العملاق "غوغل" يؤمن الكويت بالذكاء الاصطناعي

أعطت السلطات الكويتية، الموافقة النهائية إلى العملاق العالمي "غوغل"، بهدف تأسيس شركة محلية للخدمات السحابية في البلاد، تتمتع بالشخصية الاعتبارية من تاريخ قيدها في السجل التجاري وبعقد يمتد إلى خمس سنوات قابلة للتجديد قبل انقضائها بقرار مالك رأسمال.

الموافقة النهائية كشفتها الجريدة الرسمية "الكويت اليوم" بخبر منشور بتاريخ أمس الأحد، يفيد بأن هيئة تشجيع الاستثمار انتهت من إجراءات تأسيس الشركة المملوكة بالكامل لشركة "غوغل" "أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا انلميتد"، وفقاً لقانون تشجيع الاستثمار.

تفاصيل العقد

بحسب خبر الجريدة الرسمية فقد تأسست شركة "غوغل" للخدمات السحابية في الكويت، بموجب قرار مدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر رقم 86 /2023، كشركة شخص واحد، وفقاً لما نصت عليه أحكام قانون الشركات رقم 1 /2016 ولائحته التنفيذية، ولأحكام القانون رقم 116/ 2013 في شأن تشجيع الاستثمار المباشر في البلاد ولائحته التنفيذية.

وتتمتع الشركة بالشخصية الاعتبارية من تاريخ قيدها في السجل التجاري فيما يمتد عقد التأسيس إلى خمس سنوات تبدأ من تاريخ تسجيلها في السجل التجاري، على أن يسمح بتمديد هذه المدة قبل انقضائها بقرار مالك رأسمال الشركة، وإذا لم يصدر قرار بالمدة واستمرت الشركة في مزاولة نشاطها امتدت مدة الشركة تلقائياً في كل مرة لمدة مماثلة للمدة المذكورة في العقد وبالشروط نفسها.

وتتمثل أغراض الشركة في أنشطة البرمجة الحاسوبية والخدمات الفنية والتقنية والحاسوبية وإدارة المرافق الحاسوبية وتجهيز البيانات واستضافة المواقع على الشبكة وترويج المنتجات والاستشارات التسويقية.

بدورها أعلنت هيئة تشجيع الاستثمار المباشر فتح باب تلقي طلبات قيد الشركات والمكاتب الاستشارية لتقديم الطلبات بالنيابة عن المستثمرين (وكلاء المستثمرين) وفقاً للشروط والأحكام المنظمة لتقديم الطلبات.

"غوغل" في الكويت

مطلع 2023، تقدمت شركة "غوغل" العالمية بطلب إلى هيئة تشجيع الاستثمار المباشر لتأسيس مكتب "غوغل كلاود" داخل الكويت، ليكون منصة تنفيذ العقد الملياري مع الحكومة بهدف وضع ومناقشة خطط التحول الرقمي والتكنولوجي في الجهات الحكومية وتحقيق الأمن السيبراني في جميع القطاعات الرسمية.

ويعمل عملاق التكنولوجيا العالمي من دون وكيل محلي، مما يعني أن ملكية الشركة المؤسسة في الكويت تتبع لهيئة تشجيع الاستثمار 100 في المئة، وسبق أن أعلنت "غوغل كلاود" دخولها في تحالف استراتيجي مع الحكومة الكويتية لوضع خريطة طريق لبرنامج تحول رقمي شامل في الهيئات الحكومية والشركات الرئيسة المملوكة للدولة.

وتتيح خريطة "غوغل" للحكومة الكويتية الاستفادة من تكنولوجيا العملاق العالمي المبتكرة وخبرتها في مجال البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي للوفاء بالتزامها في تنفيذ التحول الرقمي كإحدى أولوياتها الوطنية الرئيسة مستقبلاً.

تحالف يستهدف رقمنة خدمة الكويتيين وزيادة إنتاجية الموظفين الحكوميين. ووفق الخطة الإستراتيجية ستشارك "غوغل كلاود" في تطبيق الحكومة الإلكترونية وتنفيذ عدد من مبادرات التحول الرقمي في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والتعافي من الكوارث والمعيشة الذكية عبر تطوير المنظومة الصحية والمنظومة التعليمية والخدمات الحكومية للمواطن، وذلك بشكل عام عبر الدعم المباشر من الشركة العالمية للقطاع العام الكويتي بأكمله وتمكين الشركات الناشئة من سياسة وآلية التحول الرقم، بما سيدعم الجهات الحكومية من ناحية البنية التحتية الرقمية وإدارة مهمات الأعمال الرقمية بكفاءة عالية وتمكينها من تخزين البيانات بشكل آمن في ظل مشاريع الحوكمة التي أعلنت عنها الحكومات السابقة في دولة الكويت.

ويضاف إلى استراتيجية عمل "غوغل كلاود" العالمية الكويتية بالتعاون مع الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، خطة بالعمل على إطلاق برامج تدريبية لتطوير المهارات الرقمية للكوادر الوطنية من موظفي القطاع العام في جميع وزارات الدولة نحو خطة "رقمنة الخدمات الحكومية" ضمن رؤية 2035.

وتقدم الشركة العالمية خدماتها من خلال ممارسة أنشطة البرمجة الحاسوبية وتقديم الخدمات الحاسوبية والفنية والتقنية وإدارة المرافق الحاسوبية وتجهيز البيانات واستضافة المواقع وتقديم الاستشارات التسويقية.

الحكومة الذكية

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة (س Ai) للذكاء الاصطناعي في الكويت، سعود الزيد، لـ"اندبندنت عربية"، "في الحقيقة يأتي تأسيس الشركة العالمية في البلاد تحقيقاً للحلم الذي انتظرناه ويعكس حرص مجلس الوزراء على تطوير المنظومة الحكومية والاستفادة من هذه الخدمات خصوصا في الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وغيرها من الخدمات التي تقدمها غوغل، ووجود الشركة يشكل أمناً قومياً للكويت وهو الأهم بالنسبة لنا".

وأضاف "هذا يعكس اهتمام الدولة أن تكون مركز "hub" لاستقطاب حركة البيانات من الدول المجاورة والشرق الأقصى إلى الكويت ومنها إلى أوروبا مستقبلاً من طريق العراق كبديل استراتيجي لها جميعاً".

وختم حديثه بالقول "لا يوجد شيء اسمه حكومة إلكترونية اليوم، بل حكومة ذكية تستفيد من أخر ما توصل إليه العلم من طريق مثل هذه الشركات، والحكومة الذكية هي التي تستفيد من خدمات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وغيرها من هذه الأدوات لتطوير خدماتها وأهدافها المستقبلية".

خطوة كويتية تدخل بها البلاد مرحلة جديدة من عصر تمكين وتطبيق "الرقمنة الحكومية" بشكل شامل ومتطور على الشبكة السحابية التي ستوفرها "غوغل كلاود"، فهل تنهي الشراكة العالمية معاناة المواطن الكويتي وتوفر له المعيشة الذكية وتحافظ على أمنه القومي؟