Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سينما الزمن الصعب تمنح السودان انتصارا عزيزا

"وداعاً جوليا" و"أجساد بطولية" و"ستموت في العشرين" تنقل صرخة الشعب المعاني إلى المحافل العالمية

ربما كانت التحديات التي يواجهها الشعب السوداني محركاً أصيلاً للتعبير عبر شاشة لا تعرف المواءمات (مواقع التواصل)

ملخص

على رغم ما تمر به البلاد لكن المعاناة تدفع السينما السودانية نحو تقدم مذهل ولافت للنظر.

على رغم معاناة الحرب والظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة، شهدت صناعة السينما السودانية انتعاشاً كبيراً وتألقت في المحافل العالمية والمهرجانات بأفلام صورت الواقع وتفوقت فنياً على مثيلاتها من أفلام سينما البلاد الأخرى.

بداية الطفرة

بدأ انتعاش السينما السودانية وانطلاقها في المهرجانات العالمية عام 2019 حين شارك فيلم "الحديث عن الأشجار" للمخرج صهيب قسم الباري في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية ومنها مهرجان "برلين" السينمائي الدولي في دورته الـ 69.

وحقق المخرج والمنتج السوداني أمجد أبو العلاء بفيلم "ستموت في العشرين" فوزاً نادراً بمشاركته في مهرجان "فينيسيا" وحصده جائزة "أسد المستقبل" ليكون أول فيلم سوداني يحظى بها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسبق أن حاز مشروعه منحاً نقدية من مهرجان "برلين" السينمائي ومنحة "سور فاند" النرويجية ونال أيضاً جائزة "السوسنة السوداء" لأفضل فيلم روائي عربي طويل في مهرجان "عمان" السينمائي الدولي، كما حصل على جائزة من مهرجان "الجونة" السينمائي كأفضل فيلم.

ونجح فيلم "تسلل الخرطوم" من إخراج مروة الزين في سرد قصة أول فريق نسائي لكرة القدم في العاصمة السودانية وأظهر أن النساء السودانيات شاركن أيضاً في النهضة السينمائية.

نافس الفيلم في مهرجانات "برلين" والقاهرة السينمائي الدولي و"قرطاج"، وفاز بجائزة خاصة من القناة الخامسة الفرنسية، كما عرض في مهرجان "مالمو" للسينما العربية بالسويد وفاز بجائزة لجنة التحكيم.

وحاز المخرج ناصر يوسف بفيلمه "إبرة وخيط" جائزة "الفيلم العالمي" في مهرجان "كلكامش للفيلم"، وناقش فيه قضية زواج القاصرات ومعاناتهن النفسية والجسدية والضرر الواقع عليهن وقتل طفولتهن.

شارك الفيلم في مهرجانات سينمائية عدة منها مهرجان "أوسارا" السينمائي الدولي في رواندا ومهرجان "القدس" السينمائي ومهرجان "لبنان" السينمائي في طرابلس.

قضايا المرأة

أما تجربة المخرجة سوزانا ميرغني في السينما القصيرة عبر فيلمها "الست"، فلقيت استقبالاً خاصاً، إذ حصلت على جائزة أفضل فيلم قصير في الدورة الـ32 لمهرجان "نيو أورلينز" السينمائي الدولي وجائزة أفضل مخرجة من مهرجان "بيروت" الدولي لسينما المرأة وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان "الإسماعيلية" الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة وأفضل صانعة أفلام صاعدة من مهرجان "الفيلم العربي" في تورونتو وجائزة قناة "كنال بلوس سينما" الفرنسية بمهرجان "كليرمون فيران" الدولي للأفلام القصيرة، وتناول العمل قصة فتاة مراهقة تعاني تعنت عائلتها وفرضها اختيارات معينة على حياتها.

وفاز الفيلم السوداني الوثائقي "أجساد بطولية" للمخرجة سارة سليمان بجائزة الجمهور في الدورة الأخيرة من مهرجان "مالمو" الدولي بالسويد، ويبرز الفيلم قوة المرأة السودانية ونضالها عبر الزمن ضد المعتقدات والتقاليد المقيدة لحريتها ونجاحها.

 

 

وفي تصريحات خاصة إلى "اندبندنت عربية" قالت مخرجة العمل إن "الشعب السوداني يمر بظروف صعبة جداً وتتفاقم الأزمات من كل الجهات، وربما تأتي السينما كمتنفس نعبر من خلاله عن أحلامنا ومشكلاتنا، وبكل تأكيد فإن حصول السينما السودانية على جوائز مهمة ومشاركتها في مهرجانات عالمية يفتحان باب الأمل ويخففان الوجع في وقت صعب هو بالنسبة إلينا جميعاً وقت الحزن والنزيف".

