قتل 50 شخصاً على الأقل في سوريا الإثنين 22 يوليو (تموز)، غالبيتهم في غارات روسية استهدفت سوقاً ومحيطها في شمال غربي البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلا أن موسكو نفت مسؤوليتها، في وقت تتعرض المنطقة لقصف مستمر منذ حوالى ثلاثة أشهر.
غارات روسية... وعشرات القتلى
وأفاد المرصد السوري بشن طائرات روسية غارات عدة "استهدفت سوقاً لبيع الخضار بالجملة وأبنية في محيطه" في معرة النعمان، إلا أن وزارة الدفاع الروسية وصفت في بيان نقلته وكالة "تاس" الحكومية اتهامها بـ "تصريحات كاذبة"، وشددت على أنّ "القوات الجوية الروسية لم تنفذ أي مهمات" في تلك المنطقة.
وتسبّبت الغارات، وفق آخر حصيلة للمرصد، بمقتل 38 شخصاً على الأقل هم 36 مدنياً ضمنهم ثلاثة أطفال، و"اثنان مجهولا الهوية حتى الآن"، كما أصيب أكثر من 100 آخرون بجروح، حالات بعضهم حرجة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) أن أحد متطوعيها في عداد القتلى.
وفي مدينة سراقب في إدلب، قتل 12 مدنياً على الأقل بينهم سيدة وطفلة جراء قصف جوي للنظام السوري، وفق المرصد. كما قتل 14 مدنياً جراء صواريخ أطلقتها فصائل مقاتلة وجهاديون على مناطق سيطرة النظام في حلب وريف حماة، بحسب وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري.
وفي دمشق أعلنت وكالة "سانا" مقتل مدني الإثنين بانفجار عبوة ناسفة مزروعة في سيارة، في تفجير تبنّاه تنظيم داعش هو الأول له منذ طرده من العاصمة السورية عام 2018.
النظام السوري... يصعّد
وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، حيث يعيش حوالى ثلاثة ملايين نسمة، تصعيداً من قبل النظام السوري وروسيا منذ نهاية أبريل (نيسان)، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.
وتمسك هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) بزمام الأمور إدارياً وعسكرياً في إدلب ومحيطها، حيث تتواجد أيضاً فصائل إسلامية ومقاتلة أقل نفوذاً، وترد الفصائل المقاتلة باستهداف مناطق تحت سيطرة قوات النظام. ومنذ نهاية أبريل، قتل أكثر من 680 مدنياً جراء القصف السوري والروسي، بينما قتل 59 مدنياً في قصف للفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام القريبة، وفق المرصد.
ودفع التصعيد أكثر من 330 ألف شخص الى النزوح من مناطقهم، وفق الأمم المتحدة.
اتفاق روسي تركي
ويأتي التصعيد الأخير على الرغم من كون المنطقة مشمولة باتفاق روسي تركي جرى التوصل إليه في سوتشي في سبتمبر (أيلول) 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات النظام والفصائل، لم يُستكمل تنفيذه. وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً بعد توقيع الاتفاق، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فبراير (شباط) قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية اليها لاحقاً.
وحثّت الأمم المتحدة أطراف النزاع كافة على "إعادة الالتزام بوقف إطلاق النار"، وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الإقليمي التابع للأمم المتحدة دايفيد سوانسون إنّ المنطقة "باتت سريعاً واحدة من أخطر الأماكن في العالم حالياً بالنسبة إلى المدنيين والعاملين الإنسانيين".
ويتزامن القصف الكثيف مع "معارك كر وفر واستنزاف" بين قوات النظام والفصائل في ريف حماة الشمالي، من دون أن تتمكن دمشق من تحقيق أي تقدم استراتيجي وفق المرصد.
وفي تطور لافت، أفاد مكتب حاكم إقليم شانلي أورفة التركي بأن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة جراء سقوط أحد صاروخين، يعتقد أنهما أطلقا من الأراضي السورية، على منزل في بلدة حدودية مساء الاثنين، وقالت وزارة الدفاع على تويتر إن القوات التركية ردت على إطلاق الصاروخين وأصابت سبعة أهداف على الجانب السوري من الحدود، ولم يتضح حتى الآن بشكل محدد المكان الذي أُطلق منه الصاروخان أو الجهة التي أطلقتهما.
وأوضح مكتب حاكم الإقليم في بيان أن الخمسة نقلوا إلى أحد المستشفيات حيث لا يزالون يتلقون العلاج. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، على معظم أنحاء شمال وشرق سوري.