Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير الصحة البريطاني الأسبق يقر بعدم استعداد حكومة بلاده لمواجهة كورونا

ذكر مات هانكوك أن المملكة المتحدة كانت "على بعد ساعات" من نفاد أدوية العناية المركزة وعبّر عن أسفه البالغ إلى عائلات الضحايا

وصف هانكوك الإخفاقات في التخطيط بـ"المأساة المطلقة" وأصر بأن المقاربة التي اعتمدتها الحكومة "كانت خاطئة تماماً" (غيتي)

ملخص

أقر وزير الصحة البريطاني الأسبق مات هانكوك بأن المملكة المتحدة لم تكن مستعدة كما ينبغي لمواجهة جائحة كورونا، زاعماً أن المسؤولين كانوا مهتمين بإحصاء الجثث أكثر من اهتمامهم بمنع انتشار الفيروس

أقر وزير الصحة البريطاني الأسبق مات هانكوك بأن المملكة المتحدة لم تكن مستعدة كما ينبغي لمواجهة جائحة كورونا، زاعماً أن المسؤولين كانوا مهتمين بإحصاء الجثث أكثر من اهتمامهم بمنع انتشار الفيروس.

متحدثاً أمام لجنة تقصي الحقائق الخاصة بـ"كوفيد" الثلاثاء الماضي، هانكوك وصف الإخفاقات في التخطيط بـ"المأساة المطلقة" وأصر مراراً بأن المقاربة التي اعتمدتها الحكومة "كانت خاطئة تماماً".

كما اعترف بأن الخطط التي وضعت قبل الجائحة لحماية دور الرعاية كانت "مريعة" قائلاً إن قطاع الرعاية كان في حال مزرية مع تفشي كورونا.

كما كشف هانكوك عن أن المملكة المتحدة كانت على بعد ساعات من نفاد الأدوية المستخدمة في وحدات العناية المركزة في ذروة الجائحة، ولكنه قال إن التخطيط والتحضيرات لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق ساعد في قدرة المستشفيات على التأقلم والتصدي للمشكلة.

ومن أبرز ما جاء في حديث هانكوك:

- مهاجمته التخطيط الذي تمحور حول إيجاد "ما يكفي من أكياس الجثث" و"دفن الموتى".

- أقر بأنه لم يحضر أياً من اجتماعات لجنة الأمن القومي حول التخطيط للطوارئ.

- قال إنه "لم يكن متحمساً" في شأن استنزاف موارد الصحة على تحضيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.

- توجه إلى أسر الضحايا ليقول لهم إنه "في غاية الأسف".

- تعرض للمضايقة من قبل الحضور قبيل مغادرته التحقيق، إذ صاح الثكلى "قاتل" و "كم شخصاً مات؟"

واعتذر هانكوك بشكل مباشر إلى عائلات ضحايا "كوفيد"، فاستدار لمخاطبة العائلات الثكلى في منطقة جلوس العامة وقال لهم: "أنا آسف للغاية لكل حالة وفاة حصلت. أتفهم لمذا سيكون قبول الاعتذار مني أمراً صعباً على بعض منكم. أتفهم ذلك وأشعر به. ولكنه اعتذار صادق ونابع من القلب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورفعت سيدة تدعى لوريلي كينغ، 69 سنة، صورة أمام هانكوك أثناء وصوله إلى جلسة الاستماع أظهرت زوجها فنسنت مارزيلو الذي توفي في إحدى دور الرعاية في مارس (آذار) 2020 عن عمر 72 سنة وقد بدا في الصورة برفقة هانكوك. وكتب على الصورة: "قمت بمصافحة زوجي لمجرد الاستعراض".

في نهاية الجلسة، اقترب هانكوك من مكان جلوس العموم لمحاولة تقديم الاعتذار بشكل شخصي، لكن امرأة قالت لاحقاً إنها أدارت ظهرها له. المرأة كانت أماندا هيرينغ موريل التي فقدت شقيقها مارك بسبب كورونا في مارس (آذار) 2020، قالت لشبكة "سكاي نيوز": "لم أقبل بما قام به".

