ملخص
هل ينجح سوناك في أميركا حيث فشل جونسون وتراس؟ نظرة في احتمالات إقناع بايدن بمزايا اتفاق التجارة الحرة
يحب ريشي سوناك أميركا. في الواقع، إن حب هذا الرجل لأميركا بعد أن سكن سابقاً في كاليفورنيا يجري في عروقه إلى درجة أنه أوقعه في ورطة، إذ أجبر العام الماضي على شرح سبب حيازته للبطاقة الخضراء الأميركية مع أنه كان وزير المالية في المملكة المتحدة.
ويأمل سوناك أن تؤتي علاقاته الوثيقة بالولايات المتحدة ثمارها من الآن فصاعداً. سيفرش الأميركيون البساط الأحمر لمناسبة زيارة رئيس الوزراء إلى واشنطن العاصمة هذا الأسبوع. كما سينزل في بلير هاوس، المعروف أيضاً باسم بيت ضيافة الرئيس، وهو أول رئيس وزراء بريطاني يتلقى دعوة إلى الإقامة هناك منذ ديفيد كاميرون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من الواضح أن سوناك نال إعجاب جو بايدن خلال الاجتماعات الأخيرة، وتمكن من تبديد بعض التوترات عبر الأطلسي التي شهدتها العلاقات [بين البلدين] عندما كان كل من بوريس جونسون وليز تراس يشغل "10 داونينغ ستريت".
ويبدو أن الرئيس بايدن سعيد بأن رئيس الوزراء درس في كاليفورنيا ولا يزال لديه منزل في سانتا مونيكا، ومازحه بشأن كونه "رجل من ستانفورد" خلال مؤتمر صحافي حول توثيق العلاقات العسكرية في مارس (آذار).
إذا لمعت شرارات العلاقة الخاصة من جديد، فهل يمكن للبيت الأبيض أخيراً أن يصبح أكثر تقبلاً لفكرة عقد صفقة تجارية في مرحلة ما بعد البريكست؟ ظلت واشنطن هادئة بشكل واضح في ما يتعلق بالترتيبات التجارية الجديدة التي دفع بها جونسون، الذي تباهى معتبراً أن المملكة المتحدة ستكون بالتأكيد "الأولى في الرتل" [الذي يضم مرشحين آخرين] لإبرام صفقة أميركية بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي.
لا ترد المحادثات التجارية في جدول الأعمال لهذا الأسبوع، على رغم نجاح سوناك (جزئياً) في حل الخلاف حول بروتوكول أيرلندا الشمالية. كان ينظر إلى إنهاء النزاع مع الاتحاد الأوروبي والتمسك باتفاق "الجمعة العظيمة" [للسلام في إيرلندا الشمالية] على أنه أقل ما يمكن أن يفعله "البريطانيون" (كما يحب بايدن أن يقول) قبل أن يكون من الممكن أن تطرح الصفقة التجارية من جديد قيد البحث.
قد لا يعتقد الأميركيون أنه من الممكن طي صفحة الحدث، إذ تتم استعادة صيغة تشارك السلطة إلى ستورمونت. بيد أن سوناك لم يتخل عن إقامة علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وعن [إبرام] اتفاق تجارة حرة شامل معها، وهي الجائزة الكبرى التي يتطلع إليها أنصار البريكست.
كانت حكومته تسعى إلى إبرام اتفاقات اقتصادية منفردة مع الولايات، ومن المقرر أن يجري المسؤولون البريطانيون محادثات مع ممثلين عن ولايات يوتا وأوكلاهوما وتكساس وكاليفورنيا هذا الأسبوع.
وقد تعرض الوزراء للسخرية بسبب أول اتفاق اقتصادي "مصغر" تم توقيعه مع ولاية إنديانا العام الماضي، قبل عقد اتفاقات مماثلة مع نورث وساوث كارولينا. بيد أن الحكومة أشادت بمثل هذه الصفقات، التي تبسط القواعد المتعلقة بعقود الشراء والمؤهلات المهنية، باعتبارها تعطي دفعة للشركات البريطانية.
ويأمل مسؤولو حي وايت هول الحكومي في لندن أن تساعد الأشياء الصغيرة في فتح الباب أمام مفاوضات حول الأمور الكبيرة على المستوى الوطني، عندما تكون واشنطن جاهزة. لكن تظل هناك مشكلة رئيسة، وهي أن إدارة بايدن لا تعطي الأولوية للصفقات التجارية الجديدة ولا يبدو أنها مهتمة بإزالة الحواجز الجمركية.
وفي الواقع، شعرت كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة بالغضب من نهج "الحمائية" الذي تبناه بايدن، إذ يقدم قانون خفض التضخم الخاص به إعانات بمليارات الدولارات للشركات الأميركية من أجل الاستثمار في البنية التحتية الخضراء، كما انتابهما القلق بشأن قدرة الشركات الأوروبية المحتملة على أن تنافس [هذه الشركات الأميركية].
وقال "10 داونينغ ستريت" إن البلدين سيتحدثان عن تعزيز "التعاون والتنسيق" في سلاسل التوريد والانتقال إلى مرحلة تصفير الانبعاثات الكربونية. غير أن الأدلة على وجود مقاربة جديدة للتجارة الحرة محدودة للغاية.
لكن لا يزال أمامنا أسبوع كبير بالنسبة إلى رئيس الوزراء صاحب الأسفار الفخمة على طريقة الأثرياء. ومن المقرر أن يناقش بايدن وسوناك أوكرانيا وأمن الطاقة. كما كرمه بايدن على نحو نادر من خلال عقد مؤتمر صحافي مشترك، وهو أحد المؤتمرات الصحافية القليلة التي قام بها الرئيس هذا العام.
سيتمكن سوناك من نيل قسط من الراحة عن طريق مشاهدة مباراة بيسبول ستجرى في إطار "يوم الصداقة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة". ويتردد الحديث عن أن رئيس الوزراء سيلعب دوراً احتفالياً، وربما سيبدأ هو المباراة من خلال رمي الكرة الأولى، وهذا طقس خاص عادة ما يكون حكراً على السياسيين الأميركيين.
© The Independent