Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تدافع عن القصف الإسرائيلي على غزة وتدعو لخفض التصعيد

مقتل 15 فلسطينيا بينهم 3 قادة في "الجهاد" وإصابة 145 آخرين بالضفة الغربية و40 طائرة شاركت في الغارات وسط إدانات دولية

ملخص

قتل 13 فلسطينيا بينهم 3 قادة من حركة الجهاد بقصف إسرائيلي على غزة وعمليات اعتقال تسفر عن إصابة 145 آخرين بالضفة الغربية 

قال البيت الأبيض الثلاثاء إنه تابع الضربات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل ثلاثة من قادة حركة الجهاد الإسلامي في غزة عن كثب، مضيفاً أنه على دراية بالتقارير التي أفادت بمقتل عشرة مدنيين "على نحو مأساوي" في الضربات.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض "ندعو الطرفين إلى خفض تصعيد الموقف".

وأضاف "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وشعبها في وجه هجمات الصواريخ العشوائية التي تنفذها الجماعات الإرهابية".

وقتل فلسطينيان في غارة جوية إسرائيلية عصر الثلاثاء استهدفت سيارة في خان يونس بجنوب قطاع غزة، على ما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس".

وكان 13 فلسطينياً في الأقل بينهم ثلاثة من أبرز القادة العسكريين في حركة "الجهاد" قتلوا فجر الثلاثاء في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على أهداف بقطاع غزة، مما يثير مخاوف من تصعيد جديد.

وقال مصدر في الوزارة لوكالة الصحافة الفرنسية "استشهد مواطنان في قصف جوي لمركبة مدنية، في بلدة القرارة شرق مدينة خان يونس، وتم انتشال جثتيهما متفحمتين ونقلتا إلى مستشفى ناصر" بخان يونس.

وأوضح أن "15 شهيداً حتى اللحظة هم حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة"، ولفت إلى أن المستشفى استقبل أيضاً "شخصين مصابين بجروح متوسطة" نتيجة استهداف السيارة.

وذكر شهود عيان أن السيارة التي "تعرضت لقصف بصاروخ واحد في الأقل احترقت كلياً".

من جهة ثانية قال شهود عيان إن المدفعية الإسرائيلية أطلقت قذائف عدة باتجاه المنطقة الفلسطينية القريبة من السياج الحدودي شرق خان يونس.

بعد العملية بساعات وقعت مواجهات في نابلس بالضفة الغربية خلال عملية للجيش الإسرائيلي لاعتقال مطلوبين، أصيب خلالها 145 فلسطينياً بجروح بعضهم بالرصاص الحي.

وتأتي العملية العسكرية في غزة بعد سلسلة توترات أمنية خلال الأسابيع الماضية، كان آخرها قبل أقل من أسبوع تصعيد بين إسرائيل وحركة "الجهاد" انتهى بهدنة بعد تدخلات خارجية.

وتعهدت الحركة بالرد على ما وصفته بـ"الاغتيال".

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أفادت بمقتل 13 شخصاً وإصابة نحو 20 آخرين بجروح مختلفة "جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة".

وقال بيان وزارة الصحة إن هناك نساء وأطفالاً بين الضحايا وإن "بين المصابين حالات حرجة".

ونعت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد"، في بيان "القادة جهاد الغنام، أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس، وخليل البهتيني، عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، وطارق عز الدين، أحد قادة العمل العسكري بسرايا القدس في الضفة الغربية".

ووصف البيان الغارات الإسرائيلية بـ"عملية اغتيال جبانة"، مشيراً إلى مقتل زوجات القادة وأولادهم أيضاً في العملية.

ساعتان هجوم بـ40 طائرة

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت لصحافيين أن 40 طائرة شاركت في الغارات الإسرائيلية التي نفذت في مدينة غزة ومنطقة رفح بالقرب من الحدود المصرية، مضيفاً "حققنا ما كنا نريد تحقيقه".

وقال الجيش إن القادة الثلاثة المستهدفين من أبرز مخططي الحركة وهم متورطون في عمليات استهدفت أخيراً إسرائيليين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبين القتلى أيضاً رئيس مجلس إدارة مستشفى الوفاء الطبيب جمال خصوان الذي يحمل أيضاً الجنسية الروسية وقتل مع زوجته ونجله، وفق ما أعلنت وزارة "حماس"، بينما أعربت ممثلية الاتحاد الروسي في فلسطين عن أسفها لذلك.

وقال هيشت "بذلنا أقصى ما يمكن لتركيز ضرباتنا على الهدف. وإذا كانت هناك حالات موت مأساوية، سنحقق في الأمر".

ووقعت الغارات بعيد الساعة الثانية فجراً (23.00 ت غ) واستمرت الانفجارات لمدة ساعتين تقريباً.

وأفاد مصدر أمني فلسطيني بأن المقاتلات الحربية الإسرائيلية استهدفت منازل القياديين في حركة "الجهاد" ومواقع عسكرية تابعة لـ"سرايا القدس" في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

رد فعل هجومي

وكتب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على حسابه في "فيسبوك"، "تم تبني مطلبنا برد فعل هجومي وتصفية محددة الأهداف لقادة الجهاد".

وأعرب عن أمله في أن تستمر هذه السياسة، مضيفاً أنه "سيستأنف مشاركته وتصويته في الحكومة بعدما قاطعها أول من أمس الأحد".

في المقابل أكد القيادي في حركة "الجهاد" والمتحدث باسمها داوود شهاب أن "الحركة تعتبر أن كل المدن والمستوطنات في العمق الصهيوني ستكون تحت نيرانها".

وقالت الحركة إن "كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام الرد على جرائم الاحتلال".

وجاء في بيان عسكري للغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، "على الاحتلال وقادته الذين بادروا بالعدوان أن يستعدوا لدفع الثمن".

