ملخص
حاولت إسراء سمير اجتياز بحث جامعي لكن شروطه أجبرتها على تعلم الغوص واحترافه بـ"رخصة"، فغاصت مع حيتان القرش في أعماق حقل نفط قطري حتى عشقت البحر وأحبتها المياه
"يكمن السر في بحث الجامعة"، هكذا بدأت غواصة "السكوبا" الفلسطينية إسراء سمير في سرد قصتها مع رياضة الغوص التي غيرت طريقها، حين ألقى ملف جامعي بها نحو عالم ما وراء البحار، لتغوص مع أسماك القرش في حقل الشاهين، ثاني أكبر حقول النفط القطرية.
تقول إسراء "كنت أقدم بحثاً في الجامعة يتناول واقع الرياضة النسائية في قطر، إلا أنه من شروط إتمام البحث أن أحصل على رخصة غوص"، مستطردة "لم يكن هذا وارداً ضمن قائمة خططي، لكنه شكل منعطفاً في حياتي، وحفز شغفي نحو اكتشاف بيئة البحر وأسراره".
منعطف جديد
وتابعت "لدراسة الحالة في بحثي الجامعي وقع اختياري على تناول تجربة أول مدربة غوص حر في الشرق الأوسط، وهي القطرية جواهر المطوع، وحين تواصلت معها لتبادل وجهات النظر طلبت مني أن أفعل الأمر بنفسي وأخوض تجربة الغوص".
لم ترد إسراء الطلب، وخاضت التجربة التي شكلت تحولاً جذرياً في حياتها بعد أن حصلت على رخصة غوص رسمية. وتواصل سرد قصتها قائلة "تصرفت مع الأمر على أنه دور تمثيلي ضمن فيلم وثائقي يجب عليَّ أداؤه لا محالة".
تبدل حال الباحثة بمجرد وقوعها في عمق البحر، مستذكرة ذلك بقولها "سعيت إلى نقل صورة حسية دقيقة ومفصلة لما أدهشني من خلال التقاط الصور الفوتوغرافية والفيديو في البيئة البحرية بشكل عام. وأعتبر أن تجربتي طوت ملف الجامعة وكشفت لي عن حياة ترفيهية أخرى في عالم ما وراء البحار".
حب متبادل
وأردفت الغواصة الفلسطينية "عقب التجربة الأولى وما شاهدته فيها، تساءلت أكان يجب أن يعني ذلك لي الكثير، وإن كنت ترددت في بداية الأمر، لكنني عثرت على ما يملأ حياتي"، لافتة إلى أن الفضل في انتمائها للبحر يرجع إلى مدربتها قائلة "البداية الجيدة كسرت الخوف في نفسي، وعززت طموحاتي، وأضحيت أكثر تقبلاً للمحيط حولي، إضافة إلى دعم السيدات الشغوفات بخوض التجربة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يبدو أن الخوف من البحار عند إسراء زال، وأن عشق الأعماق زاد، وأن الماء أحبها كما أحبته، فلم تكتفِ بالرخصة الأولى المطلوبة للبحث الجامعي، بل طمحت في المزيد قائلة "عقب تلك المرحلة سعيت إلى الحصول على الرخصة الثانية، والتي جاءت هذه المرة عن قناعة كشفت لي أن البحر يحبني كما أحبه حقاً".
القرش المطمئن
بخصوص تجربتها مع أسماك القرش في حقل الشاهين، ثاني أكبر تجمع لحيتان القرش في العالم قالت إسراء "تكاد تكون التجربة الأجمل في حياتي، غصت لمدة ثلاث ساعات متواصلة، في مكان يحتل المرتبة الثانية لحقول النفط القطرية، لكنه أحد أكبر تجمع للقروش، ونقلت الصور تجربتي التي تتميز بالمتعة والأمان معاً".
وأضافت مدربة الغواص "انتابني شعور بالاطمئنان وسط أسماء القرش، فهي كائنات نباتية تتغذى على الكائنات الدقيقة وبيض الكنعد"، لافتة إلى أنه لو أتيحت لها فرصة إعادة التجربة لن تتردد فيها"، معبرة عن رغبتها "الغوص في محيط البحر الأحمر ومصر".
مهنة وخبرة
زاولت الغواصة الفلسطينية مهنة التدريب في نطاق محدد يبلغ قرابة نحو 100 متدرب بين أطفال ونساء ورجال، ووصفت الإناث من خلال تجربتها الخاصة بـ"الأكثر حماسة"، مستدركة بأن "الرجال يتفوقون في سرعة التدريب"، وقارنت بين الغوض والتأمل، معتبرة أن "الأول أكثر عمقاً في ظلمات البحر والثاني أقل في نور السماء".
وتوثق إسراء تجاربها الخاصة ومغامراتها البحرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع الفيديو والصور، لتسلط الضوء على الجانب الخفي تحت الماء، وتجربتها الترفيهية في غوص "السكوبا" بشكل خاص.
وتشير الإحصاءات العالمية إلى أنه بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 و2021، شارك نحو 15 ألف غواص في الولايات المتحدة، بينما يوجد في العالم 5 ملايين غواص نشط، ويقوم الغواصون بما يزيد على 30 مليون عملية غطس "سكوبا" أسبوعياً حول العالم، ويستهلكون 4.5 مليار بار من الهواء.