ملخص
اعتبر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب التهم الجنائية التي وجهتها إليه رسمياً محكمة فيدرالية بقضية إخفائه وثائق رسمية سرية "سوء استغلال للسلطة".
اعتبر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب التهم الجنائية التي وجهتها إليه رسمياً محكمة فيدرالية في ميامي بقضية إخفائه وثائق رسمية سرية "سوء استغلال شريراً وشنيعاً للسلطة".
وفي خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في ناديه للغولف في نيوجيرسي، اليوم الأربعاء، اتهم الملياردير الجمهوري الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات العام المقبل خلفه الديمقراطي الرئيس جو بايدن بأنه "فاسد" ويسعى لإطاحة "خصمه السياسي الأبرز"، معتبراً محاكمته "تدخلاً في الانتخابات".
تهم جنائية
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب نفي أمس الثلاثاء عشرات التهم الجنائية الموجهة إليه والمتعلقة بتعمد إساءة التعامل مع أسرار حكومية والتخطيط لعدم إعادة وثائق سرية، في أول مثول تاريخي لرئيس أميركي أمام محكمة فدرالية.
وقال تود بلانش محامي ترمب، خلال جلسة استماع في إحدى محاكم ميامي، "نحن بالتأكيد ندفع بالبراءة" من هذه التهم. وهذه هي المرة الثانية التي يمثل فيها ترمب لتلاوة تهم موجهة إليه بعد اتهامه قبل عشرة أسابيع بسلسلة من المخالفات الجنائية في مانهاتن على خلفية دفع المال لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية.
وذكرت شبكة "سي أن أن" أنه تم السماح لترمب بمغادرة المحكمة من دون شروط أو قيود للسفر ولم تكن هناك حاجة إلى ضمان نقدي.
وهذه هي المرة الثانية التي يمثل فيها ترمب أمام محكمة خلال الأشهر الأخيرة، ودفع ترامب ببراءته في نيويورك أبريل (نيسان) بخصوص تهم تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية لشراء صمتها.
وصل ترمب اليوم الثلاثاء إلى مقر المحكمة في ميامي، إذ يواجه اتهامات بإساءة التعامل مع أسرار حكومية بعد أن بات أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة توجه له هيئة محلفين فيدرالية كبرى اتهامات.
وتم تشديد الإجراءات الأمنية في محيط مقر المحكمة الواقعة وسط المدينة، إذ يتوقع بأن ينفي ترمب الذي يواجه أخطر تحقيقات جنائية تهدد محاولته الفوز مجدداً بمقعد البيت الأبيض، أكثر من 30 تهمة بنقل عشرات الوثائق السرية لدى مغادرته البيت الأبيض عام 2021 وعرقلة جهود استعادتها.
ويحاكم ترمب في القضية المرفوعة ضده من قبل المدعي الخاص جاك سميث، ويواجه 37 اتهاماً جراء تعامله مع وثائق سرية داخل منتجعه في مارالاغو بعد مغادرته البيت الأبيض.
وبحسب وسائل إعلام دولية فقد وصل المدعى عليه مساعد ترمب، والت ناوتا، إلى قاعة المحكمة في سيارة منفصلة، ومن المقرر أيضاً أن يمثل أمام قاضي التحقيق اليوم.
مثلما يحاكم المتهمون
وأوضح مصدر قضائي أن ترمب سيحاكم مثلما يحاكم المتهمون الآخرون، وستؤخذ بصماته رقمياً وستحمل صورة له في سجلات المحكمة، لكن لن تنشر للجمهور.
وكان العشرات من أنصار ترمب تجمعوا قرب قاعة المحكمة مع اقتراب موعد مثوله عند الساعة 15:00 (19:00 ت غ)، من بينهم أشخاص كانوا يضعون قبعات كتب عليها شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، فيما حمل آخر لافتة كتب عليها "إنديكت جاك سميث" وهو المحقق الخاص المكلف بالإشراف على التحقيق.
وكانت الشرطة مستعدة لحدوث احتجاجات واضطرابات محتملة، لكن الأجواء كانت احتفالية مع بث محطة إذاعية محلية موسيقى السالسا الكوبية.
وانتقد ترمب الذي سيتوجه إلى مقر المحكمة الفيدرالية ضمن موكب في رحلة تستغرق 25 دقيقة من ملعب الغولف الذي يملكه في ميامي، على منصته "تروث سوشيال" صباح الثلاثاء سميث، واصفاً إياه بأنه "أخرق".
