Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فنان مصري يحول قطع الخردة إلى تماثيل فرعونية

يستلهم من الحضارة المصرية القديمة ويعتبر فنه تحدياً بين الإنسان والحديد

حسام حسين أثناء تنفيذ واحدة من القطع الفنية بالخردة (أرشيف الفنان)

ملخص

فن التشكيل بالخردة فن عالمي يطلق عليه فن ما بعد الحداثة وارتبط ظهوره بظهور الكهرباء وآلات اللحام التي تستخدم عند التعامل مع الحديد

قطع حديدية صغيرة وصواميل وأشياء قد يراها البعض ليست ذات قيمة تباع في أسواق خاصة باعتبارها خردة، ولكن عين الفنان يكون لها رأي آخر، فتعيد إحياء هذه القطع، وتبدع منها أعمالاً فنية تبهر كل من يراها حينما يتأمل دقة التفاصيل في تركيب كل هذه الأعداد الكبيرة من قطع الخردة في منحوتات مبهرة.

واستلهاماً من الحضارة المصرية القديمة قدم فنان مصري أعمالاً لرموز مصرية متعددة باستخدام قطع الخردة مثل تماثيل لحورس ونفرتيتي، وغيرهما الكثير. وفي مدخل مدينته ومسقط رأسه بمحافظة الشرقية (شمال القاهرة) يقف أحد أعماله، وهو حصان بارتفاع أربعة أمتار، مصنوع بالكامل من قطع الخردة، ويعبر عن رمز المحافظة الشهير.

وعن بدايته يقول الفنان حسام حسين لـ"اندبندنت عربية"، "البداية كانت من خلال دراستي الفنون، فتخرجت في كلية التربية الفنية، ومن بعدها أكملت دراستي العليا، وكنت متابعاً دائماً لجميع أنواع الفنون، سواء المعاصرة أو الفنون القديمة والتقليدية من خلال المعارض والمتاحف، واتجهت لمجال التشكيل بالخردة لشغفي الكبير بها، وتعامل الفنان مع خامة معينة يجعل هناك نوعاً من الحوار بينه وبين الخامة وشكلاً من أشكال التحدي بينهما، وهذا ما حدث بالفعل مع الخردة التي كنت أسعى إلى تطويعها لتنفيذ أعمالي الفنية، وهذا الصراع بين الفنان والخامة يولد نوعاً من أنواع الاستمتاع بمراحل العمل المختلفة حتى خروجه مكتملاً في صورته النهائية".

 

ويضيف "فن التشكيل بالخردة أو النحت بالخردة هو فن عالمي يطلق عليه فن ما بعد الحداثة، وارتبط ظهوره بظهور الكهرباء وآلات اللحام التي تستخدم عند التعامل مع الحديد، وكان من رواده في مصر الفنان صلاح عبدالكريم، وأعماله معروضة في متحف الفن الحديث بدار الأوبرا المصرية، ويمكن القول إن مصر موجودة على الخريطة في هذا المجال، ولدينا كثير من الفنانين لهم أعمال متميزة في المعارض المختلفة".

مصادر الإلهام

الفنان دائماً هو ابن بيئته، ويكون لتراثه وثقافته تأثير كبير فيه وفي إبداعاته الفنية باعتبار أنه يشكل مخزونه الثقافي الذي سينعكس بشكل أو بآخر في أعماله الفنية، وعن مصادر المهمة يقول حسين "أستوحي أعمالي من أكثر من مصدر ومن اتجاهات مختلفة من بينها الحياة المعاصرة والبيئات الشعبية وكافة مظاهرها، فهي تعد مصدراً شديد الثراء لأي فنان بكل ما تحمله من عناصر ومفردات مثل البائعين والفلاحين وكافة أشكال الحياة الشعبية التي تعد جزءاً من تراثنا وثقافتنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف "أي فنان مصري لا بد أن يتأثر بالحضارة المصرية القديمة بكل عناصرها، فهي متنوعة بشكل كبير، وقد عمل فنانوها بخامات متعددة مثل الحجر والغرانيت والرخام والذهب والنحاس والبرونز، فهي كانت شاملة كثيراً من الخامات والأفكار، وبها مدارس فنية متعددة انعكست في نتاجها الفني مثل السوريالية التي تظهر بشكل الإطالة في أجسام بعض الحيوانات أو وضع رأس حيوان على جسم إنسان، أو العكس، وكذلك تظهر في فنون الحضارة المصرية القديمة الدراسة الطبيعية لجسم الإنسان أو الحيوان بأشكال وصور متعددة".

 

مراحل العمل الفني

يرى الناس العمل الفني بكل تفاصيله وبكل هذا العدد الكبير من قطع الخردة في شكله النهائي، ولكنه يمر بمراحل متعددة، وبعض الأعمال تستغرق أشهراً لتخرج في صورتها النهائية. وبحسب حسين "تمر كل قطعة أقوم بتنفيذها بمراحل عدة أولها الفكرة، سواء كانت جديدة أو مستلهمة من التراث أو الحياة المعاصرة، وتليها المرحلة التالية، وهي التنفيذ وبناء الشكل عن طريق رسم خطوط إرشادية ثلاثية الأبعاد للعمل المطلوب نحته، ومن ثم البدء في بنائه من أسفل لأعلى حتى اكتماله وظهوره في شكله النهائي، والخردة وهي الخامة الأساسية التي أعتمد عليها متوفرة بكثرة، ولكن الصعوبة تكون في أن أجد القطعة المناسبة التي تتلاءم مع العمل الفني".

ويضيف "أكثر الأعمال التي استغرقت وقتاً كانت رأس نفرتيتي لدقة وصعوبة تفاصيلها، والبورتريه الذي قمت بتنفيذه للفنان عادل إمام، وهو من أكثر الأعمال قرباً لقلبي لحبي الفنان عادل إمام من جهة، وللتحدي الكبير في إظهار ملامحه المميزة باستخدام الصامولة وقطع الحديد، وأتمنى في الفترة المقبلة تنفيذ مزيد من المشروعات الفنية، وأن تخرج أعمالي للميادين العامة، سواء في مصر أو خارجها".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات