Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

كيف خسرت غالب صداقاتي بعد تشخيص إصابتي بمرض السرطان

مع تزايد معدلات التشخيص بين الشباب أكثر من أي وقت مضى قد يصبح الحفاظ على الصداقات تحدياً، إذ يفتقر كثر إلى المعرفة اللازمة لتقديم الدعم المناسب للمريض

قال سينجي سين إن العديد من الأصدقاء تجاهلوه بعد تشخيص إصابته بالسرطان (اندبندنت/ سينجي سين)

ملخص

شاب في الـ24 من عمره أصيب بالسرطان فواجه عزلة قاسية بعد أن تخلى عنه معظم أصدقائه، ما جعله يعتبر فقدانهم مؤلماً بقدر العلاج. مع ارتفاع معدلات إصابة الشباب، يواجه المرضى صعوبة في التشخيص المبكر، وتحديات اجتماعية ونفسية تفاقم معاناتهم.

شخص سينجي سين بالسرطان في سن الـ24، وهو أمر كان قد أعد نفسه له بعدما لاحظ تضخماً في الغدد الليمفاوية، لكن ما لم يكن مستعداً له هو "هجران مرضى السرطان" أو "عزلة السرطان" من قبل أصدقائه.

قال سين في حديث مع "اندبندنت"، "كان لديَّ بعض الأصدقاء الطيبين الذين استمروا بالتواصل معي، لكنني خسرت 90 في المئة من أصدقائي بسبب إصابتي بالسرطان"، مضيفاً أن "ألم فقدان أصدقائي كان معادلاً لألم تلقي العلاج".

لم يكن العلاج في حد ذاته سهلاً، ليس فقط بسبب التأثير الجسدي للعلاج الكيماوي، بل أيضاً بسبب العبء العاطفي المتمثل في الاضطرار إلى الاعتماد على الآخرين طلباً للمساعدة.

وأوضح، "الاعتماد على الآخرين قد يكون أحياناً صعب التقبل، وكذلك الشعور بفقدان القدرة على الاختيار في بعض المواقف".


في المملكة المتحدة يشكل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة واحداً من كل 10 تشخيصات بالسرطان، فيما يعد السرطان لدى الفئة العمرية بين 15 و24 سنة أكثر ندرة، إذ يمثل أقل من واحد في المئة من إجمال الحالات السنوية، وفقاً لمركز "أبحاث السرطان في المملكة المتحدة". ومع ذلك فإن معدلات التشخيص بين الشباب آخذة في الارتفاع وعدم تمكن الخبراء من تحديد سبب ذلك بدقة.

وفي حين أن الإصابة بالسرطان في عمر صغير لا تزال لحسن الحظ أقل شيوعاً من حالات الإصابة لدى كبار السن، فإن تجربة المصابين الشباب خلال مراحل التشخيص والعلاج قد تكون بالغة الصعوبة.

وقد دعت الحكومة البريطانية الخبراء والناجين من السرطان إلى مشاركة تجاربهم في إطار إعداد خطة وطنية جديدة لمكافحة المرض، فيما صرح وزير الصحة ويس ستريتينغ بأنه يريد "أن تصبح بريطانيا رائدة عالمياً في إنقاذ الأرواح من هذا المرض الفتاك".

الشباب في "عزلة"

صوفي إبستون، مؤسسة ورئيسة جمعية "تريكستوك" الخيرية لدعم الشباب في مواجهة السرطان، والتي ساعدت سين خلال مواجهته للعزلة بسبب السرطان، قالت إن عديداً من مرضى السرطان الشباب غالباً ما يخسرون أصدقاءهم بعد التشخيص. وأكدت أن "التخلي عن مرضى السرطان، أو تجربة اختفاء الأصدقاء وشبكات الدعم خلال فترة التشخيص، للأسف ليست أمراً نادر الحدوث في مجتمعنا".

وقالت إبستون إن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر قد يكونون أول شخص يصاب بالمرض بين أصدقائهم، وقد يكون من المعقد الحفاظ على الصداقات بعد التشخيص. وأضافت، "السرطان يمكن أن يكون مخيفاً ومرهقاً بالنسبة إلى الجميع، بخاصة الشباب الذين قد يفتقرون للخبرة الحياتية أو الأدوات العاطفية للتعامل مع تجربة خطرة كهذه. قد يشعر الشباب بعدم الراحة، أو عدم اليقين حول ما يجب قوله أو فعله، أو حتى الخوف من قول الشيء الخطأ".

