Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صيف مضطرب لركاب القطارات في بريطانيا مع معاودة الإضرابات على المستوى الوطني

48 ساعة من الفوضى في قطاع السكك الحديد في المملكة المتحدة على وشك الانطلاق

تُعدّ خطوط نقل الركّاب في لندن - من حيث العدد الهائل للأفراد الذين يستخدمونها - الأكثر أهميةً على مستوى البلاد (رويترز)

ملخص

48 ساعة من الفوضى في قطاع السكك الحديد في المملكة المتحدة على وشك الانطلاق صيف مضطرب لركاب القطارات في بريطانيا مع معاودة الإضرابات على المستوى الوطني

ثمانية وأربعون ساعة من الفوضى في قطاع السكك الحديد في المملكة المتّحدة هي على وشك الانطلاق. وقد يواجه المسافرون الذين يحاولون الوصول باستخدام القطارات إلى "مسابقة الأغنية الأوروبية" (يوروفيجن) Eurovision Song Contest هذا السبت (في مدينة ليفربول)، وإلى نهائي "كأس الاتحاد الإنجليزي"FA Cup Final  في الشهر المقبل (في "ستاد ويمبلي" في لندن) إلغاء رحلاتهم بسبب سلسلةٍ من الإضرابات.

ويبدو - مع انطلاق الجولة التالية من الإضرابات الوطنية للعاملين في السكك الحديد - أن الخلاف بين نقابات القطاع والشركات المشغّلة للقطارات والحكومة البريطانية، هو أعمق من أيّ وقتٍ مضى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي يونيو (حزيران) من عام 2022، بدأت أول إضراباتٍ على المستوى الوطني للسكك الحديد منذ ثمانينيّات القرن الماضي في مختلف أنحاء بريطانيا، بخلافاتٍ متداخلة على الأجور والأمن الوظيفي وترتيبات العمل، وتسبّبت بمشكلات لعشرات الملايين من مستخدمي القطارات. وحدثت حالات توقّف للخدمات بشكلٍ متكرّر، ما تسبّب باضطراباتٍ كبيرة، وجعل التخطيط المسبق للسفر مسألةً في غاية الصعوبة.

خلال الأيام الثلاثة والعشرين المقبلة، ستُلغى عشرات الآلاف من رحلات القطارات في مختلف أنحاء إنجلترا، وفي بعض الخطوط في اسكتلندا وويلز.

وستمس الأزمة الركّاب المتوجّهين إلى حضور المراحل النهائية من "مسابقة الأغنية الأوروبية" في ليفربول في نهاية هذا الأسبوع، بينما سيجد المشجّعون الرياضيّون صعوبةً في الوصول إلى "نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي" و"ديربي إبسوم"  Epsom Derby (سباق خيول المجموعة الأولى في إنجلترا).

ومن المتوقّع أن تستمر حركة الإضرابات حتى صيف السنة الجارية 2023. وفي وقتٍ تتبادل الحكومة البريطانية ونقابات السكك الحديد الإهانات، يواجه ركّاب القطارات شهوراً من حال عدم اليقين في القطاع.

في ما يأتي بعض الأسئلة والأجوبة الرئيسية المتعلّقة بالنزاعات القائمة.

من هي الجهات المضربة؟

جميع موظّفي السكك الحديد الذين سينفّذون إضراباً شاملاً خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهم أعضاء في النقابتين الرئيسيّتين: "نقابة سائقي القطارات" (آسليف) Associated Society of Locomotive Engineers and Firemen (ASLEF) و"نقابة عمّال السكك الحديد والخطوط البحرية والنقل" (آر أم تي) National Union of Rail, Maritime and Transport (RMT) الهيئة الأكبر التي تمثّل العمّال الآخرين.

معلومٌ أن كلا النقابتين تخوضان نزاعاً طويلاً ومريراً مع جميع الشركات الكبيرة المشغّلة للقطارات في إنجلترا، التي تعاقدت معها وزارة النقل البريطانية. 

وتُعدّ خطوط نقل الركّاب في لندن - من حيث العدد الهائل للأفراد الذين يستخدمونها - الأكثر أهميةً على مستوى البلاد. وهي تشمل: "غريت نورذرن"  Great Northern، و"ساذرن" Southern، و"تيمز لينك" Thameslink، و"غريتر أنغليا" Greater Anglia، و"ساوث إيسترن" Southeastern.

