Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يستعد قادة دول السبع لـ"الإكراه الاقتصادي" الصيني؟

بكين تتهم الولايات المتحدة ودول المجموعة الأخرى بانتهاك القواعد الدولية من خلال التجسس والتدخل العسكري

لطالما شعر أعضاء مجموعة السبع بوخزة الإكراه الاقتصادي عندما أصبحوا متعارضين مع بكين (أ ف ب)

ملخص

من المتوقع أن ينص بيان مجموعة الدول السبع على نهج ومبادئ مشتركة لمعالجة الإكراه الاقتصادي

تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها لزيادة الضغط على الصين في قمة مجموعة السبع والتي ستنطلق في مدينة هيروشيما اليابانية في الفترة 19-21 مايو (أيار) الحالي، ببيان مشترك يتوقع أن يعلن رفض المجموعة، استخدام الانتقام الاقتصادي ضد الدول بسبب الخلافات السياسية والخلافات الأخرى، وفقاً لأشخاص مطلعين.

بينما من غير المتوقع أن يذكر البيان أي دولة بالاسم، لكنه يأتي مع تزايد المخاوف بين الولايات المتحدة وحلفائها بشأن استخدام الصين المتزايد لما يسميه منتقدوها "الإكراه الاقتصادي" لإظهار استيائها من الدول الأخرى. 

كانت الصين أعلنت في مارس (آذار) عن مراجعة الأمن السيبراني لشركة "ميكرون"، وهي شركة أشباه الموصلات التي تتخذ من أيداهو مقراً لها، بعد أن فرضت الولايات المتحدة حظراً على تصدير أشباه الموصلات المُتقدمة ومعدات الإنتاج في أكتوبر (تشرين الأول) لأسباب تتعلق بالأمن القومي. 

وقال النائب الجمهوري من ولاية أوكلاهوما، توم كول، في جلسة استماع بمجلس النواب الأسبوع الماضي حول القضية "يشكل الإكراه الاقتصادي الصيني، تهديداً واضحاً للاستقرار الاقتصادي الأميركي وأمننا القومي وتلك الخاصة بأصدقائنا وحلفائنا في جميع أنحاء العالم".  

من المتوقع أن ينص بيان مجموعة الدول السبع على نهج ومبادئ مشتركة لمعالجة الإكراه الاقتصادي، لكن البيان سيكون منفصلاً عن البيان التقليدي الذي تم طرحه خلال هذه القمم، بحسب المصادر.

وخزة الصين 

لطالما شعر أعضاء مجموعة السبع بوخزة الإكراه الاقتصادي عندما أصبحوا متعارضين مع بكين، ومثال على ذلك، تقليص الصين، صادرات العناصر الأرضية النادرة إلى اليابان بعد خلاف حول اصطدام أحد القوارب، كما توقفت عن شراء زيت الكانولا الكندي بعد أن ألقت السلطات هناك القبض على مسؤول تنفيذي لشركة "هواوي تيكنولوجيز" بناءً على طلب الولايات المتحدة. 

في أوروبا، أوقفت الصين معظم وارداتها من ليتوانيا في عام 2021 بعد أن سمحت لتايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، بفتح مكتب تمثيلي لها. 

كما استجوبت السلطات الصينية أخيراً موظفين في مكتب شركة "بين أند كو" للاستشارات في شنغهاي، وداهمت مكاتب بكين لمجموعة "مينتز غروب"، واعتقلت موظفيها. 

تكتيكات استبدادية

كما أدى الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى زيادة القلق بين الديمقراطيات الغربية بشأن ما أسمته، التكتيكات الاستبدادية. 

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الأسبوع الماضي في نيغاتا، اليابان، خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع "يشترك العديد من أعضاء مجموعة السبع في اهتمام مشترك بهذا النوع من النشاط ويتطلعون لمعرفة ما يُمكننا القيام به بشكل مشترك لمحاولة مواجهة هذا النوع من السلوك".

ويقوم ممثلو كبار قادة مجموعة السبع بما في ذلك الرئيس الأميركي بايدن بوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل للاجتماع السنوي الذي يبدأ الجمعة. 

