Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تناول المضادات الحيوية ومقاومتها متبادلان بين البشر والحيوانات

الخبراء في مختلف أنحاء العالم عاقدون العزم على إبطاء عجلة تصاعد "مقاومة مضادات الميكروبات" المدفوعة جزئياً بالاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية

استخدام المضادات الحيوية و"مقاومة الجراثيم" يسيران في الاتجاهين بين الحيوانات والبشر (رويترز)

ملخص

ينكب الخبراء في مختلف أنحاء العالم على إبطاء عجلة تصاعد قدرة #الجراثيم على مقاومة #العقاقير، المدفوعة جزئياً بالاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية

أشار باحثون إلى أن استهلاك المضادات الحيوية و"مقاومة مضادات الميكروبات" (اختصاراً "أي أم آر" AMR) يسيران في الاتجاهين بين البشر والحيوانات.

تكشف نتائج جديدة عن أن إعطاء المضادات الحيوية لحيوانات مثل الأبقار والخنازير والدجاج يرتبط بـ"مقاومة مضادات الميكروبات" لدى البشر، وأن استخدام البشر المضادات الحيوية مرتبط بدوره بـ"مقاومة مضادات الميكروبات" لدى الحيوانات.

والخبراء في مختلف أنحاء العالم مصممون على إبطاء عجلة تصاعد "مقاومة مضادات الميكروبات" التي يغذيها جزئياً الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية.

معلوم أن "مقاومة مضادات الميكروبات" تنشأ عندما تطرأ تحورات جينية على أشكال من البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات ولا تعود تستجيب للأدوية، بما في ذلك المضادات الحيوية، المصممة لاستهدافها.

في النتيجة، يزداد علاج الحالات الصحية صعوبة ويتفاقم خطر انتشار الأمراض، ما يؤدي إلى أشكال شديدة من المرض أو الوفاة.

ويقول الباحثون إن الدراسة تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى وضع استراتيجية تتصدى لانتشار "مقاومة مضادات الميكروبات"، مع التركيز على التقدم الاجتماعي، والحد من الفقر، وفرض قواعد أكثر صرامة على استخدام المضادات الحيوية.

قاسم أليل، الباحث الذي تولى الإشراف على الدراسة وزميل باحث مشارك في علم الأوبئة للأمراض المعدية في "كلية لندن للصحة والطب الاستوائي" (LSHTM)، قال إن "مقاومة مضادات الميكروبات "مشكلة خطرة" نظراً إلى وجود أولويات متضاربة بين شبكة معقدة من الأطراف المؤثرة".

بناء عليه، "لا بد من تبني نهج قوي يكون متعدد التخصصات ويستهدف أنواعاً حية متعددة بغية مقاومة مضادات الميكروبات ومكافحتها، وليس من منظور يصب تركيزه على الإنسان فحسب، بين صانعي القرار والحكومات المحلية من أجل سلامة كوكبنا"، أضاف أليل.

للأسف، تطرح "مقاومة مضادات الميكروبات" تهديداً كبيراً للصحة العالمية، إذ تشير البيانات إلى أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية كانت مسؤولة عن 1.27 مليون حالة وفاة في عام 2019.

"مقاومة مضادات الميكروبات" تطرح "مشكلة خطرة" نظراً إلى وجود أولويات متضاربة بين شبكة معقدة من الأطراف المؤثرة - قاسم أليل

ويعتبر الاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية التي تشمل المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات ومضادات الفطريات، محركاً رئيساً لانتشار "مقاومة مضادات الميكروبات".

أضف إلى ذلك التأثير الذي يتركه الطلب المتزايد على الأغذية والمنتجات الحيوانية، فضلاً عن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المعقدة والمترابطة.

في الدراسة الجديدة، عمل فريق دولي من الباحثين، من بينهم باحثون في "كلية لندن للصحة والطب الاستوائي"، على تفحص العلاقات بين الاستهلاك العالمي للمضادات الحيوية من جهة، وبين المعدلات التي تسجلها "مقاومة مضادات الميكروبات" لدى البشر والحيوانات المستخدمة في إنتاج الغذاء في عام 2018 تقريباً.

