أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقال نشرته صحيفة "يو أس إي توداي" الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تشن حملة ضغط غير مسبوقة على قادة إيران لسببين اثنين "أولهما حرمان إيران من الأموال التي تحتاجها لدعم أنشطتها المزعزعة للاستقرار، ثانياً إجبار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإبرام صفقة شاملة ودائمة".
وبحسب بومبيو، الصفقة التي تسعى الإدارة الأميركية إلى إبرامها يُفترض أن تشمل أربعة ملفات رئيسة "البرنامج النووي الإيراني وتطوير وانتشار الصواريخ الباليستية ودعم طهران الجماعات الإرهابية واحتجازها مواطنين أميركيين بشكل غير قانوني".
"أنشطة خبيثة"
وأكد بومبيو أن إيران كانت تعمل على تطوير "أنشطتها الخبيثة حتى في ظل خطة العمل المشتركة الشاملة، وذلك قبل إعادة فرض العقوبات عليها واعتماد أسلوب الضغط. وقد شملت أنشطة إيران تجارب صاروخية ومواصلة احتجاز المواطنين الأميركيين ومواصلة وتعزيز تدخلها في النزاعات الإقليمية".
ففي اليمن، قدمت إيران المال والسلاح والتدريب للحوثيين، ما تسبب بإطالة أمد الصراع ومعاناة الشعب اليمني. وفي سوريا، "تدعم إيران نظاماً قتل مئات الآلاف وشرد ملايين المواطنين السوريين، ولا يزال ينشر العنف في جميع أنحاء البلاد". أما في لبنان، تستخدم إيران "حزب الله" لإثارة الصراع مع الدول المجاورة وتعريض الشعب اللبناني للخطر وخلق حالة عدم استقرار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بومبيو إن "النظام السوري وحلفاءه أضعف مما كانوا عليه قبل اعتماد أسلوب الضغط، حتى إن الميليشيات المدعومة من إيران أكدت أن طهران لم تعد تملك ما يكفي من المال لدعمهم كما كانت تفعل في السابق، وأنها وضعت خططاً تقشفية للتصدي للضغوط. وقد تضمنت الميزانية العسكرية الإيرانية المقترحة لعام 2019، تخفيضاً بنسبة 28 في المئة في ميزانية الدفاع و17 في المئة للحرس الثوري الإسلامي".
وفي الختام، صرّح وزير الخارجية الأميركي أن "بلاده تأمل في أن يتمتع الشعب الإيراني وجيرانه بالسلام والازدهار".
حرب الناقلات
يأتي هذا في وقت تسعى واشنطن إلى بناء تحالف بحري في الخليج لحماية الملاحة التجارية، وسط زيادة وتيرة العمليات ضد السفن وناقلات النفط الأجنبية خلال الفترة الماضية.
وقد أعلنت بريطانيا الثلاثاء السادس من أغسطس (آب) 2019 انضمامها إلى مهمة بحرية تقودها الولايات المتحدة لحماية السفن التجارية في منطقة الخليج.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، إن "المهمة البحرية الجديدة ستوفر الطمأنينة لعمليات الشحن".
وكانت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن انسحاب أميركي أحادي الجانب من المعاهدة النووية الموقعة عام 2015 وإعادة فرض عقوبات على طهران قد تصاعدت في الأشهر الأخيرة. وامتد النزاع إلى مضيق هرمز، حيث " معارك احتجاز ناقلات النفط"، بعد أشهر من تزايد عمليات التخريب والهجمات على سفن في الخليج، والتي نسبتها الولايات المتحدة لطهران، والتي نفت مسؤوليتها عنها.
ولم تتوقف التهديدات الإيرانية عند استهداف حركة الملاحة الدولية فحسب، لكنها امتدت إلى أبعد من ذلك، فأسقطت إيران في 20 يونيو (حزيران) طائرة استطلاع أميركية مسيّرة في المياه الدولية بالخليج العربي.