انتهى الموسم الثالث من مسلسل "إميلي في باريس" Emily In Paris الذي حقق نجاحاً ساحقاً على "نتفليكس"، ولا يبدو أن إميلي كوبر (ليلي كولينز) ستغادر باريس قريباً، وعندما أنظر إلى مشهد بالأبيض والأسود لشتلات الـ "بوغانفيليا" التي تتدلى من شرفات شارع هوسمان الباريسي المسيجة بالحديد المطاوع، أدرك تماماً لماذا.
في الواقع تتجه إميلي إلى أن تصبح فرنسية قلباً وقالباً تقريباً، وتزخر السلسلة الأخيرة بعدد من الوقائع الصحيحة التي اختبرتها أنا شخصياً عندما انتقلت للعيش في باريس (وتحديداً عبء البيروقراطية الفرنسية ونظام تأشيرات السفر)، فهي لا تزال تقضي كثيراً من الوقت تجول بين المطاعم الراقية التي تطل بمناظر بانورامية رائعة على برج إيفل (يبدو أن شركة "سافوار" Savoir التي تعمل لمصلحتها تدفع لها أجراً يفوق ما تدفعه أي شركة تسويق فرنسية للوظيفة نفسها)، والحال أن العاصمة الفرنسية بدأت تسري في عروق إميلي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أن تكون باريس وجهة السفر هي دائماً فكرة جيدة، ولكن كيف نتجنب أن تأتي البطاطا المقلية التي طلبناها باردة، وكيف نتجنب الباعة المتجولين الذين يبيعون سلاسل المفاتيح على شكل مجسم برج إيفل؟ اتبعوا هذه الإرشادات لاستكشاف باريس من خلال عيون إميلي (ولكن هذا لا يشمل الأزياء).
الأمور التي بوسعكم القيام بها
خلال الموسم الأخير من المسلسل أخذت إميلي مفهوم "العمل الممتع" funemployment على محمل الجد وأمضت بضعة أيام منشغلة تماماً بالبث المباشر عن مغامراتها الباريسية لمتابعيها، وقد يجذب برج إيفل وكاتدرائية القلب المقدس في مونمارتر كل سائح باريسي، ولكنهما يقصدان لسبب معين.
متى انتهيتم من زيارة المواقع الكبيرة ابدأوا بالتنقل بين المعارض الفنية، فكلنا سمعنا بـ "متحف اللوفر" و"متحف أورسيه"، بيد أن باريس تضم أكثر من 1000 معرض فني معظمها صغير ويتمتع بحميمية وتعكس سحر المعرض الذي تديره صديقة إميلي وخصمها اللدود كامي (كامي رازات).
أنا شخصياً أحب "متحف مورو" الذي يضم لوحات بريشة الفنان الرمزي غوستاف مورو تعود للقرن الـ 19 مع سلالمه العشوائية التي تبدو تجسيداً من إحدى روايات ليموني سنيكت، ويعتبر "متحف بيكاسو" إضاءة أخرى يتوجب زيارتها، ومن الصعب القول ما الذي يستحوذ على قد أكبر من الاهتمام، الأعمال الفنية أو المبنى.
قد يبدو فصل الصيف طريقة للابتعاد من باريس، بيد أن إميلي تستفيد إلى أقصى الحدود من الخروج ضمن باريس، فيشكل عيد الموسيقى، حيث غنت إميلي لحبيبها ألفي (لوسيان لافيسكونت) في الحلقة الثانية، حدثاً مجانياً ووطنياً يجري سنوياً في بداية فصل الصيف "21 يونيو (حزيران)"، وغالباً ما يتم إنشاء أكبر المسارح وأفضلها على ضفاف "نهر السين" خارج "اللوفر" و"متحف بوتي باليه" (القصر الصغير)، ولكن إذا تجولتم في شوارع أي دائرة باريسية فستكتشفون هواة متجولين وفرق موسيقية (مونمارتر هي وجهة رائعة لذلك).
وإن بلغ حر المدينة مستوى لا يطاق فتوجهوا إلى "مسبح موليتور"، وهو المسبح الذي قصدته إميلي وصديقتها المقربة ميندي (أشلي بارك) لقضاء اليوم واحتساء المشروبات المنعشة في الحلقة الخامسة.
أماكن السكن
تسكن إميلي في الدائرة الخامسة في شارع "فوسيه سان جاك" الذي يقع على تخوم الحي اللاتيني Latin Quarter، أقدم شارع في باريس بناه الرومان، وهو تماماً كما يبدو على التلفزيون مكتبات مستقلة ومقاه وحانات غريبة وشوارع مرصوفة بالأشجار، ويجعل منه موقعه المركزي قاعدة مثالية لقضاء عطلة باريسية.