في بداية جلسة الاستماع، ندد السياسي الرفيع "بعقيدة" الحكومة الذي قال إنها " لم تكن قادرة على وقف الجائحة" كاشفاً عن أن التخطيط تمحور حول إيجاد "ما يكفي من أكياس الجثث" و"دفن الموتى".

وقال هانكوك إن اعتماد "عقيدة مليئة بالعيوب" قبل بدء كورونا في أوائل عام 2020 كان يعني أن الحكومة فشلت في تخصيص ما يكفي من الموارد لنظام الفحص والتتبع بهدف تجنب انتشار أي فيروس.

وأردف: "كان أسلوب التعاطي والمبدأ السائد في المملكة المتحدة التخطيط لتداعيات الكارثة، كطرح أمور في سياق... هل يمكننا شراء ما يكفي من أكياس الجثث، وأين سندفن الموتى؟ لقد كان هذا الأمر خاطئاً تماماً".

وأضاف أمام لجنة التحقيق: "لم يكن الفحص على نطاق واسع موجوداً شأنه شأن تتبع المخالطين المصابين لأنه كان من المفترض أنه بمجرد حدوث عدوى مجتمعية لن يكون من الممكن إيقاف الانتشار، وبالتالي ما الجدوى من القيام بتتبع الحالات المخالطة. كان هذا الأمر خاطئاً تماماً".

وفي الأدلة الخطية، قال هانكوك للتحقيق إنه تم إبلاغه عندما تبوأ منصب وزير الصحة في يوليو (تموز) 2018 بأن المملكة المتحدة "كانت رائدة عالمية" في الاستعداد لحدوث جائحة.

وأثناء حديث هانكوك أمام التحقيق الثلاثاء الماضي، ذكر أن النصيحة كانت قائمة على تقييم إيجابي للغاية من قبل منظمة الصحة العالمية حول استعداد المملكة المتحدة. وأضاف: "عندما تطمئنكم سلطة عالمية رائدة بأن المملكة المتحدة هي الأفضل استعداداً في العالم، يعتبر ذلك تطميناً مهماً. لكن تبين أن ذلك غير صحيح".

ولدى سؤاله حول سبب عدم تطبيق التغييرات في وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، وجه هانكوك أصابع الاتهام إلى الموظفين الحكوميين قائلاً لمحامي التحقيق: "لم تكن هناك توصية لحل تلك المشكلات".

هانكوك اعترف أيضاً بأنه لم يحضر أياً من الاجتماعات الفرعية لمجلس الأمن القومي المسؤولة حينها عن التخطيط للتعامل مع الجائحة. كما أقر بأن استراتيجية الحكومة المرتبطة بالتعامل مع الإنفلونزا لم تخضع لأي تحديث بعد عام 2011.

وحول الفترة الممتدة من استلامه لمنصبه في يوليو 2018 وبداية الجائحة في أوائل عام 2020 أضاف: "كنت أتمنى لو أنني تمكنت خلال تلك الفترة القصيرة من تغيير التوجه برمته حول كيفية استجابتنا لأي جائحة".

وقال وزير الصحة السابق إنه أبلغ من المسؤولين بأن المملكة المتحدة تملك خططاً مهمة متعلقة بأدوات الحماية الشخصية (PPE) ولكنه أقر بأن "التحدي ظهر عندما حدثت الأزمة، بحيث أصبح من الصعب للغاية توزيع الإمدادات الضرورية في الوقت المناسب".

وفي ما يتعلق باختبارات الإصابة بالفيروس، أوضح هانكوك: "قمنا بتطوير اختبار خلال الأيام القليلة الأولى بعد نشر الرمز الجيني لـ’كوفيد- 19‘. كانت المشكلة في عدم وجود خطة للاختبار على نطاق واسع بوسعنا تطبيقها".

