ملخص
لم تنجح محاولات #البطريرك_الماروني بشارة بطرس الراعي في تحريك #الجمود_الرئاسي_في_لبنان، من باب حوار مسيحي موسع ترعاه #بكركي
لم تنجح محاولات البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في تحريك الجمود الرئاسي، من باب حوار مسيحي ترعاه بكركي، الذي لا تزال فرص انعقاده معدومة وسط تخوف قوى مسيحية، في مقدمها حزب "القوات اللبنانية"، من حوار شكلي صوري ينقل المشكلة من المعطل الأساسي، أي "حزب الله"، لتصبح وكأنها مشكلة مسيحية، فيما هي وطنية بين مشروعين متناقضين كما تقول "القوات اللبنانية". ويعتبر مصدر رفيع في "القوات اللبنانية" أن اللقاء المسيحي الموسع بات خارج السياق، بعد الاتفاق السعودي- الإيراني، وبعد دخول طهران مرحلة اختبار النيات في المنطقة ومنها لبنان، بالتالي فهي باتت معنية بالإفراج عن الاستحقاق الرئاسي، وأي لقاء مسيحي يمكن أن يبرر لها ولحلفائها في لبنان تعطيل جلسات الانتخاب وينقل المشكلة من عندها إلى بكركي.
وتترقب الأوساط الداخلية ما سيخرج من اللقاء الذي سيجمع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بموفده إلى القيادات المسيحية المطران أنطوان بو نجم بعد جولات ثلاث، حيث من المنتظر أن يقدم له تقريراً مفصلاً عن نتائج مهمته في محاولة تقريب وجهات النظر بين القيادات، ليبني بعدها البطريرك على الشيء مقتضاه، وعشية اللقاء الذي سيخصص لتحديد الخطوات المستقبلية، كشفت مصادر مقربة من المطران بو نجم لـ"اندبندنت عربية" أن الأجواء لا تزال معقدة لكنه لن يفقد الأمل.
تعذر جمعهم حول السياسة فدعاهم البطريرك إلى الصلاة
بعد أن كان البطريرك الماروني دعا رؤساء الأحزاب الأربعة، "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"التيار الوطني الحر" و"المردة"، إلى اجتماع رباعي في بكركي، عاد وانتقل إلى فكرة عقد لقاء موسع للنواب المسيحيين الـ64 بعد رفض تيار "المردة" و"القوات اللبنانية" الاقتراح الرباعي، ومع تحفظ "القوات اللبنانية" مجدداً على فكرة عقد أي لقاء من دون تحديد آلية واضحة تضمن خروج الاجتماع بنتائج عملية فلا يكون لمجرد الصورة، ورفض تيار "المردة" فكرة التصويت لعدد من الأسماء المقترحة والالتزام باختيار من يحصل على أغلبية الأصوات والتصويت له في مجلس النواب، تراجع البطريرك الراعي عن فكرة اللقاء الجامع واقترح الأحد الفائت عقد "رياضة روحية" يشارك فيها النواب المسيحيون، عل الصلاة تجمع ما فرقته السياسة. وللمرة الثالثة توجه موفد الراعي المطران أنطوان بو نجم، باتجاه القيادات المسيحية، محاولاً استكمال مهمته في تقريب وجهات النظر تمهيداً لتأمين ظروف اللقاء الموسع، وكشفت مصادر سياسية لـ"اندبندنت عربية" أن موفد البطريرك حاول في جولته الثالثة اقتراح وضع ورقة ثوابت بعناوين عدة من بينها رئاسة الجمهورية، يمكن أن تتفق القوى المسيحية عليها، فذكره رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بورقة البنود العشرة التي تم الاتفاق عليها مع "التيار الوطني الحر" وكيف انقلب عليها النائب جبران باسيل بعد وصول الرئيس ميشال عون إلى القصر الجمهوري، وكذلك "إعلان بعبدا" الذي انقلب عليه "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على رغم التوقيع عليه، حاول بو نجم إقناع القوى المسيحية بالبحث عن أسماء جديدة لمرشحين للرئاسة خارج المتداول بها، سعياً لتأمين توافق حول واحد منها أو أكثر للذهاب بها إلى أول جلسة تحدد لانتخاب الرئيس، لكنه لم ينجح، وتضاربت المعلومات حول لائحة أسماء مقترحة من بكركي، حملها بو نجم إلى القيادات المسيحية لاستكشاف موقفها منها تمهيداً للقاء الموسع الذي تسعى إليه بكركي، واضطر موفد الراعي إلى تصويب الأمور وأصدر بياناً نفى فيه ما سُرّب من أسماء قيل إنها وردت في لائحة المرشحين المقترحة من البطريرك الماروني، كاشفاً أن هناك أسماء خارج الأسماء المتداولة، وأكد أن "البطريرك لا يدخل في لعبة الأسماء، ولا يمكن اعتبار هذه اللائحة رسمية من قبل بكركي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الأمور لا تزال "مكربجة"
