ملخص
من إيجابيات فيلم #الأخوان_سوبر_ماريو، أنه أعاد لشركات #الإنتاج التفكير بـ #أفلام_العائلة.
لم نسمع يوماً أن فيلماً سينمائياً تحول إلى رواية، لكن العكس صحيح. استفاد صناع الفن السابع من كل المجالات تقريباً لتقديم أعمال ناجحة، فشاهدنا أفلاماً مستوحاة من سير ذاتية وتجارب شخصية وأحداث تاريخية وحقيقية وتجارب علمية، إلى أن باتت علاقة السينما وثيقة مع الرواية والأدب عموماً.
كثيرة هي الأعمال الأدبية التي تحولت إلى الشاشة، ومنها على سبيل المثال رواية "العطر" للكاتب الألماني باتريك زوسكيند، و"الحب في زمن الكوليرا" لغابرييل غارسيا ماركيز، و"زوربا اليوناني" للكاتب اليوناني الراحل نيكوس كازنتزاكيس، و"غاتسبي العظيم" للكاتب الأميركي فرانسيس سكوت فيتزجيرالد، و"هاري بوتر" للكاتبة البريطانية ج. ك. رولينغ، و"بقايا اليوم" للبريطاني الياباني كازو إيشيجورو الحاصل على نوبل في الآداب، و"فتاة القطار"، وهي رواية بوليسية درامية للكاتبة الإنجليزية باولا هوكنز، ومن الأعمال العربية نجد "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني، وكثير من روايات نجيب محفوظ والبداية كانت مع "بداية ونهاية" عام 1960.
لم تعجب الأعمال السينمائية المستوحاة من روايات فئة كبيرة من القراء لعدد من الاعتبارات، منها أن مساحة الخيال في العمل الأدبي أكبر وأوسع، والفيلم المحدود بجمالية الصورة، وهنا نشأ سجال جديد ما بين الخيال والصورة.
تحول
اللافت في الأمر أن السينما وبعد التطور التكنولوجي الهائل منذ مطلع الألفية الثانية، راحت تبحث عن مصادر جديدة، ووجدت ضالتها في ألعاب الفيديو. واستفادت من نجاح عديد من الألعاب الالكترونية لتحولها إلى الشاشة، واستقطاب فئة جديدة من الجمهور.
ومن أبرز ألعاب الفيديو التي تحولت إلى السينما، سلسلة ألعاب Tomb Raider وResident Evil التي أنتجت ستة أفلام متتالية منذ عام 2002، ولعبة Assassin's Creed وHitman وAngry Birds وUncharted.
الأخوان سوبر ماريو
قبل أيام، انطلقت العروض التجارية لفيلم "الأخوان سوبر ماريو"، المأخوذ عن اللعبة الشهيرة "سوبر ماريو" التي أنتجت في 1983، وتعتبر من أكثر الألعاب التي حققت نجاحاً وجماهيرية.
ولعل السبب في انتشار هذه اللعبة، الشكل المميز الذي حرص مصمم الألعاب الياباني شيغيرو مياموتو على إضفائه على اللعبة، فمن الأبعاد غير المنطقية التي تتضمن رأساً كبيراً جداً وجسماً عريضاً، إلى الملابس المميزة مثل الأفرول والقبعة وحتى الشارب.
ثمة إيجابية قد تكون وحيدة في العمل، وهي عودة الأفلام العائلية التي أعادت شركات الإنتاج التفكير بها بعد جائحة كورونا. ولا يعكس النجاح الجماهيري للفيلم على شباك التذاكر، القيمة الفنية له. فالعمل الذي أخرجه كل من آرون هورفذ ومايكل جيلينك وبيير ليديك، وأدى صوت شخصية السباك الإيطالي فيه الممثل الأميركي كريس برات، يستقطب مختلف الفئات العمرية، من الأطفال إلى البالغين الذين ينتابهم حنين تجاه إحدى أشهر الشخصيات في تاريخ ألعاب الفيديو. وهذا سبب أساس في نجاح الفيلم: الحنين إلى الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لا يعكس الفيلم الحماسة الموجودة في اللعبة، فأحداثه بطيئة ومملة، ويبدو واضحاً أن الموازنة المرصودة للعمل ليست بكبيرة. حاول القيمون عليه الاستفادة من جماهيرية اللعبة، فقدموا فيلماً عادياً بلا روح ولا إثارة من مختلف الجوانب، معتمدين على من مارس قديماً اللعبة، ويرغب في مشاركة ذكرياته مع أولاده ربما أو أصدقائه.
النسخة القديمة
في عام 1993 صدرت نسخة سينمائية عن اللعبة الشهيرة، لكنها لم تلق أي ترحيب من النقاد ولا الجمهور لما فيها من مشكلات، وحققت فشلاً ذريعاً على شباك التذاكر، وكانت أسوأ اقتباس سينمائي عن لعبة فيديو.
الوضع في النسخة الجديدة مختلف، فالتقنيات المستعملة في أفلام التحريك اختلفت بين الماضي والحاضر، لكن النسخة الجديدة قدمت الملل الموجود في اللعبة الأصلية كما هو، من دون تعديلات أو إضفاء بعض الأحداث لتقديم عمل سينمائي لافت.
لم تعد لعبة "سوبر ماريو" التي أنتجتها شركة نينتندو اليابانية تحظى بالجماهيرية التي كانت تحظى بها في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته، وهذا ما كان يجب أن يؤخذ في الحسبان، لتقديم عمل سينمائي يساعد فئة جديدة من الجمهور في العودة إلى اللعبة مجدداً. في المقابل باتت ألعاب الفيديو الجديدة تعتمد على محاكاة الواقع والصورة شبه الحقيقية والغرافيكس والأبعاد الثلاثية.
فشل الفيلم في الاقتراب من النجاح الفني الذي حققه عدد من الأفلام المقتبسة عن ألعاب الفيديو وآخرها The Last of us، اللعبة التي حققت انتشاراً كبيراً، وحولت أخيراً إلى مسلسل، فيه كثير من الأحداث الدرامية والمشاهد الجميلة والمثيرة.
في المقابل يعاني الفيلم غياب الحبكة الواضحة، وغياب المشاهد المضحكة التي تكون في صلب هذا النوع من الأعمال.
وتعود بداية لعبة سوبر ماريو إلى أوائل الثمانينيات وتدور أحداثها حول شخصية السباك الإيطالي المحبوب، وأصله من حي بروكلين، ويعيش في «مملكة الفطر»، وهو معروف بإحباط خطط الشر التي تهدف إلى اختطاف الأميرة بيتش، عادة من العدو الرئيس باوزر، وإخضاع «مملكة الفطر». ومن صفات السباك الإيطالي الشهير أنه شجاع وخفيف الحركة ومتعاون مع أخيه لويجي.