السجن 10 سنوات
ويواجه ترمب تهماً يعاقب عليها بالسجن لمدة قد تصل إلى 10 سنوات، وقال إنه سيدفع ببراءته لكنه لن يدلي بأي تصريح من المحكمة بعد انتهاء الجلسة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ترمب للمذيع المحافظ هوي كار مساء أمس الإثنين "سأقول فقط غير مذنب"، وأضاف "لم أرتكب خطأ. القانون المتعلق بالسجلات الرئاسية ليس حتى حدثاً إجرامياً. لا يوجد إجرام هنا. إنه أمر سخيف".
والملياردير الذي سيكمل عامه الـ77 غداً الأربعاء متهم بالاحتفاظ بأسرار حكومية أخذها معه بشكل غير قانوني إلى دارته في فلوريدا لدى انتهاء ولايته في 2021 وبرفض إعادتها، وبالتآمر لعرقلة عمل المحققين الذين كانوا يسعون إلى استعادتها.
أسرار حساسة
ويتهم أيضاً بالكشف عن أسرار أميركية حساسة لأشخاص لا يحملون تصاريح أمنية، في قضية أكثر خطورة من القضايا الأخرى التي واجهها، ويمكن أن تصل عقوبتها إلى عقود من السجن.
وتعهد المرشح الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في 2024، بالبقاء في السباق بغض النظر عن نتيجة القضية، مطلقاً للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة حملة تتواجه فيها معركتان، قانونية وانتخابية.
وتتضمن لائحة الاتهام المكونة من 49 صفحة، صوراً تظهر الصناديق التي كان من المفترض أن تكون في الأرشيف الوطني مكدسة في قاعات رقص وغرف نوم وحمام داخل منتجع مارالاغو، مقر سكن ترمب في بالم بيتش، ورفض الرئيس لائحة الاتهام واعتبرها "سخيفة".
وتم تعزيز الإجراءات الأمنية حول "محكمة ويلكي دي فيرغسون جونيور" في ميامي مع إعلان جماعات يمينية عزمها على التظاهر ومن بينها فرع محلي لمنظمة "براود بويز" المتطرفة.
وقال رئيس بلدية ميامي الجمهوري فرانسيس سواريز للصحافيين "نأمل أن يكون الغد سلمياً. نشجع الناس على أن يكونوا مسالمين في إظهار مشاعرهم".
ومن المتوقع أن يتوجه ترمب بعد الجلسة جواً إلى ناديه للغولف في بيدمنستر بنيو جيرسي ليعيد تأكيد براءته في كلمة أمام أنصاره.
متاعب أخرى
وليست تلك المتاعب القانونية الوحيدة للرئيس السابق، إذ يتهم بالاحتيال المالي في نيويورك في قضية من المقرر أن تبدأ جلساتها في مارس (آذار) المقبل.
وينظر المحقق الخاص جاك سميث الذي يقود تحقيقات قضية الوثائق السرية في دور ترمب في أحداث الكابيتول عام 2021، بينما ينظر محققون فيدراليون وعلى مستوى الولاية في مساع له لقلب نتيجة انتخابات 2020.
واتحد حلفاء ترمب في الكونغرس ومنافسوه في سباق البيت الأبيض دفاعاً عنه بعد توجيه الاتهام الأخير إليه، فشجبوا استخدام الحكومة القضية "سلاحاً" ضد المحافظين.
وواجه بعض المشرعين الجمهوريين انتقادات بسبب خطاباتهم التي يمكن أن تحض على العنف، ومن بينهم النائب عن لويزيانا كلاي هيغينز الذي طلب من أنصاره "شد الأحزمة"، والنائب عن أريزونا أندي بيغز الذي كتب في تغريدة "بلغنا الآن مرحلة الحرب. العين بالعين".
"محكمة صاروخية"
تعرف المنطقة الجنوبية لفلوريدا بأنها "محكمة صاروخية"، وهو تعبير عامي يستخدم للدلالة على المحاكم التي تضغط من أجل العدالة السريعة أو بت القضايا بشكل سريع، إذ لم تستبعد السلطات استكمال المحاكمة قبل انتخابات عام 2024.
وسينصب كثير من التركيز في الإجراءات الأولية على القاضية آيلين كانون، وهي من القضاة الذين عينهم ترمب وتم اختيارها لهذه القضية بشكل عشوائي وسيكون لها تأثير هائل في مدى سرعة تحرك الأمور.
وأصدرت كانون سلسلة من الأحكام لمصلحة ترمب في وقت سابق في هذه القضية، مما أدى إلى عرقلة التحقيقات لأسابيع، إلى أن قضت محكمة استئناف محافظة بأنها تصرفت خارج نطاق سلطتها، وسيشرف قاض آخر على جلسة توجيه الاتهام.