ملخص
وجد مسح أجري العام الماضي أن ثلثي المعالجين في الجمعية البريطانية للإرشاد و #العلاج_النفسي يعتقدون أن #القلق الناشئ عن #كلفة_المعيشة يسبب تراجعاً في #الصحة_العقلية لدى الناس
مع استمرار ارتفاع التضخم من 10.1 في المئة في يناير (كانون الثاني) إلى 10.4 في المئة في فبراير (شباط)، وتضاعف أسعار بعض محلات البقالة خلال العام الماضي، بحسب بحث أجرته مؤسسة البحث المعنية بشؤون المستهلك في المملكة المتحدة "ويتش؟" ?Which، لا يبدو مرجحاً نهاية أزمة كلفة المعيشة في وقت قريب.
ومن غير المرجح أيضاً أن يتلاشى القلق المرافق للضغوط المالية. فلقد وجد مسح أجري العام الماضي أن ثلثي (66 في المئة) المعالجين في الجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي يعتقدون أن القلق الناشئ عن كلفة المعيشة يسبب تراجعاً في الصحة العقلية لدى الناس.
الرابط بين الصحة النفسية والضغوط المالية معروف جيداً، لكن هل فكرت يوماً في مدى انعكاس القلق حيال أمورك المالية على صحتك الجسدية؟
لماذا تؤثر الضغوط المالية في صحتك؟
قد يبدو القلق أحياناً وكأنه شيء يدور في رأسك فقط، لكن من الممكن أن يظهر التوتر جسدياً بطرق عدة.
وحول هذا تقول استشارية علم النفس السريري في مركز لندن للنوم زوي غوتس: "إن التوتر يؤثر في جميع الأنظمة، من ضربات قلبنا إلى تنفسنا وأدمغتنا".
بينما قد يكون قليل من التوتر مفيداً كمحفز للقيام بالأفعال وإبقائنا آمنين، إلا أنه قد يكون ضاراً على المدى الطويل.
وتتابع غوتس: "يؤدي التوتر الشديد إلى استجابة وضع "الكر أو الفر" fight or flight response [رد فعل فسيولوجي تلقائي لحدث ينظر إليه على أنه مرهق أو مخيف]، وهو يؤدي بدوره إلى زيادة في نسب "الكورتيزول" cortisol والأدرينالين، وهذان الهرمونان قادران على إخماد الأجهزة الهضمية والمناعية والتناسلية، ويسببان اضطراباً في النوم بشكل كبير".
العلامات والأعراض
بعض العلامات التي تشير إلى أن الضغوط المالية تؤثر في صحتك أكثر وضوحاً من غيرها.
يقول الطبيب المعالج العضو في الجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي، مؤسس ومدير منظمة ووركينغ مايندز للاستشارات النفسية سيمون كومز: "تشمل المؤشرات الرئيسة النوم السيئ، وحدة المزاج، وانخفاض مستويات الطاقة والرغبة في البكاء... يشعر بعض الناس بفقدان الشهية ولا يشربون كمية كافية من الماء. وقد نأخذ - نحن أو زملاؤنا - إجازات مرضية أكثر من المعتاد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقول غوتس، تشمل بعض الأمور التي قد تظهر أو تتفاقم: "الشقيقة، وآلام الظهر والعضلات، ومشكلات المعدة والهضم، والأرق، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب".
خيارات غير صحية
وإلى جانب الأعراض غير المرغوب فيها، قد يسبب التوتر انخراط الناس في سلوكيات غير صحية.
توضح غوتس: "على سبيل المثال، الإفراط في تناول الطعام وتعاطي الكحول والمخدرات، إضافة إلى السلوكيات الكسولة مثل مشاهدة التلفزيون وممارسة ألعاب الفيديو... قد تضر هذه السلوكيات بصحة الشخص وأوضاعه المالية".
كما يمكن أن يؤدي تناول الوجبات السريعة بهدف الحصول على دفقة من الدوبامين (هرمون السعادة)، أو شرب مزيد من القهوة للتغلب على الإرهاق الناجم عن عدم النوم في الليلة السابقة، بينما لا تمتلك الطاقة الكافية لممارسة التمارين الرياضية، إلى الوقوع في حلقة مفرغة.
