ملخص
المشتبه فيه بقتل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي كان مقرراً مثوله أمام محكمة نارا لكن ظهور جسم مشبوه أدى إلى إلغاء المحاكمة.
ألغيت جلسة استماع أولية في محاكمة المشتبه فيه بقتل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، اليوم الإثنين، بعد العثور على جسم مشبوه في المحكمة، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
ولم تتمكن المحكمة في نارا غرب اليابان من تأكيد التقارير التي أوردتها محطة "أن أتش كيه" التلفزيونية العامة ووسائل إعلام يابانية أخرى والتي تفيد بأن الموقع أخلي بعد وصول ما يبدو أنه "حقيبة غير محددة" إلى المحكمة.
وكان مقرراً أن يمثل تيتسويا ياماغامي بعد ظهر اليوم أمام محكمة نارا في هذه المرحلة الأولى من محاكمته بتهمة قتل رئيس الوزراء السابق في يوليو (تموز) الماضي بالرصاص وسط الشارع أثناء إلقاء خطاب انتخابي.
ووجهت إلى ياماغامي (42 سنة) تهمة "القتل وانتهاك القانون" المتعلق بالحد من التسلح وهو يواجه عقوبة الإعدام في حال إدانته، إذ اعترف بقتل آبي بقوله إنه استهدفه بسبب علاقات بين رئيس الوزراء الراحل وكنيسة التوحيد.
تبرعات الأم
ويعتقد أن ياماغامي استاء من هذه الكنيسة بسبب تبرعات كبيرة قدمتها والدته إلى الطائفة وأدت إلى إفلاس عائلته. فبعد انتحار زوجها، انضمت والدة تيتسويا إلى هذه الكنيسة خلال تسعينيات القرن العشرين، ويبدو أنها أصبحت مهووسة على الفور بإيمانها الجديد.
وخلال تصريحات سابقة له، قال عم تيتسويا، إن ابن شقيقه كان يتصل به طلباً للمساعدة عندما كان طفلاً، لأن والدته كانت تترك أولادها الثلاثة بمفردهم، ومن دون طعام لحضور طقوس العبادة، وتسببت في إفلاس العائلة بتبرعها بـ100 مليون ين (نحو مليون دولار في ذلك الوقت) للكنيسة. وعاشت عائلات كثيرة أخرى في اليابان معاناة مماثلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان سون يونغ مون (1920-2012) أسس في عام 1954 بكوريا الجنوبية هذه المنظمة التي أصبح اسمها رسمياً "اتحاد العائلات من أجل السلام والتوحيد". وقد انتشرت في اليابان عام 1959، لكنها أصبحت شعبية فيها عام 1980.
وأصبحت اليابان مصدر دخل كبيراً لهذه الكنيسة التي كانت تؤكد لأتباعها أن عليهم التكفير عن جرائم الاحتلال الياباني لكوريا الذي امتد من عام 1910 إلى 1945. وكانت هذه الكنيسة تمارس في اليابان "مبيعات روحية" بأسعار باهظة، فتمثال صغير يؤمن الصفح كان يكلف ما يعادل 350 ألف دولار.
منذ عام 1987، اتخذ المحامون اليابانيون إجراءات قانونية ضد الكنيسة للمطالبة بما مجموعه 123.7 مليار ين (نحو 900 مليون دولار) كتعويضات لمؤمنين سابقين. ودينت المنظمة مرات عدة في عام 2000، لكن ياماغامي يعتقد أنها تواصل ممارسة ضغط قوي على أتباعها لتحقيق أهداف التبرعات.
ومنذ نشأتها، أقامت الكنيسة علاقات مع الدوائر السياسية في اليابان وأماكن أخرى. وقد ألقى شينزو آبي، وكذلك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو، خطابات في عام 2021 في تجمع تحت عنوان السلام نظمته منظمة غير حكومية قريبة من الكنيسة.
وكان مؤسسها سون ميونغ مون يزور نوبوسوكي كيشي، جد آبي، الذي كان هو نفسه رئيس وزراء اليابان في أواخر خمسينيات القرن الماضي. وكشف شقيق آبي، نوبو كيشي، أن أعضاء كنيسة التوحيد عملوا متطوعين في حملاته الانتخابية. وشكلت أحزاب معارضة مجموعات عمل للتدقيق في ممارسات الكنيسة وعلاقاتها بالسياسيين اليابانيين.