كما أردف هانكوك أنه "سعى جاهداً" إلى زيادة تصنيع اللقاحات داخل المملكة المتحدة قبل أن يبدأ "كوفيد" بالتفشي. وقال أمام التحقيق: "اعتقدت بأنه في ظل سيناريو ينضوي على جائحة سيكون من الصعب الحصول على جرعات من اللقاح في حال صنعت خارجاً بغض النظر عما ورد في العقود التي أبرمناها".

 ولم يتم استجواب هانكوك في شأن طريقة تعامله مع أزمة "كوفيد"، أو ادعاءاته بفرض "طوق واقٍ" حول دور الرعاية، حتى الخريف المقبل. لكنه واجه أسئلة تتعلق بقطاع الرعاية الثلاثاء الماضي. ولدى سؤاله عما إذا كان التخطيط لدور الرعاية معداً جيداً، أجاب هانكوك: "لا، كان الاستعداد مريعاً" مضيفاً أن القطاع "لم يكن قريباً أبداً من الوضع الجيد حتى".

ووجه هانكوك أصابع الاتهام إلى السلطات المحلية بسبب غياب الاستعداد اللازم، وقال إن مجلسين بلديين فقط أرسيا خططهما للتعامل مع تأثير الجائحة. وأوضح أنه قبل الوباء، حتى البيانات الأساسية كانت مفقودة: "على سبيل المثال، عدد دور الرعاية التي تعمل الآن في المملكة المتحدة - كان هذا أمر لم نعرفه في ذلك الوقت، ويسعدني أن أقول إن هناك بيانات أفضل بكثير الآن".

كما أقر وزير الصحة الأسبق بأنه وافق على إعادة تخصيص الموارد المعدة لوزارته لمصلحة التخطيط الطارئ لتهديد بوريس جونسون بالخروج من دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي عام 2019.

وقال هانكوك: "لم أكن متحمساً لذلك، لكنني صادقت عليه، وسبب قيامي بإعادة تشكيل شاملة للوزارة هو أننا [واجهنا] تهديداً فعلياً وحقيقياً للغاية، في حال حدوث خروج غير منظم من الاتحاد الأوروبي، وهو ما كنا بحاجة إلى الاستعداد له".

ولكنه ذكر أيضاً أن بريطانيا كانت على بعد ساعات من نفاد الأدوية الضرورية للعناية المركزة خلال الجائحة وأن التخطيط لـ"بريكست" من دون اتفاق ساعد على تجنب حدوث السيناريو الأسوأ. وقال إن الأمر "أصبح مفيداً للغاية في إنقاذ الأرواح خلال الجائحة".

وتابع هانكوك أن العالم أجمع لم يستطع رؤية الضرورة في الإغلاق التام. وأضاف: "إنه الشيء الوحيد البالغ الأهمية الذي بوسعنا تعلمه كبلد".

وعند سؤاله إذا كان يوافق على مقولة أن التخطيط للجائحة كان بمثابة "أسود تقودها الحمير"، اعتبر الوزير السابق: "هذا صحيح للغاية وكانت هذه مشكلة منتشرة في العالم الغربي".

وعندما أشار محامي التحقيق للسيد هانكوك في شأن وجود "إخفاق ممنهج بالكامل" في المملكة المتحدة، أجاب الوزير السابق: "أوافق على ذلك بشدة، إنها مأساة مطلقة".

هانكوك كان تعرض للمضايقة من قبل الحضور قبيل مغادرته التحقيق، إذ صاح بعضهم "قاتل" و "كم شخصاً مات؟"

أعضاء من مجموعة "العائلات الثكلى بسبب كوفيد- 19 لأجل العدالة" كانوا أخبروا محطة "بي بي سي" أنهم يجدون لمن السخرية أن رجال الشرطة كانوا على أهبة الاستعداد لحماية هانكوك "في وقت لم يقم هو بحماية أحبائنا".

© The Independent

المزيد من متابعات