 

لكن معاناة الشباب لا تبدأ فقط بعد التشخيص، بل تسبق ذلك. فقد أشارت إبستون إلى أن الأشخاص الذين تراوح أعمارهم ما بين 20 و40 سنة كثيراً ما يبلغون عن تجاهل أعراضهم من قبل العاملين في مجال الرعاية الصحية. وأوضحت، "مرات عديدة يأتي الناس إلينا ليقولوا: قيل لي إنه مجرد أمر بسيط، قيل لي إنني صغير جداً على الإصابة بالسرطان، قيل لي إن هذا لا يحدث لأشخاص في مثل سني".

ونظراً إلى أن غالبية مرضى السرطان هم من كبار السن، إذ إن ثلث الحالات الجديدة تقريباً تسجل لدى أشخاص تزيد أعمارهم على 75 سنة، وفقاً لـ"أبحاث السرطان في المملكة المتحدة"، أوضحت إبستون أن الناجين من السرطان يشعرون أحياناً بالتجاهل، مشيرة إلى أن بعضهم أخبرها أنه عند ذهابهم إلى المستشفى برفقة والدتهم، كان الطاقم الطبي يفترض أن الموعد يخص الأم وليس لهم.

وبحسب "أبحاث السرطان في المملكة المتحدة"، ارتفعت معدلات الإصابة بالسرطان بين الأشخاص الذين تراوح أعمارهم ما بين 25 و49 سنة بنسبة 24 في المئة بين عامي 1995 و2019.

 

مسؤولة قضايا عدم المساواة في "أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" كاريس بيتس قالت إنه في حين أن النسبة الإجمالية لحالات الإصابة بين الشباب منخفضة، فإنها لم تكن ضئيلة، بل هي في ارتفاع أيضاً، وأضافت أن المركز يمول أبحاثاً حالية لمعرفة السبب وراء ذلك. وأضافت، "من المحتمل أن يكون الأمر متعلقاً بعوامل الخطورة التي يمكن تجنبها، مثل السمنة والتغيرات الجينية، ولكن الجانب الإيجابي هو أن التشخيص والرصد الآن أفضل مما كان سابقاً، ولذلك نشخص أنواعاً من السرطان ربما لم يكن من الممكن اكتشافها من قبل". وتابعت، "ليس لدينا جواب واضح عن سبب ذلك حتى الآن".

الحاجة إلى زيادة الوعي الطبي

متخصص الرعاية الصحية والمستشار الطبي في مؤسسة "ماكميلان لدعم مرضى السرطان" نامان جولكا أندرسون قال إن الشباب بصورة عامة يميلون لأن يكونوا أكثر انتباهاً للتغييرات غير العادية التي قد تتطلب زيارة الطبيب، ولكن أطباء الصحة العامة، الذين لديهم جدول مزدحم، قد يكونون أقل إدراكاً لإمكان إصابة الشباب بالسرطان. وأوضح، "عيادات الصحة العامة تستقبل مئات الأنواع المختلفة من المشكلات يومياً، لذلك أنا لا أقول إنهم السبب، إذ لديهم كثير للتعامل معه، ولكن في بعض الأحيان، تحدث أخطاء".

اقرأ المزيد

من جانبه قال البروفيسور بيتر جونسون المدير السريري الوطني للسرطان في "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا إنه في حين من النادر أن يصاب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة بالسرطان، فإن الزيادة، وبخاصة في سرطان الأمعاء، مثيرة للقلق.

وقد خفضت هيئة الخدمات الصحية الوطنية السن المحددة لبدء فحص التحري عن سرطان الأمعاء من عمر 60 إلى 50 سنة، في محاولة لرفع فوائد البرنامج، لكن جونسون قال إنه من الصعب جعل برنامج الفحص الوطني فعالاً لحالات غير شائعة نسبياً.

وأضاف جونسون، "في الفئات العمرية الأصغر، غالباً ما يتعلق الأمر بالوعي حول الأعراض والعمل مع الزملاء العاملين في مجال الرعاية الأولية، الذين يتعاملون كثيراً مع أشخاص لا يعانون السرطان وبصورة أقل جداً مع الأشخاص المصابين بالسرطان، للتأكد من أن هناك إدراكاً لاحتمالية إصابة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة بمرض السرطان".

© The Independent

المزيد من منوعات