Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما الخيارات المؤلمة أمام مواطن بريطاني عالق في اشتباكات السودان؟

تخشى ابنة الطبيب المتقاعد من إصابة والدها بتسمم الدم بعد إصابته بالرصاص في الخرطوم وعجزه عن التداوي في المستشفى، لكن مع ذلك فهو لا يستطيع ترك والدته المسنة والرحيل لأن بريطانيا لن تقبل بإجلائها

قالت ابنة الطبيب المتقاعد إن وزارة الخارجية أخبرت والدها أن باستطاعتها إخراجه وأختها فقط (رويترز)

ملخص

يقف طبيب بريطاني أمام خيارين أحلاهما مر، فإما المخاطرة بالتقاطه التهاباً قد يؤدي بحياته جراء جرح رصاصة، أو التخلي عن والدته المسنة لكي تتدبر أمورها وحدها وسط الحرب الدائرة في السودان

يقف طبيب بريطاني أمام خيارين أحلاهما مر، فإما المخاطرة بالتقاطه التهاباً قد يؤدي بحياته جراء جرح رصاصة، أو التخلي عن والدته المسنة لكي تتدبر أمورها وحدها وسط الحرب الدائرة في السودان.

الطبيب، الذي تقاعد منذ فترة قصيرة بعد 30 سنة من العمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، كان في زيارة لعائلته في الخرطوم خلال شهر رمضان وعيد الفطر حين اندلعت اشتباكات ضارية بين كل من القوتين المواليتين لأكبر جنرالين في المدينة يوم 15 أبريل (نيسان).

هذا وقد أصيب الطبيب برصاصة في قدمه أثناء "مخاطرته بحياته" من أجل نقل ابنته ووالدته البالغة من العمر 87 سنة، والتي تحتاج إلى رعاية مستمرة، إلى مكان أكثر أماناً في الخرطوم. كان في ذهاب أي من أفراد العائلة إلى صيدلية أو إلى المستشفى مخاطرة كبيرة، لذلك اضطرت ابنته إلى علاجه باستخدام بعض المضادات الحيوية المتبقية عندهم.

 

وفي حديثها إلى "اندبندنت"، قالت ابنته الثانية - وهي طبيبة مقيمة في لندن، تدعو نفسها الدكتورة أ من أجل حماية عائلتها في السودان "أنا قلقة على حال قدمه. يحتمل أن تلتهب ويظهر فيها خراج. وهذا خوفي الآن. لو أصيب بتعفن في الدم سيقع في مأزق خطر".

بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، بدأت الحكومة البريطانية بإرسال رحلات لإجلاء الرعايا الذين يحملون جوازات سفر بريطانية من السودان. ويعتبر الطبيب المتقاعد وابنته، اللذان يحملان الجنسيتين السودانية والبريطانية، مثل الدكتورة أ، مؤهلين للإجلاء من السودان من قبل السلطات البريطانية - لكن بحسب ما علمت "اندبندنت"، فإن الأمر لا يشمل والدة الطبيب حالياً.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت الدكتورة أ: "اتصلت وزارة الخارجية بوالدي وأخبرته بأنها تستطيع إخراجه هو وشقيقتي، ولكن ليس جدتي لأنها ليست مواطنة بريطانية... لا يمكن أن تتوقع منه المملكة المتحدة أن يغادر ويترك وراءه والدته البالغة من العمر 87 سنة وحدها وسط ساحة حرب في الخرطوم، كما أن المنزل يقع في منطقة قريبة من القتال الدائر في المطار... هذا وضع غير إنساني وغير مقبول. لن يتخلى والدي عن أمه ولن يقبل بالمغادرة".

هذا وقد علمت "اندبندنت" أن الحكومة البريطانية لا تنوي أن تخصص خطة لاستقبال المواطنين السودانيين الهاربين من بلادهم، على غرار الخطط التي وضعتها من أجل أوكرانيا وأفغانستان، وتنوي فقط إجلاء المواطنين البريطانيين وموظفي السفارة.

في الوقت الحالي، لا تتوفر تأشيرة لجوء للأشخاص الذين يرغبون بالسفر إلى المملكة المتحدة بشكل قانوني، ومن غير الواضح كيف يمكنهم أن يقدموا طلباً للحصول على تأشيرات أخرى والسفر عن طريق رحلات جوية تجارية إلى بريطانيا في ظل الفوضى القائمة في الخرطوم.

وفي المقابل، قد يواجه اللاجئون السودانيون احتمال تجريمهم وترحيلهم من المملكة المتحدة [في حال وصولهم بطرق غير شرعية]، نتيجة غياب الطرق الآمنة والقانونية أمام معظم الأشخاص الهاربين من الصراع.

 

وزارة الخارجية قالت إن عملية الإجلاء تشمل فقط حملة جوازات السفر البريطانية وشركاءهم أو أطفالهم أو والديهم إن كان حامل الجواز البريطاني تحت سن الثامنة عشر، لكن هذه المعايير لا تنطبق على جدة الدكتورة أ.

الدكتورة أ ذكرت أنها حاولت التقدم بطلب تأشيرة موقتة لجدتها التي يمكن نقلها بعد ذلك إلى منزلهم في مصر - لكنها لا تزال تنتظر الرد على طلبها. وفي هذه الأثناء، تقول إن والدها "قرر عدم المغادرة، إذ لا يمكنه أن يخرج من دون والدته".

وأضافت الدكتورة أ أنه فيما كان والها يتألم يوم الإثنين وقد ظهر بعض الاحمرار حول جرحه، فهو لا يعاني ارتفاع في درجة حرارته، ومن غير المحتمل بالتالي أن يكون قد أصيب بالتهاب بعد. العائلة قالت أيضاً بأنها تراقب الجرح من كثب بانتظار الحصول على أخبار حول مصيرها من الحكومة.

ومن جهته قال الناطق باسم الحكومة البريطانية: "نحن بصدد إجلاء الرعايا البريطانيين وأفراد عائلتهم المقربين المؤهلين أساساً للدخول إلى المملكة المتحدة... ونحن نراقب الوضع من كثب ونقيم الوضع باستمرار، وندرك أن العديد من الأشخاص سيواجهون ظروفاً وقرارات صعبة للغاية".

وأضاف المتحدث: "نحن نواصل بذل قصارى جهدنا، مع الشركاء الدوليين، من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار وإنهاء الاقتتال - أهم ما يمكننا فعله هو الحرص على سلامة الرعايا البريطانيين وغيرهم من الأشخاص في السودان".

© The Independent

المزيد من تقارير