Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"إنديان ماتش ميكينغ"... صراع بين الزواج التقليدي والعصري

قدم البرنامج صورة نمطية عن الارتباط في الهند عبر 3 مواسم على "نتفليكس"

عدد لا بأس به من العملاء في البرنامج  يجد ما يبحث عنه من كمال في صورة المرأة أو الرجل الذي يريد الارتباط به (نتفليكس) 

ملخص

تغريد ة

 على رغم أن البرنامج حصل على كثير من الثناء لتصويره الثقافة والتقاليد الهندية إلا أنه تعرض أيضاً لانتقادات شديدة تدعي دعمه للتقاليد الأبوية الصارمة وتعزيزه الصورة النمطية للزواج.

منذ عرضه للمرة الأولى عام 2020 على "نتفليكس"، أثار برنامج الواقع "زيجات هندية مرتبة" Indian Matchmaking ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول أدوار الجنسين والتحيز الطبقي والتمثيل الثقافي في وسائل الإعلام، إذ يقدم العمل نظرة ثاقبة حول كيفية تدبير الزيجات في الهند، ويسلط الضوء على بعض التحديات التي يواجهها الشباب الذين يحاولون الموازنة بين التقاليد والحداثة.

تدور أحداث العمل حول سيما تاباريا التي تعد أفضل وسيطة زواج في مومباي، وتعمل بجد لملاقاة عملائها في الهند وأنحاء العالم للعثور على شركاء حياتهم، والفكرة ليست هندية بحتة، إذ قدّم البرنامج بعدد من النسخات الأجنبية والكورية أيضاً حول الفكرة ذاتها.

رجال أعمال أو أثرياء يفتشون عن شريك حياتهم، وهو شريك ليس بالضرورة للحب بل لإضفاء صفة الكمال على الصورة المتخيلة للعائلة المثالية.

تتبع تاباريا إستراتيجية محددة للعثور على الزوج المثالي لعملائها، ففي البداية تزور العائلات في منازلها لمعرفة أدق تفاصيل حياتها وتفضيلاتها والمعايير والصفات التي يتوقعون أن تكون في الشريك، ثم تبدأ رحلة البحث في قائمتها الخاصة عمّن تظن أنه الشريك المثالي، مستعينة بالأبراج وتفضيلات العميل والمعلومات المخزنة لديها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعدها تقوم تاباريا بعرض السير الذاتية لاثنين أو ثلاثة من المرشحين على العميل ليختار أحدهم للخروج معه في موعد والتعرف إليه وجهاً لوجه، ليقرر العميلان في النهاية ما إذا كانا سيكملان التعرف إلى بعضهما بعضاً بشكل جدي لينتهي بهما المطاف بالزواج، أم أن على تاباريا البحث مجدداً عن شريك آخر لهما.

عدد لا بأس به من العملاء يجد ما يبحث عنه من كمال في صورة المرأة أو الرجل الذي يريد الارتباط به، لكن هل تنجح هذه الزيجات؟

خلال المواسم الثلاثة التي قدمت لم يتطرق البرنامج إلى ما يحصل بعد الزواج، والأهم ما قبل الزواج وفترة التعارف والوصول إلى الخاتمة السعيدة.

الثقافة والتقاليد الهندية

وعلى رغم أن البرنامج حصل على كثير من الثناء لتصويره الثقافة والتقاليد الهندية إلا أنه تعرض أيضاً إلى انتقادات شديدة تدعي دعمه التقاليد الأبوية الصارمة وتعزيزه الصورة النمطية للزواج، ومن الانتقادات الرئيسة للبرنامج تعزيزه الأدوار والتوقعات التقليدية للجنسين التي يتم تصويرها بشكل أساس خلال الموسم الأول، ففي عدد من الحلقات تنصح تاباريا عميلاتها بإعطاء الأولوية لحاجات أزواجهم على حاجاتهم، وأن وظائفهن يجب أن تكون ثانوية بالنسبة إلى حاجات أزواجهن. وتعزز هذه النصيحة فكرة أنه يجب على النساء إعطاء الأولوية لمسؤولياتهن الأسرية على طموحاتهن الخاصة، بينما يمكن للرجل فعل العكس، وهنا تكمن أيضاً نقطة الخلاف الأساس في أن يكون للمرأة دور ثانوي غير فعال في المجتمع، وهذا مما يصوره البرنامج.

انتقادات

وفي المقابل اُنتقد البرنامج أيضاً لتغذيته الأفكار القديمة حول التقاليد والثقافة الهندية التي تتمايز حول الصراع الطبقي، ففي الموسم الثاني مثلاً من البرنامج أخبرت سيما أحد عملائها أنها لا تستطيع أن تجد له شريكة من طبقة أدنى لأن ذلك لن يكون مقبولاً لدى عائلته بالطبع، وهذه الجملة أغضبت كثيراً من المشاهدين الذين عادوا لحلقات سابقة ليلحظوا أن البرنامج يفتقر إلى التنوع، فمعظم العملاء الذين ظهروا فيه من الطبقة العليا والمتوسطة في الهند ويعيشون في العاصمة مومباي والمدن الكبرى الأخرى، مما يعني استثناء كثير من المجتمعات والمناطق الصغيرة والفقيرة داخل الهند.

وعلى رغم هذه الانتقادات إلا أن هناك أيضاً جوانب إيجابية لبرنامج "إنديان ماتش ميكينغ"، ومنها تصوير الثقافة والتقاليد الهندية وتمثيله العائلات المحلية، كما صُورت العائلات التي ظهرت فيه على أنها داعمة وتهتم ببحث أبنائها عن شريك مثالي يناسبهم، وهذا يناقض الصورة النمطية السلبية عن الآباء الهنود الذين يتحكمون في خيارات أبنائهم بشكل مبالغ فيه أو يرفضونها.

ويبقى الأهم أن البرنامج أثار كثيراً من ردود الفعل المحلية والأجنبية لتصويره الزواج التقليدي والخضوع لإرادة العائلة في وقت نعيش حرية التعبير عن الأفكار وحرية اختيار الشريك.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات