كشف استطلاع جديد للآراء أنّ الرأي العام في بريطانيا يعتبر أنّ الجماعات اليمينية المتطرفة تمثّل في الوقت الحالي خطراً أكبر على النظام العام من خطر المتطرفين الإسلاميين.
وللمرة الأولى خلال السنوات الأخيرة، وجد استطلاع للآراء، وهو استطلاع تجريه "مجموعة أمل وليس كراهية" دورياً، أنّ شطراً راجحاً من العينة، أشار إلى خوفه على الأمن العام من الجماعات اليمينية القومية والمناهضة للهجرة في المقام الأول.
وعدّد حوالى 33 في المئة من المشاركين في الاستطلاع، أسماء الجماعات أو المنظمات اليمينية المتطرفة باعتبارها "الخطر الأكبر على اللحمة الاجتماعية والنظام العام" ما يشكل ارتفاعاً عن نسبة 28 في المئة من المشاركين الذي أجابوا عن السؤال نفسه في فبراير (شباط) الفائت. وفي المرحلة ذاتها انخفضت نسبة المشاركين الذي يعدّون الجماعات الإسلامية المتطرفة الخطر الأكبر إلى 28 في المئة بعد أن كانت 35 في المئة.
ويندرج هذه الاستطلاع الذي اطلعت عليه الاندبندنت حصرياً، في سياق تقرير "الخوف والأمل" السنوي الصادر عن مجموعة "أمل وليس كراهية" والمزمع نشره يوم الثلاثاء.
ويأتي الإعلان عن الدراسة بعد أيام معدودة على سجن تومي روبنسون، مؤسس رابطة الدفاع الإنجليزية، بتهمة انتهاك حرمة المحكمة لأنه انتهك القواعد الإعلامية حين تصويره متهمين خلال محاكمتهم باستغلال أطفال لغايات جنسية.
واعتبرت كبيرة مسؤولي السياسات في منظمة "أمل وليس كراهية"، روزي كارتر، أنّ "تعديل البريطانيين رأيهم في الجماعات التي تشكل تهديداً حصل خلال وقت قصير للغاية".
وعزت كارتر تحوّل الميول وتغيرها إلى قلة عدد الهجمات الإسلامية الموسّعة النطاق نسبياً في بريطانيا فيما طغت على العناوين الإخبارية العالمية الأعمال الوحشية التي نفّذها متشددو اليمين المتطرف مثل إطلاق النار داخل كنيس يهودي في مدينة بيتسبرغ خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والمجزرة التي وقعت في جامعين في مدينة كرايست تشرش النيوزيلندية في مارس (آذار) الفائت.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانتشرت في الوقت ذاته على منصات التواصل الاجتماعي مواداً تحمل معتقدات التطرف اليميني القومية والعنصرية ما سلط الضوء على مشكلة ظلّت لسنوات في الظل. وقالت كارتر "يتعاظم الشعور بخطر هذه الجماعات، ولم يعد الليبراليون من يخافون منهم فحسب".
"تظهر بيانات وزارة الداخلية البريطانية هذا العام أنّ العدد الأكبر من الإدانات بتهم متعلقة بالإرهاب كان من نصيب العرق الأبيض مقابل غيره من الإثنيات. وقد تطرّق كلٌ من المدير العام للاستخبارات الداخلية البريطانية (إم.آي 5) آندرو باركر، ومفوضة الشرطة في لندن، كريسيدا ديك، إلى تصاعد نشاط اليمين المتطرف باعتباره تهديداً حقيقياً".
وتتفاقم المخاوف من اليمين المتطرف على وجه التحديد في أوساط الجماعات التي تشعر بأنه مصدر خطر عليها دون غيرها، إذ رأى 57 في المئة من اليهود و62 في المئة من المسلمين أنه مصدر قلقهم الأكبر. أما الأفراد الذي يميلون إلى القيم الاجتماعية المحافظة فلا يعدّون اليمين المتطرف مشكلة على القدر ذاته. وأعرب 3 في المئة من الناس فقط عن رأي إيجابي بروبنسون اليميني المتطرف – واسمه الحقيقي ستيفين ياكسلي لينون- فيما اعتبر 18 في المئة من الناخبين الذي صوّتوا لمصلحة المحافظين في العام 2017 أنّ اليمين المتطرف يشكل الخطر الأكبر.
ويشير استطلاع الآراء إلى أن انعطاف اليمين المتطرف من العنصرية القومية الصريحة إلى مقاربة تعلي شأن "سياسات الهوية"، لقيَ صدى طيباً في أعداد كبيرة من الناخبين الذي يؤيدون أهداف هذه الجماعات المناهضة للإسلام ويدعمون الشعبوية المعادية للنخب ويؤيدون الشكوى من حرمانهم من حرية التعبير.
في المقابل، جاءت نسبة الناس الذين وافقوا على الطرح القائل إنّ "التمييز ضد العرق الأبيض أصبح مشكلة تضاهي مشكلة التمييز ضد الأعراق الأخرى" مطابقة لنسبة الأشخاص الذين اعتبروا أن التمييز ضد الأقليات الإثنية يظل أكبر بكثير.
واعتبر 44 في المئة من المستطلعين، وهي نسبة ضخمة، أنّ الإسلام يشكل خطراً على الحضارة الغربية في وقت رأى 31 في المئة منهم أنه يهدد نمط الحياة في بريطانيا و35 في المئة يرون أن ثمة في بريطانيا مناطق محظورة تهيمن عليها الشريعة الإسلامية ويُمنع على غير المسلمين دخولها.
غير أن الاستطلاع لفت إلى أن غالبية الناس ينبذون العنف مما يجعل تصرفات "رابطة الدفاع الإنجليزية" مرفوضة في نظرهم. ولقي روبنسون استحسان 2 في المئة فقط من المشاركين في الاستطلاع فيما كانت نظرة 42 في المئة منهم إليه "سيئة للغاية".
وتراجعت نسبة الذين يعدّون جماعات اليسار المتطرف خطراً من 10 في المئة في فبراير إلى 8 في المئة الآن. فيما ارتفعت معدلات الذين لا يرون أن هذه الجماعات هي مصدر خطر ارتفاعاً كبيراً لتبلغ 16 في المئة بعد أن كانت 4 في المئة فحسب.
استطلعت شركة يوغوف آراء 6118 راشداً عبر شبكة الإنترنت بين 26 أبريل (نيسان) و1 مايو (أيار).
© The Independent