وتشارك أيضاً في هذا الإضراب 5 شركاتٍ مشغّلة للقطارات بين المدن وهي: "أفانتي ويست كوست" Avanti West Coast، و"كروس كاتنري"  CrossCountry، و"إيست ميدلاندز رايلواي" East Midlands Railway، وغريت ويسترن رايلوي"  Great Western Railway، و"أل أن إي آر"  LNER، و"ترانزبيناين إكسبرس"  TransPennine Express. وهذه الأخيرة ستنتقل - بمعزلٍ عن الإضرابات - إلى الملكية العامّة في الثامن والعشرين من مايو (أيار) الجاري، بعد ابتلائها بإلغاءات متكرّرة وواسعة النطاق لرحلاتها.

في المقابل، انخرط ثلاثةٌ من مشغّلي القطارات، الذين يتركّز نطاق عملهم في منطقة ميدلاندز والمناطق الشمالية من إنجلترا، في الصراع المستمر، وهم: "تشيلتيرن ريلوايز"  Chiltern Railways، و"نورذن ترينز" Northern Trains ، و"ويست ميدلاندز ترينز" West Midlands Trains.

متى ينفذ العاملون إضرابهم؟

يتوقّف أعضاء "نقابة سائقي القطارات" (آسليف) عن العمل يوم الجمعة في الثاني عشر من مايو، ويوم الأربعاء في الحادي والثلاثين من الشهر نفسه، ويوم السبت في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل. ولإحداث مزيدٍ من التعطيل، حظرت النقابة أيضاً "العمل الإضافي غير التعاقدي" يوم السبت في الثالث عشر من الشهر الجاري، ومن الاثنين الخامس عشر منه إلى يوم السبت في العشرين ضمنا، ويوم الخميس الأول من يونيو.

أما "نقابة عمّال السكك الحديد والخطوط البحرية والنقل" فدعت إلى إضرابٍ ينفّذه أعضاء يعملون لدى 14 شركة مشغّلة للقطارات يوم السبت في الثالث عشر من مايو.

وكانت النقابة نفسها قد نظّمت منذ يونيو عام 2022، إضراباتٍ سابقة نُظمت في أربعة وعشرين يوماً، فيما توقّف أعضاء "نقابة سائقي القطارات" عن العمل في ثماني مناسبات سابقة.

ستيف مونتغمري رئيس هيئة "ريل ديليفري غروب"  Rail Delivery Group التي تمثّل الشركات المشغّلة للقطارات قال: "في الوقت الذي نبذل فيه قصارى جهدنا لمواصلة تشغيل القطارات، سينخفض - لسوء الحظ - عدد خدمات القطارات عبر الشبكة، في الفترة الممتدّة ما بين الجمعة في الثاني عشر من مايو والسبت الثالث من يونيو".

هل سأتمكن من السفر بالقطار في نهاية هذا الأسبوع؟

يعتمد الأمر على الرحلة التي تريد القيام بها واليوم الذي ستسافر فيه. فالإجراءات الاحتجاجية الشاملة لـ "نقابة سائقي القطارات" تميل إلى إحداث مزيدٍ من التعطيل أكثر من تلك التي تتّخذها نقابة "عمّال السكك الحديد والبحرية والنقل"، في وقتٍ لم يعد موظّفو "نتوورك رايل" مشاركين في الإضرابات.

وعادةً ما تلغي الشركات المشغّلة للقطارات جميع الرحلات أو معظمها في أيام الإضراب الذي تنفّذه نقابة "آسليف"، على رغم احتمال أن تشغّل شركة "أل أن إي آر" ما يصل إلى 40 في المئة من الخدمات العادية على الخط الرئيسي للساحل الشرقي، مع التركيز على عدم تعطيل خطٍ يُعدّ العمود الفقري للنقل بالقطارات عبر البلاد، وهو "“لندن كينغز كروس” - يورك - نيوكاسل - إدنبره".

