Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

أنا من الحرس الملكي البريطاني، توقفوا عن جعلي أرتدي تلك القبعات

الجيش ليس بمنأى عن التطور والتغيير ليعكس المخاوف المجتمعية المرتبطة بالاستدامة ورفاه الحيوانات

نشعر جميعاً بالفخر لكوننا حرساً ولارتداء زينا هذا ولكننا لا نفتخر بارتداء الفرو الأصلي الناتج من رياضة دموية (رويترز)

ملخص

#الجيش ليس بمنأى عن التطور والتغيير ليعكس #المخاوف المجتمعية المرتبطة بالاستدامة ورفاه الحيوانات

تعود قبعات جلد الدب التي يعتمرها حرس الملك إلى أوائل القرن التاسع عشر. وصُممت لجعل الجنود يبدون أطول وأكثر رهبة.

واليوم، في عام 2023، تُعتبر تلك القبعات رمزاً أيقونياً للمملكة المتحدة، بلدي الذي أفتخر بخدمته كحارسٍ ملكي. ولكنني، أخيراً، أدركت بأن الدببة الرائعة التي تعيش بحرية في كندا لا تزال تتعرض للقتل كنوعٍ من "الرياضة" وبأن فراءها تُستخدم لصنع قبعاتنا. فجأة، أصبحت صورة الزي الذي نرتديه ملطخة بالدماء وبات ارتداؤه مرادفاً للقسوة واللاإنسانية.

بحكم خدمتي في حرس المشاة، غالباً ما أفكر في الولاء الذي يفرضه علي موقعي. فإلى جانب حماية العائلة الملكية طبعاً، أنا أحمي أيضاً العدالة والوحدة والشرف وأحمي ما يعنيه أن يكون المرء بريطانياً. بالطبع، إن ارتداء جلد حيوانٍ ميت على رأسي لا يحقق أي من تلك الأهداف. أما فشل وزارة الدفاع البريطانية في الإقرار بذلك ورفضه تحديث قبعاتنا واستبدالها بالفرو الصناعي المتوافر والعالي الجودة فيقودني للاعتقاد بأننا ما زلنا عالقين في القرن التاسع عشر.

يتطلب الأمر جلد دب أسود واحد على الأقل لإنتاج قبعة واحدة، وقد شعرت بالصدمة لمعرفتي بالحقيقة المروعة لصيد الدببة في كندا. لوقتٍ طويل، قيل للشعب بأن الفرو المستخدم في صنع القبعات مصدره برامج "ضرورية" لإعدام الدب الأسود الكندي. وأخيراً، يبدو أن حكومتنا تراجعت عن هذه المزاعم بعد أن أشار ناشطون من جمعية "بيتا"  PETA التي تُعنى بالمعاملة الأخلاقية للحيوانات أنه ما من دليل يدل على أن أي مقاطعة كندية استخدمت برنامجاً مماثلاً.

عوضاً عن ذلك، يُمنح الصيادون الهاوون الذين يستخدم بعضهم الأقواس والسهام البدائية والحادة إذناً باصطياد الدببة التي لا يتم قتلها على الفور دائماً. وقد تهرب تلك الأخيرة مضرجة بدمائها وجروحها ويتحتم عليها أن تعاني موتاً بطيئاً ومؤلماً جراء فقدان الكثير من الدم والتضور جوعاً. وعندما تصطاد الدببة الأم، تُترك صغارها أيضاً في مواجهة الموت لأنها لا تملك سبيلاً لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة أو للعثور على طعام يبقيها على قيد الحياة.

يتناقض هذا الاستغلال الوحشي مع واجباتي كحارسٍ ملكي. فأن يكون المرء جندياً بريطانياً هو أمر مرتبط بحماية الآخرين وإنقاذهم. ما يجعلني وبلدي أقوياء هو التعاطف تجاه الذين يحتاجون إلينا. بواسطة هذه القبعات نبدو أكثر طولاً. من ناحية أخرى، تعتبر قبعات الزينة التي تنتج من إراقة الدماء علامة ضعف وهذا يتعارض مع صورة بريطانيا عن نفسها.

لأسبابٍ غير واضحة، رفضت وزارة الدفاع طلباتٍ للاجتماع بشركة الأزياء التي طورت فرواً صناعياً منتجاً من مواد اصطناعية عالية الجودة أو لمراجعة الاختبارات التي أجريت على تلك الأقمشة على رغم تقديم المواد لحرس الملك من دون أي مقابل.

اقرأ المزيد

رأيت قبعة مصنوعة من ذلك الفرو الاصطناعي. وهي تبدو شبيهة للغاية بالقبعات التي اعتمرناها منذ ما يقارب الـ200 عام، وجدير بالذكر أن تلك القبعات الجديدة مقاومة للمياه وأخف وزناً! ليس لدي أدنى شك بأن رفاقي الحراس سيوافقون على التحول إلى اعتماد هذه القبعات الجديدة.

نشعر جميعاً بالفخر لكوننا حرساً ولارتداء زينا هذا ولكننا لا نفتخر بارتداء الفرو الأصلي الناتج من رياضة دموية. إذا كان الفرو الاصطناعي العالي الجودة متوافراً، فلا يوجد سبب منطقي لعدم اعتماده.

المجتمع يتطور ويتغير. من أجل القيام بعملنا على أفضل وجه، يجب على الجيش التحديث بالوتيرة نفسها. إن التغيير يحدث ولقد رأيت أخيراً تحولاً إلى اعتماد الكرتون بدلاً من البلاستيك في الاستخدامات المطبخية. وأعرف أنه تم تغيير بزاتٍ أخرى من جلد الحيوان إلى الأقمشة الاصطناعية. بالتالي، ليس الجيش بمنأى عن هذا التطور والتغيير ليعكس مخاوف المجتمع بشأن الاستدامة ورعاية الحيوان.

فكرت طويلاً في ما إذا كان يجب علي عرض تلك الأفكار أم لا. فأنا أحب بلدي وأحب وظيفتي وأحب الزي الذي ارتديه وأنا فخور بارتدائه. لا مصلحة لي في التشهير بحكومتنا أو إهانة تقاليدنا التي نفخر بها. ولكنني أشعر أنه يتحتم علي إعلاء الصوت. فنحن دولة متعاطفة والدببة هي مخلوقات حية ولديها مشاعر وليست أقمشة نصنع منها القبعات.

أحترم وزارة الدفاع- أهميتها وتفانيها واستعدادها للإصغاء والتأقلم. واعتقد أن اعتماد خطوة بسيطة للتحول من الوحشية إلى الاستدامة هو أمر يعزز تقاليدنا. اسمحوا لنا اعتماد قبعات تليق بالحرس الملكي وبالمملكة المتحدة.

© The Independent

المزيد من متابعات