وقال المحلل في مركز "سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن" التابع للمجلس الأطلسي، توماس سينكين لـ "وول ستريت جورنال"، "الولايات المتحدة واليابان متحدتان إلى حد ما، لكن الأوروبيين كانوا مترددين للغاية." 

وأصدر وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في أبريل (نيسان) بياناً قالوا فيه "ملتزمون بزيادة يقظتنا وتعزيز تعاوننا لمواجهة التهديدات التي لا تهدف إلى تقويض مصالحنا فحسب، بل أيضاً الأمن والاستقرار العالميين، بما في ذلك الإكراه الاقتصادي". 

رفض صيني  

من جانبها، ترفض بكين اتهامها بارتكاب أي خطأ، قائلة إن الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع الأخرى هي التي تنتهك القواعد الدولية من خلال التجسس والتدخل العسكري والإكراه الاقتصادي من جانبها. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين للصحافيين في مؤتمر صحافي في بكين الأسبوع الماضي "عندما يتعلق الأمر بالقواعد الدولية، فإن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بتوجيه أصابع الاتهام إلى دول أخرى". 

ولطالما اشتكت الولايات المتحدة ودول أخرى من السلوك الاقتصادي الصيني، بما في ذلك إغلاق أسواقها أمام المنافسة الأجنبية والفشل في حماية الملكية الفكرية الأجنبية، لكن حتى السنوات الأخيرة لم تفعل الكثير حيال ذلك. 

الصمغ يربط المتخاصمين 

وعززت الولايات المتحدة موقفها في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، بفرض رسوم جمركية على مجموعة من الواردات الصينية انتقاماً لتلك الممارسات وغيرها. وبالنسبة لمجموعة الدول السبع الكبرى في مواجهة الصين ستكون خطوة أخرى بعيداً من الاعتقاد الراسخ بين الولايات المتحدة وحلفائها بأن العلاقات التجارية هي الصمغ الذي يربط الدول المتخاصمة معاً.

من جانبه، قال محلل سياسة التكنولوجيا في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"، وهو مركز أبحاث في واشنطن العاصمة، غريغوري ألين "لعقود من الزمن، كنا نعمل على تحسين سلاسل التوريد التكنولوجية العالمية حول التسليم في الوقت المحدد والآن نحن ننتقل إلى حقبة جديدة من (فقط في حالة) حيث نفكر، إلى (ماذا لو فعلت الصين هذا؟ وماذا لو فعلت الصين ذلك؟)".

ارتياب بكين

كانت غرفة التجارة الأميركية قد صرحت سابقاً أن التدقيق المتزايد من جانب بكين على الشركات الأجنبية، والذي يتم إجراؤه بموجب قانون مكافحة التجسس الجديد، يزيد بشكل حاد من "الشكوك والمخاطر" المتعلقة بممارسة الأعمال التجارية في الصين. 

واليوم تجد شركة "ميكرون"، المصنعة لشرائح الذاكرة ومقرها الولايات المتحدة، نفسها في وضع ضعيف بشكل خاص، إذ استحوذت بكين على ما يقرب من 11 في المئة، أو 3.3 مليار دولار، من مبيعات الشركة السنوية في عام 2022، وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت بكين عن مراجعة للشركة يُمكن أن تمنع منتجاتها في النهاية من السوق الصينية، فيما ربط المحللون تهديد الصين للشركة، بسياسة مراقبة الصادرات الأميركية، في حين لم ترد شركة "ميكرون" على طلب للتعليق من الصحيفة الأميركية. 

استهدفت الصين إلى حد كبير الشركات الأميركية حتى وقت قريب، ولديها تاريخ في استخدام التكتيكات ضد بعض حلفاء الولايات المتحدة المقربين أثناء النزاعات الدبلوماسية، حيث عانت أستراليا من حظر على شحنات النبيذ والفحم وغيرها من المنتجات بعد التحقيق في أصول "كوفيد-19"، كما شهدت تايوان منع بعض صادرات المواد الغذائية إلى الصين بعد زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي هناك العام الماضي. 

اقرأ المزيد