ملخص
ثلاث عوامل دفعت بقفزة غير متوقعة في "وول ستريت" وحدت من مخاوف الركود لدى المستثمرين بشكل كبير
شهدت "وول ستريت" قفزة غير متوقعة مدفوعة بثلاثة عوامل، بيانات الوظائف الأميركية التي فاقت التوقعات وأظهرت قوة سوق العمل، وتراجع مخاوف إفلاس البنوك الإقليمية، والبيانات المتفائلة لأكبر شركة في العالم "أبل".
سجل مؤشر "داو جونز" أكبر مكاسبه بالنسبة المئوية منذ 6 يناير (كانون الثاني) الماضي في جلسة أمس الجمعة صاعداً 1.65 في المئة إلى 33674 نقطة، بينما ارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 1.85 في المئة إلى 4136 نقطة، في حين قفز مؤشر "ناسداك" بنسبة 2.25 في المئة إلى 12.235 نقطة.
سوق عمل قوية
كان تقرير وزارة العمل الأميركية أظهر تسارع نمو الوظائف في أبريل (نيسان) وزيادة مكاسب الأجور بقوة، وهو ما غير كل التوقعات في "وول ستريت"، إذ كانت نظرة المستثمرين إلى الاقتصاد الأميركي باعتباره أمام مرحلة جديدة من الركود، خصوصاً بعد الرفع الأخير للفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأربعاء الماضي، لكن تسجيل النمو في الوظائف قلب المعطيات، إذ أظهر أن الاقتصاد الأميركي ما زال قوياً بفضل سوق العمل الجيدة، إذ لم تكن المكاسب في الوظائف فحسب، إنما أيضاً في ارتفاع الأجور.
تحسن مؤشرات التوظيف
وأظهر تقرير التوظيف إضافة 253 ألف وظيفة الشهر الماضي، مقارنة مع توقعات "رويترز" عند 180 ألف وظيفة، وتراجع معدل البطالة إلى 3.4 في المئة في أبريل من 3.5 في المئة في مارس (آذار) في حين زاد متوسط الأجر بالساعة بنسبة 0.5 في المئة بعد أن زاد 0.3 في المئة في مارس، وارتفعت الأجور 4.4 في المئة على أساس سنوي في أبريل بعد أن صعدت 4.3 في المئة في مارس.
تلاشي مخاوف الإفلاس
تبدلت معنويات المستثمرين بعد الزخم القوي الذي شهدته البنوك الإقليمية أو متوسطة الحجم التي عانت في الأيام الأخيرة موجة بيعية أدت إلى انخفاض أسعار أسهمها بشكل تراجيدي، وذكرت بسيناريوهات شبيهة حدثت للبنوك المفلسة مثل "فيرست ريبابليك" و"وادي السيليكون" و"سيغنتشر"، قبل حدوث تحول كبير، الجمعة، مع رفع عدد من التقارير المالية تقييم البنوك الإقليمية، معتبرة أن أسعار أسهمها أصبحت مغرية للشراء بعد موجة البيع عليها.
قفز سهم بنك "باك ويست بانكورب" بنسبة 82 في المئة، بينما قفز سهم بنك "ويسترن ألاينس بانكورب" بنسبة 50 في المئة تقريباً، بعد أن واجه سهما البنكين عمليات بيع في الأيام هوت بقيمتهما فوق مستوى 50 في المئة، كما ارتفع سهم بنك "كيه بي دبليو" بنسبة خمسة في المئة تقريباً، بعد أن واجه البنك بعض الأخطار من تعرضه لأزمة سيولة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"أبل" ترفع المعنويات
وساعدت نتائج شركة "أبل" على ضخ مزيد من التفاؤل في "وول ستريت"، إذ يعتبر سهم "أبل" من أكثر الأسهم المحمولة في المحافظ والصناديق الاستثمارية، كونه يعمل مثل سند حكومي بعائد مرتفع، وسجل السهم أعلى مستوى في تسعة أشهر مع إغلاقه مرتفعاً بنسبة خمسة في المئة، في أكبر مكسب يومي بالنسبة المئوية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وعدلت نتائج شركة "أبل" من توقعات الأرباح في الربع الأول من هذه السنة، إذ تقدر بيانات "رفينيتيف" انخفاضاً طفيفاً في أرباح أكبر 500 شركة مدرجة في مؤشر "ستاندرد أند بورز"، عند 0.7 في المئة على أساس سنوي.
لكن على رغم ذلك فلا يزال مؤشرا "داو جونز" و"ستاندرد أند بورز 500" يسجلان خسائر أسبوعية عند 1.3 في المئة و0.73 في المئة تباعاً، بسبب أزمة البنوك في هذا الأسبوع، في حين أنهى مؤشر "ناسداك" بمكاسب طفيفة خلال الأسبوع.
تكهنات بمزيد من الفائدة
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقعاً، الأربعاء، لكن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أشار إلى أنه من السابق لأوانه القول على وجه اليقين إن دورة رفع أسعار الفائدة قد انتهت لأن التضخم لا يزال مصدر القلق الرئيس.
وكانت أزمة البنوك الإقليمية قد عادت إلى الأضواء الأسبوع الماضي مع مصادرة السلطات التنظيمية في الولايات المتحدة بنك "فيرست ريبابليك" المتعثر، واتفقت على بيع أصوله إلى أكبر بنك في أميركا "جيه بي مورغان"، مما اعتبر أكبر فشل لبنك أميركي منذ الأزمة المالية في عام 2008.