وذكر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في بيان أن "اغتيال القادة بعملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل بل المزيد من المقاومة"، مضيفاً "العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته".

ولفت هيشت إلى أن الجيش أصدر أوامر للسكان الإسرائيليين المقيمين على مسافة 40 كلم أو أقل من الحدود مع غزة للمكوث في الملاجئ حتى صباح غد الأربعاء.

بعد ساعات من الغارة أفاد الجيش بأن قواته دخلت نابلس في شمال الضفة الغربية واعتقلت "مطلوباً"، وأثناء مغادرتها وقعت "مواجهات" استخدمت خلالها أعيرة نارية ووسائل مكافحة الشغب.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر أن مواجهات نابلس أسفرت عن 145 إصابة منها 15 بالرصاص و130 ناجمة عن استنشاق الغاز.

إسرائيل تبرر

ودافعت إسرائيل في اجتماع للأمم المتحدة عن شنها غارات جوية على قطاع غزة أدت إلى مقتل 13 فلسطينياً في الأقل.

من جهتها أكدت مندوبة إسرائيل الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف ميراف إيلون شاحر أن الغارات كانت تهدف "إلى إعادة السلم والأمن لمواطني إسرائيل".

وأضافت "لن ندع هذه المنظمات الإرهابية تقوض مسعى التعايش الذي نرغب جميعاً في تحقيقه".

وجاءت هذه التصريحات لمندوبي تل أبيب في جلسة المراجعة الدورية لسجل إسرائيل أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وتعرض سجل إسرائيل لانتقادات حادة.

وأعربت دول عدة عن قلقها في شأن تصاعد العنف ودانت الانتهاكات بحق الفلسطينيين.

وطالب بعضهم مثل ممثلي السلطة الفلسطينية وقطر وناميبيا "بوضع حد لنظام الفصل العنصري" الإسرائيلي، بينما أكد مبعوث الصين أن البلاد تعاني "العنصرية وكراهية الأجانب".

وأصرت إيلون شاحر على أن إسرائيل لا ترفض الانتقادات، لكنها كررت شكوى بلادها أنها تتعرض "لمعاملة تمييزية مستمرة ومغرضة".

وندد عدد من الدبلوماسيين الذين تحدثوا في الجلسة بمشروع إصلاح النظام القضائي الذي تدعمه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والذي يتظاهر إسرائيليون ضده أسبوعياً منذ أشهر.

ودعت سفيرة الولايات المتحدة ميشيل تايلور إسرائيل إلى "ضمان مواصلة استقلال القضاء ونزاهته".

وأعرب آخرون مثل سفيرة نيوزيلندا لوسي دانكن عن قلق خاص في شأن "تشريع جديد مقترح سيعيد العمل بعقوبة الإعدام في إسرائيل".

كما ندد الدبلوماسيون بمواصلة سياسات التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وعمليات الإخلاء القسري وهدم منازل الفلسطينيين وطالبوا بالتحقيق في هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين.

وقال السفير البريطاني سايمون مانلي أمام المجلس "نوصي بأن تتراجع إسرائيل عن سياستها في التوسع الاستيطاني"، بينما طالبت سفيرة كندا ليسلي نورتون بأن تجري تل أبيب "تحقيقاً شاملاً في قضايا عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية لضمان محاسبة من يرتكب هذه الجرائم".

إدانات في الداخل والخارج

ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيه "المجزرة المروعة ضد أهلنا في قطاع غزة"، معتبراً ذلك "إرهاب دولة منظماً وامتداداً لنكبة عام 48".

وطالب الأمم المتحدة بإدانة "العدوان على القطاع والمجازر المتواصلة بحق أبناء شعبنا وتوحيد المعايير في التعامل مع الجرائم التي يرتكبها قادة إسرائيل وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب".

ودانت مصر "التصعيد"، رافضة بالكامل "مثل تلك الاعتداءات التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي الشرعية الدولية".

كما نددت وزارة الخارجية الأردنية بـ"العدوان" الإسرائيلي وأكدت "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري وفاعل لوقفه".

واستنكر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند "مقتل مدنيين في الضربات الجوية الإسرائيلية"، معتبراً أن "هذا غير مقبول".

وأغلقت إسرائيل معبر بيت حانون (إيريز) ومعبر كرم أبو سالم التجاري (جنوب) المتصلين بقطاع غزة، وفق ما أفاد مسؤول في هيئة المعابر الفلسطينية، فيما أقفلت حكومة "حماس" المؤسسات الحكومية والتعليمية "حتى إشعار آخر".

وهدأت الجبهة بين إسرائيل وقطاع غزة بعدما شهدت الأسبوع الماضي قصفاً متبادلاً أوقع قتيلاً وخمسة جرحى في الجانب الفلسطيني وثلاثة جرحى في الجانب الإسرائيلي. وجاء ذلك بعد وفاة القيادي في حركة "الجهاد" خضر عدنان (45 سنة) في سجن إسرائيلي نتيجة إضراب عن الطعام استمر نحو ثلاثة أشهر.

وفي أغسطس (آب) 2022 أدت اشتباكات مسلحة استمرت لثلاثة أيام بين إسرائيل و"الجهاد" إلى مقتل 49 فلسطينياً بينهم 12 من أعضاء "الجهاد"، وفقاً للحركة، وما لا يقل عن 19 طفلاً، بحسب ما أفادت الأمم المتحدة.

ومنذ بداية يناير (كانون الثاني) الماضي قتل أكثر من 121 فلسطينياً و19 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.

وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصر من الجانب الفلسطيني، أما من الجانب الإسرائيلي، فمعظم القتلى مدنيون بينهم قصر وثلاثة أفراد من عرب إسرائيل.

المزيد من الأخبار