Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دول العالم تسارع لإجلاء مواطنيها وسط اشتباكات السودان

فرار مسؤولي نظام البشير من السجون ومساع لتمديد الهدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع لـ72 ساعة

ملخص

فوضى السودان تهيئ الطرق أمام فرار حلفاء البشير من السجون ومباحثات لتمديد الهدنة 72 ساعة 

تسود فوضى عارمة بالسودان في ظل وقف إطلاق نار هش، تجسدت خلال الساعات الماضية في إعلان أحمد هارون، أحد مساعدي الرئيس السابق المعزول عمر البشير، فراره من السجن برفقة مسؤولين سابقين آخرين، بينما أكد الجيش أن البشير نفسه محتجز في مستشفى نُقل إليه قبل بدء القتال.

ودفع الصراع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع الدول الأجنبية إلى المسارعة بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها. وفيما أجلت عدة دول رعاياها جواً توجهت أخرى إلى بورتسودان على البحر الأحمر على بعد 800 كيلومتر تقريباً من الخرطوم براً.

تواصل المعارك

واستمرت المواجهات، الأربعاء، في الخرطوم بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مع تحليق طائرات مقاتلة تابعة للجيش فوق الضاحية الشمالية للعاصمة، وتعرضت لقصف مدفعي كثيف من قبل قوات الدعم السريع، بحسب ما أفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية.

وتدور المعارك منذ 12 يوماً بين قوات الدعم السريع والجيش. ويخوض البرهان ودقلو حرباً بلا رحمة على السلطة، بعدما كانا حليفين منذ انقلاب عام 2021 الذي أطاحا خلاله المدنيين.

وتمكن أحمد هارون، وهو شخصية بارزة في نظام الديكتاتور السابق عمر البشير، من الفرار من سجن كوبر في العاصمة الخرطوم، مع غيره من المسؤولين الكبار خلال الحكم السابق.

مبادرة "إيغاد"

أفاد بيان من الجيش السوداني، أمس الأربعاء، بأن قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أبدى موافقة مبدئية على اقتراح الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" تمديد الهدنة 72 ساعة وإرسال ممثل للجيش إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات، ويتضمن الاقتراح إرسال مبعوثين من الجيش ومن قوات الدعم السريع إلى جوبا لمناقشة التفاصيل في إطار مبادرة المنظمة الإقليمية المعنية بالتنمية في شرق أفريقيا.

حلفاء الديكتاتور

في تسجيل نشر، مساء الثلاثاء، قال هارون "ظللنا بمحبسنا بكوبر تحت تقاطع نيران المعركة الدائرة الآن لمدة تسعة أيام مع انعدام مقومات الحياة من كهرباء وطعام وشراب ورعاية صحية".

وأعلن الجيش السوداني في بيان، الأربعاء، أن الرئيس السابق عمر البشير محتجز في مستشفى تابع للقوات المسلحة نُقل إليه من السجن قبل اندلاع المعارك في 15 أبريل (نيسان) في الخرطوم.

 

 

ووجهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات إلى البشير ومساعديه على خلفية حرب دارفور التي تخللتها انتهاكات واسعة وتسببت في مقتل قرابة 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون. وشاركت فيها قوات الدعم السريع (الجنجويد) آنذاك بقيادة دقلو المعروف بحميدتي، إلى جانب قوات البشير، وضد الأقليات الإثنية غير العربية.

وكان هارون مسجوناً في سجن كوبر في الخرطوم. وهو مطلوب بمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" و"إبادة" في إقليم دارفور غرب السودان. وأطاح الجيش عمر البشير تحت وطأة احتجاجات شعبية ضخمة ضده في عام 2019، وأوقف مع مساعديه وأبرز أركان نظامه.

وكان البشير يوجد أيضاً في السجن نفسه. في عام 2021، وقعت السلطات السودانية التي كان يشارك فيها آنذاك مدنيون، اتفاقاً مع المحكمة الجنائية الدولية لتسليم البشير ومساعديه، لكن عملية التسليم لم تحصل بعد.

من جهته، أشار مكتب المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية إلى أنه يتابع عن كثب الأحداث، موضحاً أن المعلومات في شأن الأشخاص المعتقلين في كوبر لم يتم "تأكيدها بطريقة مستقلة".

حصاد المعارك

وخلفت المعارك المستمرة منذ 15 أبريل (نيسان)، أكثر من 459 قتيلاً وما يزيد على أربعة آلاف جريح، وفقاً للأمم المتحدة.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس من بورتسودان في شرق البلاد حيث نقلت الأمم المتحدة بعض موظفيها، إن الطرفين المتحاربين "هاجما مناطق مكتظة بالسكان من دون اعتبار للمدنيين أو المستشفيات أو حتى لمركبات تنقل جرحى ومرضى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد مسؤول عند معبر القلابات الحدودي بين السودان وإثيوبيا تزايد أعداد العابرين إلى الجانب الإثيوبي منذ بدأت عمليات إجلاء الأجانب.

