أشهر الذي بلغه في الجلسة الماضية، إذ سعى بعض المستثمرين للمضاربة بطريقة تضمن لهم الربح واستقر الدولار قبيل صدور بيانات اقتصادية أميركية قد تحدد مسار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في التشديد النقدي.
وتراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 1926.79 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ أواخر أبريل (نيسان) 2022 أمس الثلاثاء وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4 في المئة إلى 1928.40 دولار.
وينصب تركيز السوق الآن على بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الأخير والمقرر صدورها غداً الخميس التي قد تحدد وتيرة رفع الفائدة خلال اجتماع السياسة الذي يعقده المركزي الأميركي يومي 31 يناير (كانون الثاني) الحالي وأول فبراير (شباط) المقبل.
من جانبه قال رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في "تيستي لايف"، إيليا سبيفاك، إنه "إذا كانت هناك دلائل على أن الاقتصاد الأميركي يتباطأ وأن البنك المركزي سيبطئ قريباً من وتيرة تشديده النقدي ويخفض أسعار الفائدة، فقد يرتفع الذهب"، مضيفاً أنه "لكي تخترق الأسعار مستوى ألفي دولار، يجب أن يستمر الدولار الأميركي في التراجع".
في تلك الأثناء يتوقع معظم المستثمرين أن يرفع البنك أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة الأسبوع المقبل بعد أن أبطأ وتيرته المتشددة إلى 50 نقطة أساس الشهر الماضي عقب أربع زيادات متتالية بواقع 75 نقطة أساس لكل منها.
ومع تقليص أسعار الفائدة التي تعني خفض العوائد على أصول مثل السندات الحكومية، فقد يفضل المستثمرون الذهب الذي لا يدر عائداً باعتباره ملاذاً آمناً من تقلبات الفائدة.
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 0.6 في المئة إلى 23.53 دولار للأوقية، كما هبط البلاتين 0.3 في المئة إلى 1054.25 دولار. وتراجع البلاديوم 0.8 في المئة إلى 1728.43 دولار.
المؤشر الياباني يواصل المكاسب للجلسة الرابعة
في الشرق الأسيوي صعد المؤشر "نيكي" الياباني اليوم مواصلاً مكاسبه للجلسة الرابعة، لكن المكاسب انحسرت بعد الارتفاع فوق مستوى 27000 المهم في الجلسة السابقة.
وارتفعت أسهم شركة "داي نيبون برينتنغ" لتوريد مكونات بطاريات السيارات 13 في المئة لتقود مكاسب المؤشر، بعد تقارير إعلامية تفيد بأن شركة "إليوت ماندغمنت" لإدارة الاستثمارات استحوذت على حصة كبيرة بها.
كما كان سهم "سوزوكي موتور" من الأسهم التي حققت مكاسب كبيرة، بعد زيادة أرباح وحدتها الهندية "ماروتي سوزوكي" الفصلية لأكثر من مثليها.
وأنهى المؤشر "نيكي" جلسة اليوم مرتفعاً 0.35 في المئة عند 27395.01 واستأنف التعاملات بعد استراحة الغداء قوياً، حيث لامس أعلى مستوى له في خمسة أسابيع عند 27473.90، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على هذا الزخم.
وارتفع المؤشر 2.8 في المئة خلال الجلستين السابقتين، متجاوزاً مستوى 27000، بعد التذبذب في معظم الشهر الماضي حول مستوى 26000.
وصعد المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.39 في المئة اليوم إلى 1980.69.
ومن بين 225 سهماً مدرجاً على المؤشر "نيكي"، ارتفع 175 وهبط 45 وبقي خمسة عند المستوى نفسه.
وقفز سهم "داي نيبون برينتنغ" 14.81 في المئة، مما أدى أيضاً إلى ارتفاع سهم نظيرتها "توبان" 4.57 في المئة لتسجل ثالث أفضل أداء على المؤشر نيكي.
وحلت "سوزوكي" في المركز الثاني بمكسب 5.62 في المئة.
وعلى النقيض تراجع سهم "نيديك" للمحركات 5.38 في المئة، ليسجل الأداء الأسوأ على المؤشر "نيكي" بفارق كبير.