ملخص
تؤكد السعودية أهمية الاستقرار في لبنان واحترام سيادته بما يتوافق مع القانون الدولي، فضلاً عن دعوة المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه إنهاء الصراعات في المنطقة.
وصل رئيس وزراء لبنان نواف سلام إلى السعودية فجر اليوم الأحد في أول زيارة له إلى المملكة منذ تشكيله الحكومة اللبنانية الجديدة قبل نحو شهرين، وقد أدى صلاة عيد الفطر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وكانت مصادر خاصة قد أفادت بوصول الطائرة الملكية السعودية إلى مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت، في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، لتقل سلام إلى السعودية، فيما قالت رئاسة مجلس الوزراء اللبناني إنه سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مكة.
ووفق وكالة أنباء المركزية، شكر الرئيس سلام ولي العهد السعودي على حفاوة الاستقبال والاستضافة الكريمة، كما ثمّن احتضان المملكة العربية السعودية لمئات آلاف اللبنانيين العاملين على أراضيها. هذا وأكد الرئيس سلام على ضرورة المضي قدماً في تعزيز الشراكة بين البلدين، لا سيما ما يتعلق بمشاريع الاتفاقيات المعدة بينهما، منوهاً بالجهد المبذول من الطرفين للوصول إلى رفع الحظر على الصادرات من لبنان، والسماح بسفر الأشقاء السعوديين إليه، لافتاً إلى مضي لبنان بسياسة الإصلاحات، لا سيما المالية والمؤسساتية، من أجل تفعيل الاستثمارات والنهوض باقتصاد البلاد.
كما أكد الرئيس سلام أن الحكومة اللبنانية ماضية أيضاً في بسط سلطتها على كامل أراضيها، بقواها الذاتية، وفق ما جاء في اتفاق الطائف، بما يحقق سلامة البلاد واستقرارها، ويوفر بيئة آمنة للمستثمرين والسياح، داعياً السعودية إلى دعم لبنان في هذا المسار، ليستعيد ثقة أبنائه، وكذلك أشقائه العرب وأصدقائه في العالم.
من جانبه أكد ولي العهد السعودي أن المملكة تقف دائماً إلى جانب لبنان، وهي حريصة على استعادة ازدهاره في المجالات المختلفة، وذلك من خلال إرساء الأمن والاستقرار، وإجراء الاصلاحات الضرورية، داعياً إلى وجوب الاستفادة من كل الفرص المتوفرة اليوم لتحقيق ذلك وللخروج من الأزمات المستمرة.
وشدد الجانبان اللبناني والسعودي على ضرورة عودة الأمن والاستقرار في سوريا، بخاصة أن أي اهتزاز أمني تشهده دمشق سينعكس سلباً على بيروت والمنطقة. وقد شكر رئيس الحكومة اللبنانية ولي العهد السعودي على المساعي التي بذلتها المملكة لإطلاق مسار ضبط الحدود اللبنانية السورية وترسيمها، ومعالجة سائر النقاط العالقة بين البلدين.
الرئيس اللبناني جوزاف عون كان زار العاصمة السعودية الرياض أخيراً والتقى الأمير محمد بن سلمان، وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية في قصر اليمامة في الديوان الملكي بالرياض.
وثمّن عون الدور السعودي في دعم واستقرار لبنان، مؤكداً عمق العلاقات الثنائية، مشدداً على الدور السعودي في دعم سلامة وانتظام عمل المؤسسات الدستورية في لبنان.
وفي ختام محادثات أجرياها في مدينة جدة السعودية، أول من أمس الجمعة، وقع وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبوقصرة اتفاقاً لترسيم الحدود بين البلدين.
ولفتت وكالة "واس" إلى أنه بتوجيهات من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، استضافت المملكة اجتماعاً في محافظة جدة بحضور وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز بين أبوقصرة ومنسى، والوفدين الأمنيين المرافقين لهما.
وجرى خلال الاجتماع بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بين سوريا ولبنان بما يعزز الأمن والاستقرار بينهما، وجرى توقيع اتفاق أكد خلاله الجانبان الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين، "وتشكيل لجان قانونية ومتخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية، وبخاصة في ما قد يطرأ على الحدود بينهما، كما جرى الاتفاق على عقد اجتماع متابعة في السعودية خلال الفترة المقبلة".
وتؤكد السعودية أهمية الاستقرار في لبنان واحترام سيادته بما يتوافق مع القانون الدولي، فضلاً عن دعوة المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه إنهاء الصراعات في المنطقة.