في خلفية تفكير راعي أبرشية انطلياس للموارنة، المطران بو نجم، الدور السياسي الذي لعبه سلفه، المطران يوسف بشارة عام 2001، في مرحلة حساسة من تاريخ لبنان، عندما ترأس ما كان يعرف بـ"لقاء قرنة شهوان"، التكتل الذي رعاه البطريرك الماروني الراحل نصر الله بطرس صفير، وشكله سياسيون مسيحيون مناهضون للنظام السوري للبنان، علماً أن ظروف الأمس مختلفة عن اليوم و"المومنتوم" الذي أسهم بتشكيل اللقاء السياسي الذي مهد مع نداء بكركي الشهير لخروج الجيش السوري، غير متوافر، هدف بو نجم الأساسي كما تقول مصادر مقربة منه جمع القادة المسيحيين ودفعهم على الأقل للحديث معاً ومناقشة النقاط الخلافية، وهو اقترح في جولته الأخيرة أن لا يقتصر اللقاء على القادة الأربعة، أي سمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميل وسليمان فرنجية، كما استبعد فكرة جمع النواب المسيحيين الـ 46 بعد تعذر تحقيقها، وطرح أن يجمع اللقاء كل المسيحيين القادرين على التأثير خصوصاً في الاستحقاق الرئاسي، حتى لو لم يكونوا نواباً أو رؤساء أحزاب، وسعى في آخر جولة على القيادات المسيحية أن يسوق فكرة البحث بأسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية "تكنوقراط" بعيداً من الأسماء موضع الاختلاف، وهو لم يحمل لائحة مقترحة من البطريرك الماروني كما تقول مصادره، لكن تكونت لديه في ضوء زياراته لائحة من أسماء عرضتها الشخصيات التي التقاها، ولم يتمكن من تأمين توافق حول اسم واحد، والمهمة بدت له أصعب مما كان متوقعاً.
بو نجم يتفهم موقف "القوات اللبنانية"
على رغم التعديل في المصطلحات لإقناع من لم يقتنع بفكرة الحوار المسيحي لتحريك الجمود الرئاسي التي كان آخرها الدعوة إلى لقاء للصلاة، لا يزال الحوار غير قابل للتحقيق. أكثر المتحمسين للحوار المسيحي بأي شكل كان، ومن دون شروط مسبقة، هو رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي يرى بحسب منتقديه في اللقاء فرصة لتعويم نفسه، وأبدى حزب "الكتائب" موافقته على المشاركة في أي لقاء مسيحي يعقد في بكركي مع حرصه على ضرورة تحديد جدول أعماله وآلية واضحة له، في المقابل تحفظ تيار "المردة" عن المشاركة رافضاً استبعاد ترشيح رئيسه سليمان فرنجية تحت مسمى البحث عن أسماء "تكنوقراط"، من جهته أبلغ جعجع موفد البطريرك الراعي بأن إشكالية الحوار المسيحي تكمن في أنه يحول الأزمة الرئاسية إلى مسيحية-مسيحية، فيما هي أزمة وطنية، بين مشروعين متناقضين، وتتخوف القوات اللبنانية من أن يصار إلى تحميل بكركي مسؤولية فشل الاتفاق حول الاستحقاق الرئاسي عندما تصطدم مبادرة الراعي بعدم التزام القوى المسيحية ما قد يصدر عن الاجتماع، ويؤكد رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب "القوات اللبنانية" طوني مراد لـ"اندبندنت عربية"، أن "القوات اللبنانية" لم تعارض بالمطلق فكرة الحوار في بكركي، لكنها اقترحت أفكاراً تكفل نجاحه، وقد أبدى المطران بو نجم تفهماً كما عبر عن استعداده لمناقشة كل الأفكار التي اقترحها الدكتور جعجع. ورداً على سؤال البحث عن أسماء من خارج الحلقة السياسية، أوضح مراد أن المطران بو نجم لم يحمل لائحة أسماء إنما كان يسأل على سبيل التشاور عن رأينا ببعض الأسماء المقترحة، وكان رد جعجع التمسك برئيس لديه خبرة في السياسة ويستطيع أن يأخذ موقفاً صارماً في القضايا الأساسية، وأن يكون إصلاحياً وسيادياً.