وأضافت سارة "السينما السودانية في الوقت الراهن الذي تعاني فيه البلاد تعد نافذة تعبر عن كثير من القضايا، وبالنسبة لي فإن قضية المرأة السودانية تعني كثيراً، وأردت التعبير عن قوتها ونضالها في السودان منذ أعوام طويلة من خلال ’أجساد بطولية‘، وفوجئت بما وجدته من ترحاب كبير بقضايا السودان ومشكلات المرأة فيه، واستقبل الجميع الفكرة بتفهم وحب أكثر من توقعاتي وأبكاني جداً تأثر الحضور بالقضية، مما جعل العمل يحصل على جائزة الجمهور، وهي بالنسبة لي جائزة فريدة وصادقة لأنها تمنح من مشاهدين".

"وداعاً جوليا"

وواصلت السينما السودانية تألقها وشارك فيلم "وداعاً جوليا" للمخرج محمد كردفاني كأول عمل روائي طويل سوداني ينافس في مهرجان "كان" السينمائي في مسابقة "نظرة ما" بدورة المهرجان الأخيرة، وحاز الفيلم على جائزة "الحرية"، كما حظي بإشادات نقدية وتصفيق حار من الجمهور استمر نحو 10 دقائق في أحد عروضه بالمهرجان.

وسبق أن فاز "وداعاً جوليا" بجائزة منظمة الفيلم السويدي النقدية في مهرجان "مالمو" للسينما العربية، كما فاز مشروع الفيلم بجوائز في مهرجانات أخرى.

تدور أحداث الفيلم في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، إذ تتسبب منى وهي امرأة شمالية تعيش مع زوجها أكرم في مقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها وتساعدها سعياً إلى التطهر من الإحساس بالذنب.

شاركت في البطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال السودان السابقة سيران رياك والممثل نزار جمعة وقير دويني.

 

 

وقال محمد كردفاني مؤلف ومخرج الفيلم "على رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب السوداني فإن السينما هي المصدر الذي يبعث على الفخر والبهجة، وربما التحديات التي يواجهها الشعب السوداني كانت محركاً أصيلاً يزيد الدافع نحو التعبير والتجسيد عبر شاشة لا تعرف المواءمات ليعرف الجميع حقيقة المعاناة وعظمة الشعب السوداني وكفاحه".

وأضاف كردفاني "أعتبر ’وداعاً جوليا‘ دعوة إلى التصالح، كما أنه يهدف إلى إلقاء الضوء على القوى المحركة الاجتماعية التي أدت إلى انفصال الجنوب".

وتابع "أعتبر مراحل الفيلم منذ بدايته كفكرة، ثم تنفيذه وعرضه عالمياً، حالاً خاصة، وكونه أول عمل سوداني يشارك في مهرجان ’كان‘ هو تميز خاص وفريد بل إنجاز تاريخي يثلج الصدر، والأهم أنه شيء مبشر وأمر واعد جداً بالنسبة إلى الموجة الجديدة في صناعة السينما".

"وداعاً جوليا" من إنتاج المخرج السوداني أمجد أبو العلا الذي مثّل السودان في ترشيحات "الأوسكار" لأفضل فيلم أجنبي عام 2020 للمرة الأولى في التاريخ بفيلم "ستموت في العشرين" وحصل على جائزة "أسد فينيسيا" عام 2019.

وقال أبو العلا "على رغم ما تمر به البلاد لكن السينما السودانية تدفعها المعاناة نحو تقدم مذهل ولافت للنظر"، مشيراً إلى أنه بعد نجاح فيلم "ستموت في العشرين" أصبح هدفه متجهاً نحو السينما السودانية ككل وليس تجاه نفسه وأعماله فحسب، لهذا قرر مواصلة رحلة التطوير بدفع أعمال سودانية نحو التقدم وتنفيذ مشاريع قد لا يكون هو مخرجها بل لمخرجين وصناع آخرين.

وأضاف "هناك تصميم وعزم منا جميعاً على بناء سينما حقيقية في السودان، وهناك هدف أهم وهو جذب الاحتفاء العالمي نحو أرض السودان وما يدور عليها من قصص مسكوت عنها"، متابعاً أن الاحتفاء الذي حصل عليه "وداعاً جوليا" أخيراً في مهرجان "كان" هو لحظة تاريخية للسينما السودانية ككل.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما