أكد مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا غسان سلامة، خلال إحاطته التي قدمها إلى مجلس الأمن الدولي، "أن انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان ربما تكون قد وقعت أثناء اجتياح قوات الوفاق لمدينة غريان التي كان يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي".
ودان سلامة خلال إحاطته الدورية حول تطورات الأوضاع في ليبيا، محاولة النواب المؤيدين لحكومة الوفاق تأسيس برلمان موازٍ في طرابلس، مشيراً إلى أن "القوى الخارجية المتدخلة في ليبيا، لها دور كبير في تحديد مستقبل البلاد". ورأى أن توافق هذه القوى شرط لبدء مفاوضات لوضع ترتيبات سياسية وأمنية جديدة بين أطراف الأزمة في ليبيا".
سلامة ينتقد حكومة الوفاق
وقال سلامة "إن حرب طرابلس تسببت في مقتل أكثر من 1000 شخص بينهم 106 مدنيين"، ودعا السلطات في المدينة إلى وقف الأعمال العسكرية في مطار معيتيقة"، في إشارة إلى استخدام حكومة الوفاق المطار لأغراض عسكرية ما يجعله مستهدفاً من قبل طائرات الجيش ويعرقل حركة الملاحة الجوية فيه .
ودعا سلامة الاتحاد الأوروبي إلى تغيير سياسته بشأن أزمة الهجرة، مؤكداً أن "حكومة الوفاق جلبت أكثر من 200 مهاجر إلى مركز احتجاز تاجوراء في الأيام الأخيرة".
وأشار إلى أن نحو "4500 مهاجر أنزلوا في ليبيا منذ بداية العام الحالي"، وأن هناك مساعي تُبذل لتغيير إدارة الهجرة في البلاد بالتعاون مع المنظمات المعنية بهذا الشأن.
دعوة إلى هدنة
ودعا المبعوث الأممي أطراف القتال في طرابلس إلى "إعلان هدنة من أجل عيد الأضحى، تشمل تبادل الأسرى وإطلاق سراح المخطوفين وتسليم الجثامين"، كما دعا إلى "اجتماع دولي بمشاركة الأطراف الليبية المؤثرة لوقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية ".
روسيا: نقل المتطرفين مستمر
في المقابل، أعلن نائب مندوب روسيا في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف دعم موسكو لخطة المبعوث الأممي إلى ليبيا لحل النزاع، مشيراً إلى "أهمية اتخاذ ليبيا مثالاً لخطورة التجارب الجيوسياسية".
قال سافرونكوف في كلمة ألقاها أثناء اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا "إن التطورات جاءت نتيجة لتدمير مؤسسات الدولة الليبية الناجم عن أحداث عام 2011"، مؤكداً دعوتهم منذ بداية النزاع إلى تسخير الجهود الدولية والإقليمية للم شمل ليبيا، بما في ذلك الوقوف صفاً واحداً في محاربة الإرهاب.
ورأى "أن الوضع الحالي في مجال مكافحة الإرهاب أسوأ بكثير من ذي قبل، نظراً إلى ما يتم نقله من"الجهاديين" من العراق وسوريا إلى ليبيا، الأمر الذي يمكن أن يحولها إلى إحدى أكبر قواعد الإرهاب في شمال أفريقيا.
غضب في معسكر الوفاق
وفي رد رسمي على ما ورد بإحاطة سلامة في جلسة مجلس الأمن، قام رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج باستدعاء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة، وسلّمه مذكرة تتضمن احتجاجاً على ما ورد مما وصفها بـ "المغالطات" بإحاطته لمجلس الأمن حول الوضع في ليبيا.
وقال عضو مجلس النواب الموازي في طرابلس سليمان الفقيه إن "إحاطة سلامة أمام مجلس الأمن كانت مخيّبة للآمال وبدت وكأن البعثة تبرر بها ما وصفه بأفعال حفتر". وذكر أن عمل سلامة في البعثة الأممية لدى ليبيا أصبح يتّسم "بانحياز غير مقبول وتمرد على الاتفاق السياسي ومخالفته لقرارات مجلس الأمن"، متسائلاً "لو أن حكومة الوفاق شنّت هجوماً على بنغازي لتحريرها من المشير خليفة حفتر، هل هذا من حقها؟ وهل سيلتزم سلامة الصمت؟".
مجلس الدولة: سنرد على سلامة
في المقابل، أعلن مجلس الدولة الاستشاري اليوم الثلاثاء 30 يوليو (تموز) أن رئاسته تدارست مع رؤساء اللجان الدائمة في المجلس الإحاطة التي قدمها سلامة لمجلس الأمن حول الوضع في ليبيا يوم الاثنين، موضحاً في بيان صحافي "أنه يعمل على إعداد رد كتابي يُقدم إلى الأمين العام والدول الأعضاء في مجلس الأم،ن يبين ما جاء في هذه الإحاطة مما وصفها بـ"المغالطات" بخصوص تقييم الوضع في ليبيا".
لواء الصمود: سلامة متحيز
احميدة الجرو، الناطق الرسمي باسم لواء الصمود التابع لحكومة الوفاق الذي يقوده رجل مصراتة المثير للجدل صلاح بادي، انتقد من جانبه المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، متهماً إياه بالتحيز.
رضا في معسكر الجيش
في الجانب الآخر، عبّرت أطراف صحافية وسياسية عدة، مقربة من معسكر الجيش الوطني الليبي عن رضاها عن إحاطة سلامة في مجلس الأمن لأول مرة بخلاف إحاطاته السابقة.
ووصف الكاتب الصحافي والمحلل السياسي الليبي عيسى عبد القيوم إحاطة سلامة بأنها "كانت الأكثر توازناً من حيث المعلومات والالتزام بالتشريعات الليبية".
سلامة يدوّل الأزمة الليبية
في سياق متصل، اعتبر الصحافي محمود شمام في تغريدة عبر "تويتر" أن "سلامة "دوَّل" المسألة الليبية أخرجها من أيدي اللاعبين المحليين عندما أكد أن الأطراف الخارجية المتدخلة في ليبيا أبدت توافقها "شرط بدء مفاوضات جديدة".