Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صمت زعيم الأقلية الجمهورية حول اعتقال ترمب أبلغ من كلامه

يلتزم أكثر الجمهوريين ذكاء وقوة في واشنطن الصمت مما يظهر أنه يدرك أن استعراض ترمب يشكل عبئاً يعوق الجمهوريين

يعرف أولئك الذين تابعوا عمل ماكونيل منذ فترة طويلة أن ما لا يقوله مهم بالقدر نفسه، إن لم يكن أكثر أهمية، مما يقوله (غيتي)

ملخص

قابل الجمهوريون يوم الثلاثاء الماضي اتهام #دونالد_ترمب رسمياً واستدعاءه إلى #المحكمة بموجة من الصخب والغضب، إلا أن زعيم الأقلية الجمهورية في #مجلس_الشيوخ كان له رأي آخر

قابل الجمهوريون يوم الثلاثاء الماضي اتهام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب رسمياً واستدعاءه إلى المحكمة بموجة من الصخب والغضب. وجاء النائبان مارغوري تايلور غرين وجورج سانتوس [للمشاركة في تجمع أنصاره أمام المحكمة في مانهاتن] والتعبير عن دعمهما للرئيس السابق، الأمر الذي أثار استياء مانهاتن ذات الغالبية الليبرالية الساحقة.

وبشكل مماثل، وجه كيفين مكارثي رئيس مجلس النواب وجيم غوردان رئيس اللجنة القضائية التابعة للمجلس، انتقادات إلى لائحة الاتهام الأولى للرئيس السابق، الأمر الذي أفاد ترمب على المستوى السياسي.

كان الغائب بوضوح عن موجة الصخب والغضب كلها صوتاً واحداً، وهو ميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ. قد يشعر المرء بنوع من الإغراء للقول إن بوسع ماكونيل التذرع بأنه لا يزال يتعافى من كسر أحد أضلاعه ومعاناته من ارتجاج خفيف [إصابة في الرأس].

غير أن ماكونيل أفرد قسطاً من وقته للترحيب بانضمام فنلندا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو). وكان ماكونيل، وهو من الجمهوريين المخضرمين، متحمساً للغاية لدعم الجهود التي تبذلها أوكرانيا من أجل الدفاع عن نفسها من روسيا، كما أنه يؤمن بالنظام الدولي لفترة ما بعد الحرب أكثر من العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الأصغر سناً وبشكل أكبر بالتأكيد من الجمهوريين أعضاء مجلس النواب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعرف أولئك الذين تابعوا عمل ماكونيل منذ فترة طويلة أن ما لا يقوله مهم بالقدر نفسه، إن لم يكن أكثر أهمية، مما يقوله. ومن الواضح أن ماكونيل يرى أن أي إشارة إلى الرئيس السابق هي عبارة عن جهد لا طائل منه نهائياً.

ولدى ماكونيل في الوقت الحالي أولوية ملحة واحدة، وهي التأكد من استعادة الجمهوريين السيطرة على مجلس الشيوخ، ومن الواضح أنه يعتبر ترمب حجر عثرة في طريق تحقيق هذا الهدف.

ماكونيل كان قد أبلغ في ديسمبر (كانون الأول) ساهيل كابور الذي يعمل في شبكة "أن بي سي نيوز" أن ترمب قد كلف الجمهوريين [أصوات] ناخبين مستقلين ومتقلبين [لم يقرروا بصورة أكيدة من سيؤيدون].

يعرف ماكونيل أن ترمب قد كلفه مقاعد برلمانية في الماضي. وبعد الانتخابات الرئاسية لعام 2020، اختار ترمب أن يشغل نفسه بنظريات المؤامرة القائلة إن الانتخابات قد سرقت منه بدلاً من التركيز على الدفاع عن مقعدين في مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا.

كما لقي جميع المرشحين الذين أعلن ترمب عن تأييده لهم في ولايات بنسلفانيا وأريزونا وجورجيا في العام الماضي الهزيمة في سباقاتهم الانتخابية، الأمر الذي أدى إلى خسارة الجمهوريين مقعداً في مجلس الشيوخ على رغم تراجع شعبية الرئيس جو بايدن. وأدى قراره بالإعلان عن ترشحه للرئاسة بعد أسبوع من انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 إلى تبديد المزيد من الطاقة من سباق الإعادة الذي خاضه هيرشل ووكر ضد السيناتور رافائيل وورنوك في جورجيا في سباق كان من الممكن الفوز به بشكل ملحوظ.

