ملخص
أحرز طلبة السعودية 23 جائزة كبرى و4 جوائز خاصة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2023"، ليحققوا المركز الثاني لبلادهم بعد الولايات المتحدة الأميركية
في وقت انطلق صاروخ "فالكون 9" إلى الفضاء حاملاً رائدين سعوديين في مهمة علمية بحثية، هبطت طائرة وطنية محملة بـ23 جائزة كبرى وأربع جوائز خاصة بطلبة السعودية الموهوبين في العلوم والرياضيات الذين حققوا المركز الثاني لبلادهم بعد الولايات المتحدة الأميركية في معرض "ريجينيرون" الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2023" من بين أكثر من 1800 موهوب وموهوبة من 70 دولة شاركوا في المسابقة التي أقيمت بأميركا خلال الفترة من الـ13 إلى الـ19 من مايو (أيار) الجاري.
وتشارك السعودية في معرض "آيسف" منذ 2007، بحيث حصل الطلبة السعوديون على 133 جائزة، منها 92 جائزة كبرى و41 جائزة خاصة، معظمها تم تحقيقها خلال العامين الأخيرين.
مواهب وجوائز
الطالب فيصل المحيش الذي حقق المركز الأول أشار إلى إيمان بلاده بالحفاظ على مصادر الطاقة من خلال تطوير مشاريع تسمح بالحفاظ على هذه المصادر لأجيال المستقبل، لافتاً إلى أنه فاز بمشروع نوعي يحمل عنوان "محفز كهربائي قائم على إطار معدني عضوي لإنتاج الهيدروجين من مياه البحر بكفاءة عالية وكلفة قليلة"، موضحاً أن فكرة مشروعه جاءت من سعي السعودية إلى أن تكون أكبر منتج للهيدروجين في العالم، بخاصة أن الهيدروجين ينتج بأشكال عدة من الوقود والغاز والفحم، إلا أنه قدم المشروع بحيث ينتج من مياه البحر بكلفة أقل، منوهاً بأن السعودية مصدر إلهام له ولزملائه لأنها آمنت بقدراتهم.
وبسبب طموح السعودية خفض مستوى الكربون إلى الصفر انطلق مشروع محمد العرفج، الحائز على المركز الثاني في مجال الهندسة البيئية تحت عنوان "استعمال سائل تلامس لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون بالتجميد من مصادر الوقود والهواء الطلق بكفاءة عالية وسعر منخفض"، فقال إن "المشاركة في المنافسات المحلية والدولية كانت فكرة معقدة ومستحيلة عند بعضهم، إلا أن التحفيز في أننا شعب قادر على الإنتاج، كما أشار ولي العهد السعودي ’أعيش بين شعب عظيم‘، جعلنا نسعى ونطمح ونرفع مستوى سقف آمالنا".
وذكرت الطالبة عبير اليوسف، الحائزة على المركز الثالث في مجال علم المواد من خلال مشروع "هندسة مادة بيروفسكيت لتعديل انبعاثات الضوء في تطبيقات LED بكلفة أقل"، أنها تقوم حالياً بإعداد مشاريع أخرى ستشارك فيها خلال الأعوام المقبلة، سعياً إلى تنويع مصادر الطاقة.
وأشار فارس حسين اليامي، الحائز على المركز الثالث عن مشروعه النوعي "لقاحات شاملة شبيهة بالأجسام المضادة ضد فيروسات كورونا شديدة الخطورة" إلى أن ما حدث في العالم في فترة الجائحة وخوفه من الأوبئة التالية كانا سبباً لمحاولات ابتكار لقاحات تشمل جميع موجات كورونا ومتحوراته وما يشابهها في الأعوام المقبلة.
تربية الموهوبين
وأشادت الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" آمال الهزاع بالجهد الوطني المشترك مع وزارة التعليم لمواصلة الإنجازات وتحقيق مستهدفات ومبادرات رؤية السعودية 2030 عبر الارتقاء بقدرات ومواهب الطلاب السعوديين في مراحل التعليم العام وفق أحدث الأساليب العلمية في تربية الموهوبين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت أن الجهود التكاملية أسهمت في تطوير بيئة ومناخ ومنظومة الموهبة والإبداع، وأفرزت نماذج مشرفة من رأس المال البشري السعودي صاحب الكفاءة على الإنجاز والقدرة على ابتكار حلول لمشكلات التنمية المستدامة من أجل ازدهار الإنسانية.
التنمية البشرية
وأوضحت رئيسة قسم الموهوبات في تعليم ينبع غادة الحويطي أن الإيمان بأهمية المواهب الشابة هدف وطني إستراتيجي تعمل عليه وزارات وجهات عدة في السعودية، ويسعى برنامج تنمية القدرات البشرية إلى إعداد جيل منافس عالمياً من خلال الاستثمار في الإنسان لأنه أهم عنصر في الاقتصاد الوطني المقبل، وذلك باكتشاف المهارات وصقلها ابتداء من مرحلة الطفولة المبكرة مروراً بالتعليم الجامعي حتى الخروج لسوق العمل، وصولاً إلى مرحلة ما بعد التقاعد.
وأشارت الحويطي إلى أن برنامج تنمية القدرات البشرية يركز على التنافسية الدولية للسعودية بجعلها بيئة جاذبة للطلاب والباحثين عالمياً ورفع الجودة العلمية والتعليمية ومخرجات البحث العلمي والابتكار والتركيز على المهارات الأساسية والمستقبلية ومهارات البحث العلمي والتفكير الناقد.
استثمار العقول
يقول الكاتب السعودي ضيف الله نافع إن الطلاب السعوديين استطاعوا تحقيق وصافة العالم بسبب ممارسة أذكى أنواع الاستثمار فيهم وأكثرها جدوى، وهو الاستثمار في العقول والعناية بالموهبة والإبداع الإنساني، مشيراً إلى أن السعودية وضعت موازنة للتعليم أكثر من القطاعات الحكومية الأخرى.
وأوضح أن "ما يصرف على العناية بالموهبة والإبداع في السعودية من أعلى المعدلات العالمية، إيماناً بأن الإبداع يرتقي بالإنسان ويضع اسم البلاد أعلى سلم الإبداع العالمي بين الدول المتقدمة"، لافتاً إلى تميز الطلاب في العلوم والهندسة بسبب حاجة بلادهم لتحديث الأبحاث في مجال الطاقة التقليدية والمتجددة ومنوهاً بأن مشاريعهم تتواكب مع المبادرة الخضراء التي أطلقتها السعودية.
ويعد معرض "آيسف" أكبر مسابقة علمية عالمية في مجال البحث العلمي والابتكار للمرحلة ما قبل الجامعية، وتشارك فيه السعودية ممثلة بمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" ووزارة التعليم.