وقال "عبر حتى الآن ستة آلاف من جنسيات مختلفة والنسبة الأكبر تحمل الجنسية التركية، كما عبر مئات السودانيين الذين يعملون في دول خليجية كانوا في إجازات عندما وقعت الأحداث".

وقدرت الأمم المتحدة أن 270 ألف شخص قد يفرون إلى تشاد وجنوب السودان المجاورين.

وقالت صفاء أبو طاهر التي وصلت مع أسرتها إلى مطار عسكري في الأردن، ليل الثلاثاء، "أصعب شيء كان أصوات القصف والطائرات المقاتلة وهي تحلق فوق منزلنا. هذا روع الأطفال".

أوضاع صعبة

ويعاني السكان الذين بقوا في الخرطوم انقطاعاً في المياه والكهرباء وسط نقص فادح في المواد الغذائية، وانقطاعات متكررة في الهاتف والإنترنت.

ووفق نقابة الأطباء، فإن حوالى ثلاثة أرباع المستشفيات باتت خارج الخدمة في السودان. وقالت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إن أكثر من 60 في المئة من المراكز الطبية في الخرطوم مغلقة.

وأضافت أنها تُجري "تقييماً معمقاً للمخاطر" الصحية بعد سيطرة أحد الطرفين المتحاربين في الخرطوم على مختبر توجد فيه عينات معدية جداً مثل الحصبة والكوليرا، وشلل الأطفال.

ورأت روزاليند مارسدن السفيرة البريطانية السابقة والممثلة الخاصة السابقة للاتحاد الأوروبي في السودان، أن "ما نشهده هو صراع على السلطة بين جنرالين، ولكنه أيضاً محاولة لعرقلة التحول الديمقراطي في السودان وإعادة البلاد تحت السيطرة النظام السابق".

 

 

قلق أممي

على صعيد آخر، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تجري "تقييماً معمقاً للمخاطر" الصحية بعد سيطرة أحد الطرفين المتحاربين في الخرطوم على مختبر توجد فيه عينات معدية جداً مثل الحصبة.

وقال مايكل راين المكلف برنامج منظمة الصحة العالمية لحالات الطوارئ خلال مؤتمر صحافي في جنيف "الفريق على الأرض فضلاً عن فرقنا المكلفة بالمخاطر البيولوجية والأمن البيولوجي تجري تقييماً معمقاً للمخاطر".

تواصل عمليات الإجلاء

وفي السياق، تكثف بعض الدول جهودها وتسارع في عمليات الإجلاء من السودان.

السعودية 

وأعلنت وزارة الخارجية السعودية أن سفينة تقل 1687 مدنياً من أكثر من 50 دولة فروا من العنف في السودان وصلت إلى السعودية، الأربعاء، في أكبر عملية إنقاذ من نوعها تنفذها المملكة حتى الآن. كذلك وصلت ليلاً إلى فرنسا طائرة تقل 245 مواطناً فرنسياً وأجنبياً.

بريطانيا 

وكثفت بريطانيا جسرها الجوي لإجلاء رعاياها من السودان إلى قبرص وسارعت لإخراج أكبر عدد ممكن في فترة وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة بين طرفي الصراع قبل انتهائها، الخميس، وقال مسؤولون بريطانيون، إنه من المحتمل إجلاء "مئات عدة" جواً من السودان على رغم بدء العمليات بأعداد قليلة على عكس المتوقع.

وبلغ عدد من أجلتهم المملكة المتحدة من السودان نحو 400 شخص منذ إطلاق الجسر الجوي وحتى منتصف بعد ظهر اليوم.

وتقدر الحكومة أن هناك نحو أربعة آلاف بريطاني في السودان. وأجلت دبلوماسييها وعائلاتهم، السبت.

قبرص

وقالت قبرص، إنها فعلت آلية إنقاذ إنسانية بطلب من لندن للسماح لدول ثالثة باستخدامها لاستقبال وإعادة المواطنين الأجانب الذين تم إجلاؤهم من السودان. وتستضيف قبرص قاعدتين عسكريتين بريطانيتين كبيرتين.

ألمانيا

ونفذت ألمانيا مهمة إجلاء 500 شخص في المجمل من أكثر من 30 دولة إلى بر الأمان، حتى صباح الثلاثاء، بينهم مواطنون بلجيكيون وبريطانيون وهولنديون وأردنيون وأميركيون إضافة إلى الألمان. وقالت برلين، إن رحلاتها الجوية ستنتهي الثلاثاء.

