ملخص
حاصر #الجيش_ الإسرائيلي اثنين من قادة حركة "الجهاد الإسلامي" في #نابلس واندلعت اشتباكات أسفرت عن مقتل 10 أشخاص وإصابة أكثر من 100
أعلن البيت الأبيض، الخميس، إن كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط موجود في المنطقة لعقد اجتماعات مع مسؤولين في مصر والأردن والإمارات وسلطنة عمان.
وتأتي زيارة بريت ماكغورك في إطار جولة متعددة الوكالات إلى المنطقة حيث أعربت واشنطن عن قلقها إزاء تصاعد العنف في إسرائيل والضفة الغربية التي يطالب بها الفلسطينيون لإقامة دولة.
وشهدت الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية، الخميس، إضراباً شاملاً استجابة لدعوة من الفصائل احتجاجاً على مقتل 11 فلسطينيياً وإصابة حوالى 100، الأربعاء، برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس.
وأُطلقت صواريخ عدة، فجر الخميس، من غزة باتجاه إسرائيل، بحسب ما أفاد شهود، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه رد بتنفيذ ضربات في القطاع.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية بعدد من الصواريخ موقع "بدر" التابع لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، قرب مخيم الشاطئ في شمال غربي غزة، كما استهدفت موقعاً آخر في وسط القطاع.
وكان شهود قالوا في وقت سابق، إن ما لا يقل عن ثمانية صواريخ أطلقت من القطاع المحاصر باتجاه إسرائيل، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه رصد إطلاق ستة صواريخ من القطاع، خمسة منها اعترضتها منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي في حين سقط الصاروخ السادس في منطقة غير مأهولة.
"مجزرة جديدة"
وقُتل 11 فلسطينياً، بينهم فتى، وأصيب أكثر من 80 آخرين بالرصاص الحي في عملية نفذها الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
ووصفت جامعة الدول العربية العملية الإسرائيلية بأنها "مجزرة جديدة"، وحملت الجامعة، في بيان، "سلطات الاحتلال والحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المسؤولية عن هذه المجزرة الرهيبة والجريمة النكراء".
ودانت الخارجية الأردنية "استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتكررة عليها، وآخرها العدوان على مدينة نابلس".
"بلوغ التوترات ذروتها"
وفي نيويورك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الوضع حالياً "في الأراضي الفلسطينية المحتلة الأكثر اشتعالاً منذ سنوات" مع "بلوغ التوترات ذروتها" في سياق "تعطل عملية السلام" الإسرائيلية الفلسطينية، وشدد غوتيريش على أن "أولويتنا المباشرة يجب أن تكون منع مزيد من التصعيد وتخفيف التوتر وإعادة الهدوء".
"قلقه البالغ"
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه البالغ"، إذ شدد مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل على "الأهمية القصوى لسعي كل الفرقاء لإعادة إرساء الهدوء واحتواء التوترات".
بدورها أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها البالغ" إزاء أعمال العنف في الضفة الغربية.
انفجارات
واندلعت الاشتباكات بعد أن حاصرت القوات الإسرائيلية مسلحين من حركة "الجهاد الإسلامي" في نابلس، إذ أكد الجيش أنه ينفذ عملية من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.
وقالت مصادر في الحركة إن القوات الإسرائيلية حاصرت اثنين من قادتها بمنزل في نابلس، وإن مسلحين آخرين انضموا إلى القتال. ودوت انفجارات وأصوات إطلاق النيران بينما رشق شبان محليون القوات بالحجارة.
وفي بيان له قال الجيش الإسرائيلي إنه قام "بتحييد ثلاثة مطلوبين مشتبه فيهم متورطين في تنفيذ عمليات إطلاق نار (في الضفة الغربية) والتخطيط لهجمات". وأكد أنه نفذ بالتعاون مع شرطة حرس الحدود وجهاز الأمن العام "عمليات مكافحة إرهاب" جاءت نتيجة "جهود استخبارية مركزة".
وبحسب بيان الجيش، فإن المطلوبين "تحصنوا في شقة... طلبت منهم القوات تسليم أنفسهم وبعد أن رفضوا وأطلقوا النار على القوات، عملت القوات على إحباط الخلية الإرهابية". وذكر الجيش أن الثلاثة هم حسام إسليم، ومحمد عبدالغني ووليد دخيل، وجميعهم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتلهم.
وقال الجيش إنه لم يسجل إصابات في صفوفه، وصادر "ذخائر وسلاحين".
"مجزرة"
ودانت الرئاسة الفلسطينية "العدوان الإسرائيلي" ووصفته بـ"الجريمة". وحملت الرئاسة وفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) "الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطر".