كذلك نظر الباحثون في تأثير عوامل الخطر الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية على تصاعد "مقاومة مضادات الميكروبات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تشير النتائج إلى أن زيادة استهلاك المضادات الحيوية في الحيوانات يرتبط بزيادة معدل "مقاومة مضادات الميكروبات" لدى الحيوانات المنتجة للغذاء، مع ارتفاع معدلات الاستهلاك البشري للمضادات الحيوية، ما يفاقم خطر "مقاومة مضادات الميكروبات" لدى البشر.

وفق الباحثين، تكشف الورقة البحثية أيضاً أن زيادة استهلاك الحيوانات المضادات الحيوية يرتبط بارتفاع خطر "مقاومة مضادات الميكروبات" في علاج الأمراض التي تصيب البشر، ما يعتبر أولوية حاسمة وفق تصنيف "منظمة الصحة العالمية"، في حين أن زيادة الاستهلاك البشري للمضادات الحيوية تفاقم خطر "مقاومة مضادات الميكروبات" في علاج الحيوانات.

وعلى رغم تسجيل مستويات منخفضة من استهلاك المضادات الحيوية، فإن البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، لا سيما في آسيا (مثل بنغلاديش والصين والهند)، شهدت أعلى معدلات "مقاومة مضادات الميكروبات" لدى الحيوانات المنتجة للأغذية.

لذا يقول العلماء إن هذه النتائج تشير إلى أن استهلاك المضادات الحيوية ربما يشكل عامل خطر ثانوياً لانتشار "مقاومة مضادات الميكروبات" في أجزاء معينة من العالم.

كذلك أدت العوامل الاجتماعية والاقتصادية، من قبيل عدم المساواة في الدخل أو معدلات الوفاة بسبب ممارسات النظافة غير الآمنة أو مشكلات القلب، إلى زيادة معدلات "مقاومة مضادات الميكروبات" لدى البشر.

وقال ليث يعقوب، كبير الباحثين ومدير مشارك في برنامج "توت بروغرام"  Taught Programفي "كلية لندن للصحة والطب الاستوائي"، إن هذا الاتجاه الثنائي في استهلاك المضادات الحيوية و"مقاومة مضادات الميكروبات" لدى البشر والماشية الذي كشف عنه تحليلنا يوفر فرصاً جديدة للتخفيف من وطأة هذه المقاومة.

"مثلاً، يسلط هذه الاتجاه الثنائي الضوء على إمكانية إيجاد تدخلات تستهدف واحداً من المقومات [الثلاثة] لمبدأ "الصحة الواحدة" [التي تتكون من ثالوث صحة الإنسان وصحة الحيوان وصحة البيئة] إنما تترك تأثيرات على مستوى النظام"، وفق كلام يعقوب.

سير استهلاك المضادات الحيوية و"مقاومة مضادات الميكروبات" في اتجاه ثنائي بين البشر والماشية الذي كشف عنه تحليلنا يوفر فرصاً جديدة للتخفيف من وطأة مقاومة مضادات الميكروبات - ليث يعقوب، كلية لندن للصحة والطب الاستوائي

سيكون وضع تدخلات تحيط بهذه الصورة الشاملة لـ"مقاومة مضادات الميكروبات" ضرورياً في التصدي لما أصبح بسرعة أحد أكبر المخاطر التي تتهدد الصحة العالمية"، يضيف يعقوب.

للمرحلة المقبلة، يوصي يعقوب وزملاؤه "بوضع سياسات وقوانين للبلدان تكون أكثر صرامة لاستخدام المضادات الحيوية والوصفات الطبية بين الحيوانات والبشر، فضلاً عن تعزيز الحوكمة والشفافية والمساءلة، لا سيما في البلدان التي تسجل أعلى الأعباء الناجمة عن الأمراض".

نشرت نتائج الدراسة في مجلة "لانسيت بلانيتري هيلث" Lancet Planetary Health.

 

المزيد من صحة