يحذر كومز من أن "النظام الغذائي السيئ يؤدي إلى الخمول البدني، وتنشأ نتيجة لذلك حالات نفسية ضارة، مثل القلق والاكتئاب... كما أن أخطار المشكلات الجسدية مثل السمنة والسكري وأمراض القلب تزداد جميعاً كنتيجة للنظام الغذائي السيئ، وقلة التمارين الرياضية، وسوء الحالة الذهنية".
إدارة التوتر
لإعادة صحتك إلى المسار الصحيح، يرى خبيرانا أن القضية تتعلق بمعالجة الأعراض وكذلك الأسباب، على أن يكون الوعي بالمشكلة هو الخطوة الأولى.
تقول غوتس: "من الضروري الانتباه لجسدك وملاحظة متى تشعر بتأثير التوتر... على سبيل المثال، هل تجد صعوبة في إراحة ذهنك؟ هل تشعر بتوتر شديد لدى التحدث إلى الآخرين؟ هل نومك مضطرب؟".
قد تكون ممارسة الرياضة فعالة جداً في التخلص من التوتر – وليس من الضروري أن تكون شاقة.
ويضيف كومز: "يقودنا هرمون السيروتونين المتكون بشكل طبيعي إلى التفكير بصفاء، ويمنحنا مزيداً من الطاقة والدافع لمواجهة تحديات الحياة... كما يتيح التنزه سيراً على الأقدام في الهواء النقي للعقل أن يرتاح من التفكير المستمر ويعمل على إطلاق جرعة خفيفة من هرمون الإندورفين، لتخفيف القلق، والتحفيز على العمل".
كما أن النظام الغذائي المتوازن ضروري أيضاً، وكذلك طلب المساعدة عند الحاجة إليها. تقول غوتس: "إذا شعرت بالقلق حيال صحتك الجسدية أو العقلية، عليك الاتصال بطبيبك العام، ولو اقتضت الضرورة، ترتيب موعد عاجل في عيادتك المحلية... وقد تحتاج إلى مزيد من المساعدة الاحترافية من طبيب معالج".
التحكم بالأمور المالية
عندما تواجهك مشكلات مالية، قد يكون من المغري أن تتجاهل الأمر برمته وكأنك لست معنياً به.
يقول كومز: "قد يمنحك اتخاذ إجراء بدلاً من المماطلة، شعوراً بالقوة يفوق الوصف، على رغم أنه قد يكون مخيفاً في البداية... سواء كنت على رأس عملك أم لا، من الضروري جداً التصرف، والقيام بذلك بذهن صافٍ قدر الإمكان".
اتخذ خطوات عملية لتمتلك زمام أمورك المالية، تقول غوتس: "على سبيل المثال، وضع ميزانية واقعية، وتحديد المجالات التي يمكن خفض الإنفاق عليها".
طلب الدعم
يقول كومز: "ذكر نفسك، مهما كان وضعك، أنك لست وحيداً أبداً إذا كنت تعلم من يستطيع مساعدتك".
بدورها ترى غوتس أنك "قد تحتاج إلى نصيحة من مستشار مالي" أو قد ترغب في التحدث إلى صديق أو فرد من العائلة، و"تأكد من أنهم يدركون ضرورة عدم إضافة مزيد من الضغوط عليك".
وهناك مؤسسات عديدة قادرة على المساعدة في مجموعة من المسائل المالية.
يقول كومز: "كلف نفسك عناء الاتصال أو التواصل مع مؤسسات ذات صلة بإمكانها المساعدة أو تقديم المشورة"، ويوصي بمؤسسة "ستيب تشينج" Stepchange لطلب المشورة في شأن الديون.
وإذا كنت تواجه مشكلات مع تسديد الفواتير، اتصل بمزود خدمتك بأسرع وقت ممكن لمناقشة الخيارات المتاحة أمامك.
ويضيف كومز: "وكملجأ أخير، يمكنك التواصل مع مؤسسة "ساماريتانز" Samaritans الخيرية للدعم النفسي، حيث تقدم لك الدعم في أحلك الأوقات... لكن من المفروض أن يوفر اتباع الإرشادات الموضحة أعلاه خيارات كثيرة لتجنب الوصول إلى الأسوأ".