وعبر نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن إدانته للمداهمة في نابلس داعياً إلى إنهاء الهجمات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ العملية الإسرائيلية في نابلس بأنها "مجزرة"، وقال عبر حسابه على "تويتر" إن "مجزرة أخرى يرتكبها الاحتلال بعدوانه على نابلس صباح الخميس ويستبيح دم الأطفال والشيوخ ويهدم البيوت".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودعا الشيخ المجتمع الدولي إلى "التدخل الفوري لوقف هذه المذابح وتوفير الحماية الدولية لشعبنا".
وأعلنت الوزارة مقتل كل من عدنان سبع بعارة (72 سنة) ومحمد خالد عنبوسي (25 سنة) وتامر نمر ميناوي (33 سنة) ومصعب منير عويص (26 سنة) وحسام بسام اسليم (24 سنة) ومحمد عمر أبو بكر (23 سنة) ووليد رياض دخيل (23 سنة) وعبدالهادي أشقر (61 سنة) ومحمد فريد شعبان (16 سنة) وجاسر جميل قنعير (23 سنة).
وأكدت الوزارة ارتفاع أعداد الإصابات إلى "102 إصابة بينها ست إصابات على الأقل خطرة"، وقالت إن بينها "82 إصابة بالرصاص الحي" تتلقى جميعها العلاج في مستشفيات المدينة.
ثلاث ساعات
ورصد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية القوات الإسرائيلية خلال إطلاقها الغاز المسيل للدموع على فلسطينيين أحرقوا إطارات ورشقوا مركبات الجيش العسكرية بالحجارة، وأكد انسحاب الجيش من المدينة بعد عملية استمرت نحو ثلاث ساعات.
وفي بيان لها، نعت مجموعة عرين الأسود المحلية ستة من بين القتلى العشرة وقالت إنهم "من أبناء العرين وكتيبة بلاطة وكتيبة نابلس" ومن بينهم الثلاثة الذين ذكرهم بيان الجيش.
وكانت المجموعة قد أكدت في بيان سابق موجه إلى الفلسطينيين أن "أبطال عرين الأسود وكتيبة نابلس وكتيبة بلاطة يخوضون معركة شرف ودفاع عن وجودكم جميعاً".
ودعت المجموعة الفلسطينيين أن "انزلوا إلى الشوارع، كبروا، احرقوا الأرض تحت أقدام الصهاينة".
وعرين الأسود مجموعة فلسطينية مسلحة ينشط عناصرها عادة في أزقة مدينة نابلس.
ونعت حركة الجهاد الإسلامي "قائد سرايا القدس، كتيبة نابلس محمد أبو بكر (عبدالغني)" الذي قضى في "معركة صمود ضد قوات الاحتلال المجرم" في نابلس.
وتدفق المواطنون إلى محيط مستشفى رفيديا الحكومي في انتظار أنباء عن أبنائهم وأهاليهم من الجرحى الذين يتلقون العلاج فيه، بينما أكد مصدر في تلفزيون فلسطين الرسمي إصابة مراسله في نابلس بجروح غير خطرة بالرصاص الحي في اليد.
وأكد مصدر في تلفزيون فلسطين الرسمي إصابة مراسله في نابلس محمد الخطيب بجروح غير خطرة بالرصاص الحي في اليد.
من جهتها، قالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها تعاملت مع "45 إصابة بالرصاص الحي بينها سبع خطرة... و250 حالة اختناق بالغاز".
ودعت لجنة التنسيق الفصائلي في الضفة الغربية إلى "الإضراب الشامل غداً الخميس غضباً على مجزرة الاحتلال في نابلس".
عام دموي
وكان عام 2022 الأكثر عنفاً في الضفة الغربية منذ بدأت الأمم المتحدة في 2005 إحصاء القتلى في الأراضي الفلسطينية، ومنذ مطلع العام أودت أعمال العنف والمواجهات بحياة 51 فلسطينياً بينهم مسلحون ومدنيون بعضهم قصّر، و10 إسرائيليين أحدهم شرطي وتسعة مدنيين بينهم ثلاثة قاصرين، فضلاً عن امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وجاء التصعيد الدامي الأخير في نابلس في أعقاب نداء وجهه مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند لوقف العنف باعتباره "أولوية ملحة"، وقال أمام مجلس الأمن أول من أمس الإثنين، "لقد رأينا بوادر تنذر بالسوء لما ينتظرنا إذا فشلنا في معالجة حال عدم الاستقرار الحالية".
وتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت الماضي مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، داعياً إياهما إلى "استعادة الهدوء"، وكان بلينكن زار الشهر الماضي إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وتأتي محادثات بلينكن مع الجانبين بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة الجديدة التي أدت اليمين الدستورية أواخر العام الماضي، وبأثر رجعي على عدد من البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، علماً أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.