وللسير على خطى إميلي احجزوا غرفة عاملة منزلية (غرفة صغيرة) في الطابق العلوي من أحد مباني "شارع هوسمان"، ولكن علينا أن ننبه السائحين الذين يجلبون معهم كثيراً من الأمتعة أنه لا تزال العديد من مباني "هوسمان" القديمة في باريس من دون مصاعد.
يمتاز "فندق ليوبولد" ذو النجمات الأربع بغرف جميلة مزينة بأسلوب "الفن الجديد" Art Nouveau وهو يقع على الجهة المقابلة لـ "حديقة لوكسمبورغ" الرائعة، وتبدأ أسعار الغرف المزدوجة من 170 يورو، أحجزوا عبر leopoldhotelparis.com.
المطاعم
قد يكون "مطعم غابريال" (لوكاس برافو) وهمياً، ولكن الشوارع البورجوازية الصغيرة للحي اللاتيني تضم كثيراً من الحانات والمطاعم الجميلة بأسعار معقولة، إذ يقدم مطعم "جي جي بومارشيه" JJ Beaumarchais غداء مؤلفاً من ثلاثة أطباق في مقابل 26 يورو خلال أيام الأسبوع.
ولم يكن غابريال يكذب عندما قال إن "ماك دونالدز" في باريس أمر مميز، ففرع "ماك دونالدز" في سان لازار رائع بشكل خاص مع "واجهة ألزاسية" الطراز تبدو كأنها تخرج من روزنامة ميلادية.
استمتعوا بالهندسة الخارجية ولكن لا تتناولوا الفطور هناك، فمقهى "فو دو باتيسري" Fou de Pâtisserie يبعد 15 دقيقة في بيغال ويقدم حلويات مميزة أكثر لمعاناً من خصل شعر إميلي المصففة.
وللحصول على تجربة تضاهي منشورات إميلي على مواقع التواصل الاجتماعي، توجهوا لتناول العشاء على الشرفة العليا في مطعم "لوازو بلان" L’Oiseau Blanc الحائز على "نجمة ميشلان"، فهناك تقدم الأطباق بطريقة رائعة قد تنسيكم مشاهدة "برج إيفل" في الخلفية.
الكافيه
"اذهبي إلى مقهى أنجلينا"، قالت إحدى متابعات إميلي على "انستغرام"، وما من شك أنه من المعالم الباريسية المهمة، وهناك سبعة مقاهي "أنجلينا" في باريس وفرساي، ولا تنسوا طلب اختصاص المقهى وهو عبارة عن كوب شوكولاتة ساخنة يقدم مع أطباق فخمة من الكريمة المخفوقة اللذيذة.
يستحق "أنجلينا" كل هذه الجلبة والشهرة الواسعة، ولكن للاستمتاع بالشوكولاتة الساخنة الرائعة من دون الجلوس كتفاً إلى كتف مع كل سائح في باريس توجهوا إلى "بونتام" Bontemps.
لستم بحاجة إلى صديق يغني في نادي للجاز للتمتع بمشهدية الحانات الليلية في باريس، إذ ينظم "بيانو فاش" Piano Vache (الذي يقع على مرمى حجر من مكان إقامة إميلي) أمسيات حية لموسيقى الجاز ويقدم مشروبات بأسعار مقبولة، ولاحتساء مشروب مع منظر يرافق العرض اذهبوا إلى "براش" BrachK وهو ملهى في أعلى مبنى يقدم لائحة مشروبات لذيذة.
أماكن التسوق
للحصول على أسلوب إميلي في الملابس الباريسية عليكم أن تحاكوا الأزياء التي ترتديها، ولكن معظمنا لا يملك السبل المادية ولا نزعة الإسراف والتبذير لشراء ملابس مصمم مشهور لكل أمسية، ولحسن الحظ تزخر متاجر الملابس المستعملة في باريس بقطع رائعة تخلى عنها أشخاص يحبون الموضة، ويمتاز "بريسكا باريس" Prisca Paris بقطع كلاسيكية ملفتة ستبدو حتماً مناسبة في إطلاق مجموعة "بيار كادو".
وبما أن رحلتكم إلى باريس تجمع بين كوميديا رومانسية بسيطة ومسلسل تلفزيوني طويل مبالغ فيه، تقضي القاعدة بأن تحملوا دائماً في يدكم باقة من الأزهار التي اشتريتموها لتوكم، وتقصد إميلي وميندي متجر الأزهار الخيالي "مارغوريت إي كابوسين" Marguerite et Capucine، ولكنني أنصحكم بالذهاب إلى سوق الأزهار في "إيل دو لا سيتي".
وسيلة التنقل
استقلوا "قطار يوروستار" من محطة "سانت بانكراس" في لندن وستكونون في باريس في غضون ساعتين و16 دقيقة.
© The Independent