ملخص
نظام الرعاية الصحية الأميركي أصبح عالي الكلفة وأكثر من ربع المدينين يزيد دين الواحد منهم على 5 آلاف دولار
شن أحد كبار المستثمرين في الولايات المتحدة والعالم هجوماً حاداً على شركات تقديم الخدمات الصحية الأميركية، واصفاً ما تقدمه من رعاية صحية للمرضى بأنه "خطأ ومبالغ في غلائه".
وخلال مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأميركية اتهم تشارلي منجر، شريك المستثمر الكبير وارن بافيت ونائبه في "بيركشاير هاثاوي"، أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم، مقدمي خدمة الرعاية الصحية بأنهم "يؤجلون الموت ويطيلون فترة المرض للحصول على أموال أكثر".
وأضاف أن نظام الرعاية الصحية الأميركي "أصبح عالي الكلفة بشكل مبالغ فيه، وبه كم هائل من الهدر"، مطالباً بمعالجة فورية للمشكلات العميقة مثل الكلفة غير الضرورية وعدم الكفاءة التي أصابت المجال الطبي في الولايات المتحدة.
وفي كلمة له أمام الاجتماع السنوي لمساهمي "ديلي جورنال" شبّه تشارلي منجر المريض كبير السن الذي ينتظر الموت في كثير من المستشفيات الأميركية بأنه مثل "جثة فريسة في سهول أفريقيا تلتف حولها الذئاب والضباع والمفترسات لنهشها".
وأطبق صندوق "بيركشاير" بالتعاون مع شركة "أمازون" وبنك "جيه بي مورغان" الاستثماري شركة "هافن هيلث كير" للخدمات صحية لمواجهة مثل تلك التحديات، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها بينما نجحت شركات أخرى ناشئة مثل "آي ريميدي" التي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتوفير الحلول لقطاع الخدمات الصحية عبر شبكة واسعة من الموردين، تسهل على مقدمي الرعاية الصحية الوصول إلى ما يحتاج إليه الأطباء والمستشفيات.
الديون الطبية
وأمضى منجر أكثر من 35 عاماً عضواً في مجلس إدارة مستشفى "غود سماريتان" في لوس أنجليس، لذا تحدث خلال مقابلته التلفزيونية كمطّلع على نظام الرعاية الصحية من الداخل وليس فقط كمستثمر، واصفاً بعض الممارسات في مجال الرعاية الصحية بأنها "غير معقولة".
وأضاف، "كثير من الرعاية الطبية التي تقدم هنا خاطئة، فهي غالية جداً وخطأ، وهذا أمر سخيف جداً".
وكان المستثمر المخضرم توقع عام 2018 أنه لو فاز الديمقراطيون في أجنحة الحكم الثلاثة، التنفيذية والتشريعية والقضائية، فمن المحتمل العمل على تطوير نظام صحي موحد الدفع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إلى أهمية الحاجة إلى تغيير تفرضه الحكومة بسبب حدة المشكلات الحالية في النظام الصحي، مقترحاً أن الحل ربما يكون في نظام صحي شامل للجميع، مع خيار الانسحاب منه لمن يريد.
والمعروف أيضاً أن وارن بافيت يتفق مع وجهة نظر تشارلي منجر إلى حد كبير، ولطالما وصف ممارسات قطاع الرعاية الصحية بأنها مثل "العلقة المتطفلة على النظام الاقتصادي".
ويرى بافيت أن بإمكان القطاع الخاص الإسهام بشكل فعال في جهود خفض كلفة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.
ملايين الأميركيين في دائرة الدين
ونتيجة لتلك الممارسات التي أشار إليها منجر، يرزح عشرات ملايين الأميركيين تحت ديون طبية بسبب تراكم المدفوعات عليهم في مقابل خدمات الرعاية الصحية.
وبحسب دراسة حديثة أجرتها "كايسر هيلث نيوز" فإن مستويات الديون الطبية وصلت إلى حد غير مسبوق، فهناك أكثر من 100 مليون أميركي يعانون تراكم الديون الطبية التي تشكل ضغطا هائلاً على أوضاعهم المالية.
وبحسب الدراسة فإن أكثر من ربع هؤلاء المدينين يزيد دين الواحد منهم على 5 آلاف دولار.
ومما يضاعف خطورة مشكلة الديون الطبية أن هؤلاء الذين يعانون منها ليس لأنهم غير مشتركين في تأمين صحي، بل على العكس فكلهم تقريباً مشتركون في تأمين صحي ما، لكن في الغالب لا تغطي خطة التأمين الصحي للمشتركين فيها بعض الجوانب، مما يجعل المرضى يواجهون مصروفات إضافية عليهم دفعها وهو ما يثقل كاهلهم بالديون.
وجعلت إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما من مشروع التأمين الصحي أولوية خلال فترة حكمها، لكن ذلك النظام لم يحل المشكلة بل ربما أدى إلى تفاقمها.
واستفادت شركات ناشئة كثيرة في مجال الرعاية الصحية خلال الأعوام الأخيرة محققة عائدات عالية من استثماراتها، لكن إسهام القطاع الخاص لم يسفر عن خفض الكلفة أو حل مشكلة الكفاءة في قطاع الرعاية الصحية.