ملخص
من بين الناخبين المعارضين لـ#أردوغان هناك من هو مستاء من #تحالف_المعارضة الذي يضم أحزاباً يقودها حلفاء سابقون للرئيس التركي وحزباً إسلامياً
يقول محللون واستطلاعات رأي إن مرشحاً يخوض السباق الرئاسي في تركيا للمرة الثانية قد يدفع الانتخابات الرئاسية التي تشهدها بلاده في مايو (أيار) إلى جولة إعادة، مما قد يعزز احتمالات فوز الرئيس رجب طيب أردوغان.
وانضم محرم إنجه، الذي خسر السباق أمام أردوغان في انتخابات عام 2018، وهو عضو سابق في حزب الشعب الجمهوري المعارض، إلى الانتخابات الشهر الماضي، وحصل على مكان في ورقة الاقتراع مطلع الأسبوع، مما أثار مخاوف معارضي أردوغان في شأن حدوث انقسام في تصويت المعارضة.
وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن التأييد الذي يتمتع به إنجه يزيد على خمسة في المئة، وخلصت دراسة أجراها مركز "بانوراماتر" البحثي إلى أنه حظي الشهر الماضي بتأييد 10 في المئة من الناخبين.
معارضة في مأزق
ويقول قائمون باستطلاعات الرأي ومحللون إن مؤيديه سيصوتون في الغالب لزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، وهو مرشح المعارضة الرئيس الذي يعتبر أكبر تحد انتخابي لأردوغان خلال السنوات الـ20 التي قضاها في السلطة.
وقال عثمان سيرت، مدير أبحاث "بانوراماتر"، "النتيجة الجوهرية المترتبة على ترشيح إنجه هي دفع الانتخابات إلى جولة ثانية".
وأضاف أن دعم إنجه قد ينخفض عن 10 في المئة، وهي النسبة التي احتفظ بها غالباً خلال الشهر الماضي، مع اقتراب التصويت، متابعاً "لكن حتى لو حدث مثل هذا الانهيار فلن يمنع الانتخابات من الذهاب إلى جولة ثانية".
ويقول بعض المحللين إن إنجه قد يتفق على صفقة مع قليجدار أوغلو وينسحب قبل التصويت لتعزيز المعارضة، التي تشير استطلاعات الرأي إلى احتفاظها بتفوق على الرئيس الحالي أردوغان.
لكن إنجه قال إنه لن يرضخ لمثل هذا الضغط. وقال لتلفزيون "خبر ترك" أول من أمس الإثنين "لا يوجد موقف يتطلب منا الانسحاب، هذا غير ممكن من الناحية الفنية"، مشيراً إلى أن القرعة الرسمية التي تمت يوم السبت الماضي أضفت طابعاً رسمياً على مكانه في الانتخابات.
واستقال إنجه من حزب الشعب الجمهوري قبل عامين، وشكل حزب الوطن بعد فشله مرتين في أن يصبح زعيم حزبه الأول. ولفتت خطبه الحادة ورقصاته التلقائية اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال إنجه في مقابلته مع تلفزيون "خبر ترك" في إشارة إلى منتقدي المعارضة "إنهم يقولون إن محرم إنجه سينسحب. حسناً، همهم الوحيد هو سنخسر الانتخابات، فلنعلن عن المذنب الآن".
وقال مسؤول كبير في حزب معارض، رفض نشر اسمه نظراً إلى حساسية الموضوع، إن ترشيح إنجه سيصعب هزيمة أردوغان في الجولة الأولى، لكن يمكن التغلب على هذا إذا انخفض، كما يتوقع تحالف المعارضة، الدعم والتأييد له وللمرشح الرابع سنان أوغان إلى قرب خمسة في المئة بحلول يوم الانتخابات.
وقال مسؤول كبير من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، إن استطلاعاته الداخلية تشير إلى أن تأييد إنجه يتراوح بين ثمانية وتسعة في المئة لكنه لم يقدم بيانات.
تحدي الاستقرار السياسي
إذا لم يحصل أي مرشح رئاسي على أكثر من 50 في المئة في انتخابات 14 مايو، سيتنافس المرشحان الأولان في جولة ثانية بعد أسبوعين. كما سيختار الناخبون نواب البرلمان.
ويقول محللون إن أي تحالف، سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة، يسيطر على البرلمان سيكون في وضع جيد ليفوز مرشحه بجولة رئاسية ثانية بالنظر إلى قدرته على تحقيق الاستقرار. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والتنمية سيظل أكبر حزب في البرلمان.
وقال أوزر سينكار رئيس مؤسسة "ميتروبول" لاستطلاعات الرأي التي يجري مراقبتها عن كثب، إن البيانات أظهرت أن إنجه والناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد سيحسمون نتيجة الانتخابات الرئاسية.
وفي استطلاع رأي أجري في مارس (آذار)، قال 44.6 في المئة ممن جرى استطلاع آرائهم إنهم سيصوتون لصالح قليجدار أوغلو، وقال 42 في المئة أنهم سيصوتون لأردوغان إذا كان عليهم الاختيار بين الاثنين، لكن نحو ستة في المئة يعتزمون القيام بتصويت "احتجاجي".
وكان أردوغان متقدماً 2.9 نقطة في استطلاع مماثل أجرته مؤسسة "ميتروبول" في يناير (كانون الثاني).
وانخفض التأييد لأردوغان في فبراير (شباط) بعد الزلزال المدمر وذيوع تصورات بخصوص بطء استجابة الحكومة في بداية الأمر. وتسبب الزلزال في مقتل أكثر من 50 ألفاً وتشريد ملايين.
ومن بين الناخبين المعارضين لأردوغان، هناك من هو مستاء من تحالف المعارضة الرئيس المتنوع، وهذا يرجع في جانب منه إلى أنه يضم أحزاباً يقودها حلفاء سابقون لأردوغان وحزب إسلامي.
وقال طالب يدعى سيجين يتكين (28 سنة) "يضايقني احتمال أن يصبح هؤلاء وزراء ويتقلدون مناصب رفيعة"، مضيفاً أنه سيصوت لصالح إنجه مثلما فعل عام 2018.
وحصل إنجه على 30.6 في المئة في مرتبة تالية لأردوغان، الذي حصل على 52.6 في المئة من أصوات الناخبين في تلك الانتخابات.