ومن المرجّح أن يكون العمل الاحتجاجي لـ "نقابة عمّال السكك الحديد والخطوط البحرية والنقل" في الثالث عشر من مايو أكثر تعقيداً، إذ إن معظم الشركات المشغّلة للقطارات ستبقي بشكلٍ عام على خدماتٍ مخفّضة ما بين السابعة صباحاً والسادسة مساء.

وسيجد المسافرون الذين يحاولون الوصول لحضور "مسابقة الأغنية الأوروبية" أن قطارات "أفانتي ويست كوست" و"نورذرن" و"ترانس بيناين إكسبرس" خارج الخدمة كلّياً، للرحلات التي تصل إلى مدينة ليفربول وتغادرها، وذلك في الثاني عشر من مايو. وقد تمّ إلغاء جميع عمليّات المشغّلين الثلاثة بسبب إضراب سائقي القطارات، على رغم أن قطارات "ميرسي رايل"  Merseyrail ستقدّم خدماتٍ إضافية على شبكتها الصغيرة القائمة بذاتها.

يُشار إلى أنه في جميع أيام الإضراب، يمكن للركّاب أن يتوقّعوا أن تبقى خدمات النقل على حالها بالنسبة إلى قطارات "ترانسبورت فور ويلز"  Transport for Wales، و"سكوت رايل"  ScotRail، و"كاليدونيان سليبر"  Caledonian Sleeper، و"غراند سنترال"  Grand Central، و"هيثرو إكسبرس"  Heathrow Express، و"هال ترينز"  Hull Trains، و"لندن أوفرغراوند" London Overground، و"لومو"  Lumo، و"ميرسي رايل".

ماذا عن الإضرابات اللاحقة؟

في الوقت الراهن، دعت نقابة "سائقي القطارات" وحدها إلى الإضراب في فترة ما بعد نهاية هذا الأسبوع.

ويتزامن موعد الإضراب في الثالث من يونيو مع "نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي" في كرة القديم ما بين ناديي "مانشيستر يونايتد" و"مانشيستر سيتي"، التي ستُقام على "ملعب ويمبلي" في شمال غربي لندن. وعادة ما ينتقل عشرات الآلاف من المشجّعين بالقطارات لحضور المباراة. وسيؤثّر إضراب سائقي القطارات في ذلك التاريخ أيضاً على محبّي سباقات الخيل الذين يسافرون لحضور "ديربي إبسوم".

ماذا تقول نقابتا القطاع؟

ميك ويلان الأمين العام لـ "نقابة سائقي القطارات"، حمّل المسؤولية للحكومة في هذه التحرّكات، وقال لـ "اندبندنت" إن "الإضرابات تقودها الحكومة وتديرها وتنظّمها".

وأضاف: "من الواضح أن اقتراحها - تقديم زيادةٍ على الأجور بنسبة 4 في المئة فقط - لم يُطرح كي يتمّ قبوله، لأن نسبة التضخّم في البلاد ما زالت تتّجه صعوداً فوق معدّل 10 في المئة، ولم يحصل أعضاء نقابتنا الذين يعملون في تلك الشركات، على أيّ زيادةٍ منذ نحو 4 أعوام".

أما ميك لينش الأمين العام لـ "نقابة عمّال السكك الحديد والبحرية والنقل" فقال إنه "طيلة فترة هذا النزاع - الذي استمر لأكثر من عام - عملت الحكومة على تقييد أيدي شركات السكك الحديد، مانعةً إياها من تقديم صفقةٍ عادلة للعاملين. ونحن ننفّذ اليوم إضراباً كي يتأكّد أرباب العمل وأعضاء الحكومة من أن الغضب العارم الذي ينتاب العاملين في قطاع السكك الحديد، هو شعورٌ حقيقي للغاية، وأن عليهم إدراك هذه الحقيقة ومواجهة الواقع وتقديم مقترحات محسّنة".

ماذا تقول الشركات المشغلة للقطارات؟

ستيف مونتغمري من مجموعة "رايل ديليفري غروب"، أوضح أن "الإضرابات المقبلة لقطاع السكك الحديد التي دعت إليها النقابتان لن تكون لها تبعاتٌ سلبية على التنقّلات اليومية للركّاب فحسب، بل ستؤثّر أيضاً على المسافرين إلى ليفربول ولندن لحضور مسابقة "يوروفيجن" و"نهائي كأس الاتّحاد الإنجليزي"، ما سيسبّب خيبة أمل وإحباطاً للأشخاص الذين خطّطوا لحضور الحدثين. كما أنها ستزيد العبء على شعبنا الذي فقد حتى الآن آلاف الجنيهات في وقت يعاني فيه من ضائقةٍ مالية".