فرنسا

وأبلغ الرئيس إيمانويل ماكرون حكومته بأن البلاد أجلت أكثر من 500 شخص من السودان، بينهم أكثر من 200 مواطن فرنسي إضافة إلى مواطنين أميركيين وبريطانيين وآخرين. وقال إن أحد رجال الكوماندوس الفرنسيين أصيب في تبادل لإطلاق النار أثناء الإجلاء لكن حالته مستقرة.

وقال مصدران دبلوماسيان، إن باريس أرسلت أيضاً سفينة حربية إلى بورتسودان للمساعدة في نقل من تم إجلاؤهم.

إيطاليا

وأجلت طائرات عسكرية إيطالية أقلعت من جيبوتي 83 إيطالياً و13 آخرين، بينهم أطفال والسفير الإيطالي. وقال وزير الخارجية أنطونيو تاياني، إن بعض الإيطاليين العاملين في المنظمات غير الحكومية وحملات التبشير قرروا البقاء في السودان بينما نقل 19 آخرون إلى مصر قبل يومين.

هولندا

قال وزير الخارجية فوبكه هوكسترا، إنه تم إجلاء نحو 100 هولندي من السودان منذ الأحد. وغادر نصف العدد إلى الأردن على متن أربع رحلات إجلاء هولندية نقلت أيضاً حوالى 70 شخصاً من 14 دولة أخرى.

وتسعى أمستردام إلى إجلاء نحو 150 هولندياً في المجمل. وعززت الجهود الدولية بطائرتين عسكريتين، متاحتين أيضاً للجنسيات الأخرى.

الولايات المتحدة

أجلت القوات الأميركية دبلوماسيين أميركيين وبعض الدبلوماسيين الأجانب، السبت.

وقالت واشنطن، الإثنين، إن عشرات الأميركيين يسافرون براً في قافلة تقودها الأمم المتحدة إلى بورتسودان، وإن عشرات آخرين عبروا عن رغبتهم في المغادرة. وقالت، إنها تنشر عتاداً بحرياً للمساعدة في عمليات الإجلاء إذا لزم الأمر.

روسيا

لم تعلن روسيا بعد عن أي إجلاء لأعضاء سفارتها أو رعاياها من الخرطوم. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن الروس في السودان على اتصال وثيق بموسكو. وأضاف "التعاون والمشاورات يجريان على مدار الساعة، وهناك احتمالات مختلفة قيد البحث. في الوقت الحالي، لم يتخذ أي قرار".

اليابان

أعلن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إجلاء جميع اليابانيين الذين كانوا يرغبون في المغادرة.

وذكر أن 45 غادروا، مساء الإثنين، على متن طائرة عسكرية يابانية، وغادر ثمانية آخرين بمساعدة فرنسا وجماعات أخرى.

سويسرا

أغلقت سويسرا بالفعل سفارتها وأجلت جميع موظفيها السويسريين وعائلاتهم.

الصين

قالت الصين إن معظم مواطنيها تم إجلاؤهم بأمان في مجموعات إلى الدول المجاورة. ونشرت وزارة الدفاع سفنا تابعة للبحرية يوم الأربعاء لنقل المواطنين وإجلائهم.

وقالت وزارة الخارجية إنه تم نقل نحو 800 شخص عن طريق البحر وسافر أكثر من 300 برا إلى الدول المجاورة للسودان من يوم الثلاثاء إلى اليوم الخميس. وذكرت الوزارة أنه لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا بين الرعايا الصينيين حتى الآن.

وأصدرت القنصلية العامة الصينية في مدينة جدة بالسعودية بياناً، أمس الأربعاء، تنصح مواطنيها الذين يعتزمون مغادرة السودان إلى السعودية بالدخول عبر ميناء جدة.

كندا

قالت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند، أمس الأربعاء، إن بلادها ستنشر نحو 200 جندي لتنسيق عمليات الإجلاء من السودان، بينما أعلنت أوتاوا إجلاء نحو 180 كندياً.

وقالت الحكومة إنه يوجد نحو 1800 كندي في السودان، 700 منهم تقريباً طلبوا مساعدة وزارة الخارجية.

أوكرانيا

قالت إنها أنقذت 87 من مواطنيها، معظمهم من الطيارين وفنيي الطائرات وعائلاتهم، من أصل 138 مدنيا في المجمل، بينهم مواطنون من جورجيا وبيرو.

جنوب أفريقيا

قالت إنها كانت تتوقع مغادرة آخر 12 من مواطنيها الذين تعلم أنهم موجودون في السودان، الثلاثاء.

المزيد من متابعات