والآن مع انقسام مجلس الشيوخ بواقع 51 مقابل 49 عضواً، لا يحتاج ماكونيل إلا إلى قلب [نتيجتي] مقعدين. ينبغي أن تشير الظروف كلها إلى أن العام سيكون جيداً بالنسبة إلى الجمهوريين. فبحسب استطلاع جديد أجرته قناة "فوكس نيوز" أظهر 56 في المئة من الناخبين عدم رضاهم عن أداء الرئيس جو بايدن، وأن 41 في المئة من نساء الأرياف لديهن نفس الرأي. سيدافع الديمقراطيون عن مقاعد مجلس الشيوخ في ثلاث ولايات فاز بها ترمب مرتين (أوهايو ومونتانا وويست فيرجينيا)، وفي أربع ولايات استطاع أن يفوز بها في عام 2016 (ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان وأريزونا)، وفي ولاية أخرى هي نيفادا المتقلبة على الدوام.

في الواقع، إذا ما جرت منافسة انتخابية أخرى بين بايدن وترمب وأدت إلى فوز كل منهما في سباقات مجلس الشيوخ بالولايات ذاتها التي فازوا بها في عام 2020، سيخسر الديمقراطيون ثلاثة مقاعد في مجلس الشيوخ وينتهي بهم الأمر أقلية فيه.

حتى الآن، حالف الحظ الديمقراطيين وحصلوا على فسحة لالتقاط أنفاسهم مع الإعلان عن إعادة انتخاب السيناتور جون تيستر من ولاية مونتانا والسيناتور شيرود بروان من ولاية أوهايو في ولايات حمراء، بيد أنهم لا يزالون يواجهون معارك شاقة، كما أعلنت السيناتورة جاكي روزين من ولاية نيفادا حملة إعادة انتخابها للعام المقبل في ولاية أعادت انتخاب كاثرين كورتيز ماستو العام الماضي لكنها انتخبت أيضاً حاكماً جمهورياً.

إن عودة ترمب إلى مسرح السياسة الوطنية والصداع الذي يسببه الدفاع عن مرشح رئاسي يخضع إلى تحقيقات متعددة، لن يساعدا الجمهوريين على الفوز بهذه الولايات. وبالفعل ستكون الولاية الوحيدة التي يتصدر فيها ترمب قائمة المرشحين هي ويست فرجينيا، إذ من المرجح أن تسقط السيناتور جو مانشين، الذي لم يعلن حتى الآن ما إذا كان سيسعى إلى إعادة انتخابه.

هناك أيضاً حقيقة أن السيد ماكونيل لم يغفر حتى الآن لترمب تحريضه على أعمال الشغب في 6 يناير (كانون الثاني)، والتي عرضت حياة ماكونيل وزملائه للخطر بسببها. وعندما عرض تاكر كارلسون، مقدم البرامج في قناة "فوكس نيوز"، لقطات لأعمال الشغب صورت أولئك الذين اقتحموا مبنى الكابيتول ليس كمتمردين عنيفين، بل كما لو كانوا من السياح، قال ماكونيل غاضباً إنه " كان من الخطأ من وجهة نظري أن تصور (فوكس نيوز) ذلك بطريقة تتعارض تماماً مع ما يعتقده كبير مسؤولي إنفاذ القانون لدينا في الكابيتول".

لكن، وكما كتبت في وقت سابق من هذا الأسبوع، لا يستطيع ماكونيل أن يزيل وصمة ترمب من سجله باعتباره لم يصوت لصالح إدانة ترمب، وبذلك سمح له بشكل أساسي أن يبقى شخصية بارزة في أوساط الحزب الجمهوري تستطيع السعي إلى الفوز بمنصب الرئيس.

إضافة إلى ذلك، عمل ماكونيل أيضاً على تسهيل الجزء الأبقى من إرث ترمب، وهو إعادة تشكيل القضاء الفيدرالي، بما في ذلك الغالبية المحافظة بواقع 6 مقابل 3 في المحكمة العليا. وأدى الجزء الأخير من هذا الإرث إلى إلغاء المحكمة العليا قضية "رو ضد وايد" [التي تسمح بالإجهاض قانونياً]، الأمر الذي أدى إلى عواقب وخيمة بالنسبة إلى الجمهوريين ليس فقط في السباقات على مقاعد مجلس الشيوخ، بل أيضاً في سباقات محلية مثل المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن وحملات انتخابات حكام الولايات.

ونتيجة لذلك، لا يمكن لأي قدر من الصمت من جانب ماكونيل المتمرس سياسياً في العادة أن يتيح له تجنب الضربات السياسية التي قد يتعرض لها حزبه بسبب وجود ترمب على رأس قائمة مرشحيه.

© The Independent

المزيد من تحلیل