وأضاف: "إننا نتفهّم تأثير هذه الإضرابات على الأفراد والشركات على حدّ سواء، ولا يسعنا إلا أن نعتذر عن هذا التعطيل غير الضروري والمدمّر".

ما هو موقف الحكومة؟

رفض وزراء بريطانيّون وجهة نظر نقابة "آسليف" وقالوا إن سائقي القطارات يؤدّون عملهم بشكل ممتاز. وفي ما يتعلق بالأجور، أشار متحدّثٌ باسم وزارة النقل البريطانية إلى أن "متوسّط الأجور الوطنية لسائقي القطارات ارتفع بنسبة 39 في المئة منذ العام 2011، مقارنةً بالمعدّل الوطني البالغ 23 في المئة".

وأضاف أن "الزيادة المقترحة على الرواتب كانت معقولةً وعادلة، لأنها ستسهم في زيادة دخلهم فوق المعدّل المتوسّط من60055  إلى65  ألف جنيه استرليني (75 ألفاً إلى 81.25 ألف دولار أميركي) بحلول نهاية السنة".

مارك هاربر وزير النقل توجّه إلى "نقابة عمّال السكك الحديد والخطوط البحرية والنقل" بالقول: "أشعر بخيبة أمل من قرار مواصلة اتّخاذ إجراءات لإعلان الإضراب. فقد قدمت شركات القطارات عرضاً عادلاً ومعقولاً للأجور، فيما رفض الرئيس التنفيذي لنقابة "آر أم تي" التشاور مع أعضائه في شأنها، على رغم قيام الأعضاء الذين يعملون في شركة "نتوورك رايل" بالتصويت بغالبيةٍ ساحقة على قبولها في وقتٍ سابق من هذه السنة".

وأضاف أن "العرض الأفضل والأخير لاذي قدّمته هيئة "رايل ديليفري غروب" يضمن للموظّفين زيادةً عادلة ومعقولة في الأجور، إلى جانب تقديم الإصلاحات اللازمة لمعالجة التحدّيات طويلة الأجل التي تواجه القطاع".

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

يبدو أن أيّاً من الجانبين ليس مستعدّاً للتراجع. فجميع الأطراف ستقوم بمتابعة الأحداث باهتمام، لمعرفة مدى فاعلية الإضرابات المرتقبة في عطلة نهاية الأسبوع. وتعلّق الحكومة البريطانية ومشغّلو القطارات آمالاً على تراجع الدعم للإضراب من جانب أعضاء النقابة.

وإذا أمكن تشغيل أكثر من نصف عدد رحلات القطارات المجدولة، فستستنتج الحكومة أن الدعم للإضرابات آخذٌ في التلاشي. لكن نقابتي قطاع السكك الحديد تعتقدان أن الدعم للإضرابات لا يزال قوياً وأن الحكومة سترضخ في نهاية المطاف، وتوافق على تقديم زيادات غير مشروطة في الأجور.

وتقول كلا النقابتين إنهما مستعدتّان لمواصلة إضرابهما خلال الصيف والشتاء. وفي اقتراع لأعضاء "نقابة عمّال السكك الحديد والخطوط البحرية والنقل"، تبيّن أن 91 في المئة صوّتوا لمصلحة مواصلة الإضراب.

ووفقاً لرئيس نقابة "آر أم تي" ميك لينش، فإن "الإحباط الشديد بين عمّال قطاع السكك الحديد هو حقيقي، وعلى الحكومة أن تعترف بهذا الواقع، وأن تعمل على معالجته، وأن تقدّم مقترحاتٍ أفضل".

وعندما سألتُ ميك ويلان من نقابة "آسليف" عمّا إذا كانت إضرابات القطارات ستمتدّ إلى الصيف، أجاب: "أعتقد ذلك".

© The Independent

المزيد من متابعات