أزمة المصارف قد تدفع أسعار الذهب نحو أعلى مستوى تاريخي

تمتلك أسعار الذهب مساحة أكبر للارتفاع في الوقت الذي تكافح فيه البنوك العالمية جراء تهاوي بنوك أميركية وأوروبية، ومع رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي الأميركي) سعر الفائدة لليلة واحدة 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.75 في المئة إلى خمسة في المئة، ما قد يكسر أعلى مستويات أسعار الذهب على الإطلاق، والبقاء عندها.

وقالت تينا تنغ من شركة الخدمات المالية "سي أم سي ماركتس" لقناة "سي أن بي سي" "من المرجح أن يتسبب قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة في ارتفاع أسعار الذهب مرة أخرى بسبب انخفاض إضافي محتمل في عائدات الدولار والسندات الأميركية"، ويتوقع أن يتداول الذهب بين 2500 و2600 دولار للأوقية. وكان المستثمرون يتدفقون على الذهب والخزانة إذ تضررت أسهم البنوك بسبب إغلاق بنكي "وادي السيليكون" و"كريدي سويس".

ويتم تداول الذهب بسعر 1940.68 دولار للأونصة، والإثنين الماضي، اخترق المعدن الأصفر 2000 دولار ليحقق أعلى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، وكان الذهب قد ارتفع بنحو 10 في المئة منذ أوائل مارس عندما تعرض بنك "وادي سيليكون" لضربات البنوك.

ووفقاً لبيانات "ريفينتيف"، كان أعلى مستوى للذهب على الإطلاق 2075 دولاراً في أغسطس (آب) 2020، في حين من المرجح أن يبقي الطلب على المعدن الأصفر من البنوك المركزية كبير. وقال الرئيس التنفيذي راندي سمولوود من "ويتون بريشوس ميتالز" للمعادن الثمينة "استمرار شراء البنك المركزي الأميركي للذهب يبشر بالخير بالنسبة إلى الأسعار طويلة الأجل"، وتوقع سمولوود أن تصل أسعار الذهب إلى 2500 دولار.

وكان الطلب على الذهب قد ارتفع إلى أعلى مستوى له في 11 عاماً في عام 2022، بسبب "عمليات الشراء الضخمة للبنوك المركزية"، وفقاً لمجلس الذهب العالمي، إذ اشترت البنوك المركزية أعلى مستوى في 55 عاماً عند 1136 طناً من الذهب، العام الماضي.

أسعار الذهب ستبقى عند مستويات عالية

من جانبها توقعت شركة "فيتش سوليوشنز" في مارس الحالي، أن يصل الذهب إلى أعلى مستوى له عند 2,075 دولاراً "في الأسابيع المقبلة"، واستندت الشركة في هذه النظرة إلى "عدم الاستقرار المالي العالمي" مضيفة أنها تتوقع أن يظل الذهب مرتفعاً في السنوات المقبلة مقارنة بمستويات ما قبل "كوفيد".

وقالت نيكي شيلز، رئيسة استراتيجية المعادن في شركة "أم كي أس" للمعادن الثمينة "بشكل عام، سيتعين على الاحتياطي الفيدرالي الاختيار بين ارتفاع التضخم أو الركود، وإما أن تكون النتيجة صعودية للذهب"، كما توقعت شيلز أن يمتد ارتفاع الذهب إلى 2200 دولار للأونصة.

ضعف الدولار يدفع أسعار الذهب

في حين قد يدعم ضعف الدولار أسعار الذهب. وقال جيمس ستيل كبير محللي المعادن النفيسة في بنك "أتش أس بي سي"، ما رأيناه في وقت سابق من الأسبوع الماضي كان الأحداث المتزامنة لكل من الذهب والدولار، في إشارة إلى ارتفاع أسعار الذهب والدولار الأسبوع الماضي. فعادة ما تكون هناك علاقة عكسية بين أسعار الذهب والدولار الأميركي، لكن المستثمرين يميلون إلى الإعجاب بالسلامة المتصورة للخزانة الأميركية والذهب في وقت واحد خلال فترات الضغط المالي. وقال ستيل "هذا السيناريو لا يحدث كثيراً ولكن عندما يحدث، فهو دائماً علامة على مخاوف المستثمرين المتزايدة".