Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رمضان زائر لا يتسع له المكان في مخيمات النزوح اليمنية

مشاهد بؤس وعوز تعيشها الأسر في أحياء الصفيح والخيام بين مدن يمنية عدة مثل مأرب والحديدة

ملخص

ظروف مأساوية في مخيمات النازحين في #مأرب والحديدة جعلت من #رمضان المبارك زائراً غير خفيف الظل كالمعتاد. #نكمن_في_التفاصيل

على عكس الظروف العادية تستقبل فئات من الشعب اليمني شهر رمضان بوجل، إذ تزداد فاتورة المطالب اليومية مع اشتداد وطأة المعاناة الإنسانية لآلاف الأسر التي هجرتها الحرب من منازلها وباتت تعيش ظروفاً تزداد مع الشهر الفضيل صعوبة وقسوة.

حتى شمس الربيع كانت شديدة الحرارة والرياح الموسمية عاتية قرب الظهيرة عندما انطلقنا قاصدين مخيم "بني جابر" في مديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن)، وقبل أن نمر بمخيم "بني جابر" للنازحين كانت شواطئ الخوخة الجميلة في استقبالنا.

وفي الجانب الآخر كانت الطرابيل المهترئة والممزقة عنواناً عريضاً يجسد حجم المعاناة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها نازحو المخيم، الذي أنشئ في عام 2018 ليضم مساكن بديلة وطارئة لأكثر من 450 أسرة، فروا من منازلهم جراء الحرب التي شهدتها بعض مديريات محافظة الحديدة الساحلية.

رمضان زائر لا يحتمل

زارت "اندبندنت عربية" مخيم "بني جابر"، وفي حديث إلينا يقول النازحون إنهم "يعيشون ظروفاً قاسية لم يعهدوها من قبل"، يرونها "أسوأ من الحرب التي هجرتهم".

وتأخذ المعاناة أشكالاً مختلفة في مخيم "بني جابر"، منها الظروف المناخية والخيام المهترئة وعدم توافر الغذاء لكثير من الأسر - خصوصاً - الضعيفة منها، وغياب المساعدات الإنسانية، مما يجعل من رمضان زائراً غير خفيف الظل هذا العام.

وقال مسؤول المخيم محمد حسن إن "أكثر من 460 أسرة نازحة يتجاوز عدد أفرادها ألفي شخص تقطن المخيم وباتت تعيش أوضاعاً إنسانية صعبة، فعدد الأسر التي تحصل على الغذاء من منظمة الغذاء العالمي 145 أسرة فقط في المخيم، بينما هناك أكثر من 300 أسرة لا تجد قوت يومها، ويضطر بعض أفرادها كالمعاقين والمقعدين إلى التسول داخل الأسواق".

في زمن الحرب قد تكون الخيمة بالنسبة إلى نازح فر هارباً من جحيمها بمثابة حلم أو بمنزلة قصر فخم مشيد، لكن الخيام المصنوعة من القش وسعف النخيل أو الطرابيل أو ألواح الحديد الخفيفة (زنك)، قد لا تصمد طويلاً أمام الظروف المناخية المتغيرة، ضاربة بأحلام عشرات الأسر اليمنية التي وجدت مأوى لها من جحيم الحرب الدائرة في البلاد منذ عام 2014 عرض الحائط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الغذاء بعد الإيواء

وبحسب إفادة القائم بأعمال مدير عام الوحدة التنفيذية للنازحين في محافظة الحديدة جمال المشرعي فإن "عدد الأسر النازحة في المحافظة بلغ 19600 أسرة، ما يساوي نحو 117 ألف فرد (ذكر، وأنثى) وتعتبر الخوخة أكبر مديرية يتوافد إليها أكثر النازحين، إذ بلغ عددهم وفقاً للمصدر ذاته 13504 أسر بما يساوي 81 ألف فرد.

وبالمجمل يكشف جمال المشرعي أن الوحدة التنفيذية للنازحين في محافظة الحديدة قدمت خطة غذائية رمضانية تتضمن احتياج 12800 أسرة نازحة لا تحصل على الغذاء من "برنامج الغذاء العالمي" حتى في شهر رمضان.

أسوأ من الحرب

أثناء تجولنا في المخيم تحدث إلينا أبومحمد، وقال "خرجنا من بلادنا هاربين بسبب الحرب نبحث عن مكان آمن كي ننجو بأولادنا، ومع خروجنا كنا نأمل في أن نصل إلى وضع أفضل، ولكن للأسف وصلنا إلى وضع أسوأ من الحرب"!

ويضيف "لسنا قادرين على عيش كهذا نحن ولا أولادنا، لا مساكن تقيهم من حرارة الشمس والأمطار والرياح، نعيش حالاً سيئة جداً، السكن هنا غير مؤهل للحيوان ونحن نعيش فيه كبشر".

وبحسب الإحصاءات الحكومية يعيش أكثر من ثلاثة ملايين نازح على امتداد المحافظات اليمنية، منهم 400 ألف نازح يعيشون في مخيمات فقيرة ومهترئة، كتلك التي وقفت عليها "اندبندنت عربية" في مخيم بني جابر البائس.

مأرب ليست أحسن حالاً

في مأرب لا تختلف المعاناة كثيراً، بل تزيد جراء تجدد تصعيد ميليشيات الحوثي العسكري على تخوم المدينة، إذ مع تجدد التصعيد جنوب المدينة شنت الميليشيات هجوماً كاسحاً سيطرت من خلاله على مواقع استراتيجية جنوب غربي مديرية حريب، مما أدى إلى موجة نزوح جديدة لسكان المديرية.

وكشفت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب عن نزوح 2198 شخصاً، يمثلون 304 أسر في حريب، جراء التصعيد الحوثي منذ أيام رمضان الأولى.

ويقول مدير وحدة التنسيق بالوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب محمد السعيدي إن "النازحين استقبلوا شهر رمضان فرحين مستبشرين، لكن في محافظة مأرب هناك معاناة من ضعف التدخلات الإنسانية مع زيادة الاحتياج والنزوح المستمر داخل المحافظة".

واعتبر أن الكم الهائل من النازحين داخل المحافظة يقدر بمليونين و200 ألف نازح يحتاجون إلى تدخلات سريعة وعاجلة وكبيرة بحجم النزوح الموجود، مؤكداً أن كثيرين من النازحين يسكنون في المأوى الطارئ الذي تجاوز الفترة المحددة له.

في السياق ذاته يقول النازح كمال يعقوب وهو يقف على عكازين "رمضان صعب وتعب، كنا قبل الحرب آمنين في بيوتنا ورمضان كان جميلاً وله طقوسه وفرحته ومظاهره، اليوم نحن متعبون في الخيام وكل واحد في خيمته كأنه يوم من الأيام العادية، غابت أجواء رمضان ونكهته المميزة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير