أسهم أوروبا تواصل التراجع مع مخاوف تداعيات رفع الفائدة

فتحت الأسهم الأوروبية على انخفاض مع هبوط سهم شركة العقارات الألمانية "إل إي غي إيموبيليان" إلى قاع مؤشر "ستوكس 600" بسبب تعليق توزيعات الأرباح، فيما يشعر المستثمرون بالقلق إزاء استمرار رفع أسعار الفائدة فترة أطول.

وهوى سهم "إل إي غي إيموبيليان" 10.6 في المئة خلال التعاملات الباكرة مع تعليق الشركة لتوزيعات الأرباح بعد إعلان نتائج العام بأكمله.

تراجع "ستوكس 600" 0.4 في المئة

وتراجع مؤشر "ستوكس 600" بواقع 0.4 في المئة متأثراً بتراجع الأسهم العقارية 1.7 في المئة، وجاء انخفاض الأسهم الأوروبية بعد أن أغلقت على ارتفاع في الجلسة السابقة مدعومة على الأرجح بتصريحات رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (المركزي الأميركي) جيروم باول في شأن عدم التوصل إلى قرار بعد حول مقدار الزيادة في أسعار الفائدة هذا الشهر.

لكن المخاوف استمرت بعد أن غذت بيانات أميركية أقوى من المتوقع الآراء القائلة بأن الاحتياط الاتحادي يمكن أن يواصل رفع أسعار الفائدة، وهبطت أسهم شركات التعدين اثنين في المئة بعد انخفاض أسعار النحاس مع اقتراب الدولار من أعلى مستوى خلال ثلاثة أشهر.

مؤشر "نيكاي" الياباني عند أعلى مستوى في ستة أشهر

في غضون ذلك سجل مؤشر "نيكاي" الياباني أعلى مستوى في ستة أشهر ونصف الشهر اليوم، مواصلاً سلسلة المكاسب للجلسة الخامسة على التوالي مع تحسن الشهية للمخاطرة بفعل توقعات بأن يتروى مجلس الاحتياط الاتحادي في سياسات التشديد النقدي، وعدم وجود تغييرات وشيكة في سياسة "بنك اليابان" للتحفيز النقدي.

وأدى ارتفاع أسهم التكنولوجيا في السوق الأميركية بنهاية تعاملات الجلسة السابقة إلى ارتفاع نظيراتها اليابانية، فيما قدم انخفاض الين إلى أدنى مستوى في عدة أشهر دعماً أوسع للمؤشر، حتى مع تعويض العملة اليابانية بعض خسائرها خلال الجلسة الحالية.

وسجلت الأسهم العقارية والأسهم المالية التي تتحرك عادة في اتجاهين معاكسين بناء على التغيرات في عائدات السندات مكاسب، إذ فضل المستثمرون الأسهم التي تعود بتوزيعات أرباح مرتفعة قبل نهاية السنة المالية اليابانية هذا الشهر.

وأنهى مؤشر "نيكاي" اليوم مرتفعاً 0.63 في المئة عند 28623.15 نقطة، وفي وقت سابق من الجلسة صعد إلى 28734.79 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ الـ 26 من أغسطس (آب) 2022.

كما ارتفع مؤشر "توبكس" 0.97 في المئة إلى 2071.09 نقطة بفارق بسيط عن أعلى مستوى لليوم عند 2071.60 نقطة في أقوى أداء منذ سبتمبر (أيلول) 2021.

وفي اليوم الثاني من شهادته أمام الكونغرس أكد رئيس البنك المركزي الأميركي جيروم باول أمس الأربعاء مجدداً رسالته في شأن رفع أسعار الفائدة بوتيرة يحتمل أن تكون أسرع، لكنه أكد أن قرار السياسة النقدية المنتظر في وقت لاحق من هذا الشهر لا يزال مرهوناً بالبيانات الاقتصادية.

الدولار يستقر

في تلك الأثناء استقر الدولار قرب أعلى مستوى خلال ثلاثة أشهر، مدعوماً بالرسالة التي بثها رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي، وفي اليوم الثاني من شهادته أمام الكونغرس أعاد باول تأكيد رسالته أمس، غير أنه نوه إلى أن الجدل حول نطاق ومسار رفع أسعار الفائدة في المستقبل لا يزال جارياً وسيعتمد على البيانات.

وتسبب ذلك في توقف الدولار الأميركي عن ارتفاعه الحاد في وقت سابق من الأسبوع، وكان متراجعاً عن قرب أعلى مستوى خلال ثلاثة أشهر في مقابل الين، كما استقر اليورو والجنيه الإسترليني عند 1.0555 دولار و1.1845 دولار على الترتيب.

إلى ذلك انخفض مؤشر الدولار 0.05 في المئة إلى 105.57 وظل قرب أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 105.88 الذي سجله أمس الأربعاء، وفي المقابل هبط اليوان الصيني خلال التعاملات الخارجية إلى ما يقرب من المستوى المهم من الناحية النفسية عند سبعة يوان في مقابل دولار واحد، وكان في أحدث تعاملات منخفضاً 0.2 في المئة إلى 6.9803، كما هبط الدولار الكندي إلى أدنى مستوى خلال خمسة أشهر تقريباً، واستقر في أحدث تعاملات عند 1.3795 في مقابل الدولار الأميركي.

الذهب يتحرك بحذر

وبالتوازي تحركت أسعار الذهب في نطاق ضيق وسط حذر المستثمرين قبيل بيانات الوظائف الأميركية التي يمكن أن تؤثر في مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياط الاتحادي، وصعد الذهب خلال التعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 1816.89 دولار للأوقية (الأونصة) بعد تسجيل أدنى مستوى منذ الـ 28 من فبراير (شباط) أمس الأربعاء، كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المئة إلى 1820.40 دولار للأوقية.

من جهته قال المحلل المستقل روس نورمان إن "الارتفاع الطفيف للذهب يأتي نتيجة الإقبال على الشراء مع تراجع الأسعار"، مستدركاً أن "الأمور لا تبدو شديدة الإيجابية للذهب مع احتمال استمرار رفع أسعار الفائدة فترة أطول".

هل تغير بيانات الوظائف الأميركية الأوضاع؟

ومن المقرر أن تصدر وزارة العمل الأميركية بيانات الوظائف غير الزراعية غداً الجمعة، وتعليقاً على ذلك قال متخصصون اقتصاديون عبر استطلاع لـ "رويترز"، إنه من المتوقع أن يظهر التقرير زيادة الوظائف غير الزراعية بنحو 205 آلاف خلال فبراير الماضي.

وأضاف نورمان أن "بيانات الوظائف غير الزراعية التي تصدر غداً الجمعة ستلقى تدقيقاً عن كثب من جانب المتعاملين للتأكد من أن سوق الوظائف لا تزال قوية، وبالتالي فإن الاقتصاد قوي بما يكفي لرفع أسعار الفائدة، لكن إذا جاء التقرير أقل من التوقعات فسيصب ذلك في مصلحة الذهب".

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى زاد سعر الفضة خلال التعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 20.9 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.2 في المئة إلى 939.13 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاديوم 0.6 في المئة إلى 1364.21 دولار للأوقية.