Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتفاق أمني روسي- إيراني... قبضة مشتركة لقمع المعارضة

التعاون بين موسكو وطهران يغضب الاتحاد الأوروبي من "شحنات المسيرات"

رادان وزولوتوف تبادلا الآراء حول شروط التعاون في القضايا الأمنية والعسكرية (إرنا)

ملخص

مذكرة أمنية روسية- إيرانية بتبادل الخبرات في مجال إنفاذ القانون وحماية المنشآت الحكومية المهمة ومكافحة الإرهاب والتطرف تستهدف قمع المعارضة ودعم طهران لموسكو بالمسيرات في حرب أوكرانيا.

حين شد قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني أحمد رضا رادان، الرحال إلى موسكو، في زيارة غير عادية عمرها ثلاثة أيام، التقى خلالها أمين مجلس الأمن القومي قائد الحرس الوطني الروسي، جرى التوقيع على مذكرة تفاهم أمنية طويلة الأمد تهدف إلى حماية المرافق الحكومية و"مكافحة انعدام الأمن" في البلدين.

منذ عقود، لا يتوانى النظامان الإيراني والروسي عن قمع وسجن وقتل المعارضين ومنتقديهما داخل البلاد وخارجها. ولعل توقيع مثل هذه المذكرة في الوقت الذي يخضع فيه البلدان إلى عقوبات شديدة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، يظهر لنا رغبة وعزم طهران وموسكو على ضرورة التقارب أكثر لمساعدة بعضهما بعضاً في التعامل مع الاحتجاجات الداخلية والتهديدات الخارجية.

في تصريح لوسائل الإعلام، قالت العلاقات العامة للحرس الوطني الروسي، إنه بعد الاجتماع الرسمي بين قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني، أحمد رضا رادان، وقائد الحرس الوطني الروسي، فيكتور زولوتوف، وقع الجانبان على مذكرة تفاهم من أجل "تبادل الخبرات في مجال إنفاذ القانون" و"حماية المنشآت الحكومية المهمة" و"مكافحة الإرهاب والتطرف" و"دعم الإجراءات للتعامل مع الجرائم".

وعلى رغم من عدم نشر تفاصيل هذه المذكرة وطريقة تنفيذها، فإنه جرى الإعلان عن تبادل رادان وزولوتوف، الآراء حول شروط التعاون في القضايا الأمنية والعسكرية، هذا الاجتماع والتفاهم المفاجئ حدث بعد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني التي استمرت لعدة أشهر، وزيادة الانتقادات والاحتجاجات من قبل الروس ضد سياسة الرئيس فلاديمير بوتين في الحرب مع أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في وقت سابق وخلال الأسبوعين الماضيين، أعرب المسؤولون الإيرانيون، وفي مقدمتهم الرئيس إبراهيم رئيسي، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، دعم طهران الكامل لحكومة بوتين في مواجهة الاحتجاجات الداخلية كالتمرد الذي قامت به مجموعة "فاغنر". وهذه المواقف السياسية دفعت بسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشف، وخلال لقائه مع أحمد رضا رادان، "أن يشيد بالمواقف الحازمة للرئيس الإيراني حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها بلاده".

المسؤول الأمني الكبير في حكومة بوتين، اعتبر "أن العلاقات بين البلدين على المستوى الاستراتيجي مستمرة، وهناك عديد من الآراء المشتركة بين إيران وروسيا حول التطورات الإقليمية والدولية. وعليه، يجب العمل على وضع خطة عمل مشتركة لتنمية التعاون الأمني الثنائي بينهما".

شنغهاي وبريكس

وفي هذا السياق، صرح قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني، بعد عودته إلى طهران لوكالات الأنباء في بلاده "أقول وبكل ثقة إنه من اليوم فصاعداً ستدخل العلاقات الإيرانية الروسية مرحلة جديدة في مجالي الأمن وإنفاذ القانون، وإن التعاون الثنائي في إطار منظمتي شنغهاي وبريكس، يعتبر من أهم السبل الفعالة لضمان الأمن والحد من الجريمة في الدول الأعضاء".

الجمعة الماضي، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في كلمة له بمناسبة افتتاح مركز منظمة شنغهاي للتعاون في موسكو، إن "عضوية إيران الكاملة سيتم تأكيدها في اجتماع رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي". ومنظمة شنغهاي للتعاون هي منظمة أمنية اقتصادية تضم الصين وروسيا والهند وباكستان وأوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجكستان، ومقرها الرئيس في الصين.

إن التعاون العسكري بين النظامين الإيراني والروسي أخذ شكلاً جديداً منذ الحرب الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، بحيث قدم المسؤولون في كييف وفي أكثر من مناسبة أدلة ووثائق تؤكد ضلوع طهران في إرسال الآلاف من الطائرات الانتحارية من نوع "شاهد" إلى موسكو لمساعدة حكومة بوتين في غزوه.

ولهذا، حذرت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، إيران، العام الماضي، بفرض عقوبات بسبب إرسال طائرات من دون طيار إلى روسيا، في إطار التعاون العسكري الواسع بين طهران وموسكو، واعتبرته مضراً بالأمن العالمي.

اتهامات أوروبية لطهران

اتهمت الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، في 30 يونيو (حزيران) الماضي، النظام الإيراني مرة أخرى بالمساعدة في استمرار الهجوم العسكري على أوكرانيا من خلال تزويد الجيش الروسي بالطائرات المسيرة الهجومية.

نهاية الشهر الماضي، وفي بيان صدر من الاتحاد بعد اجتماع استغرق يومين في بروكسل، دان الاتحاد الدعم العسكري الذي تقدمه الدول لروسيا في حربها على أوكرانيا، موضحاً "أنه على النظام الإيراني وقف إرسال الطائرات المسيرة إلى موسكو، كما يجب على النظام البيلاروسي إنهاء التعاون العسكري مع الكرملين في قضية نشر الأسلحة العسكرية، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية".

كل هذا جاء ليؤكد كلمات المتحدث باسم مجلس الأعلى للأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي التي أطلقها خلال الاحتجاجات التي عمت معظم أنحاء إيران العام الماضي، عن احتمال قيام روسيا بمساعدة نظام طهران في قمع وقتل المحتجين، بخاصة في مجال تدريب القمع للشرطة وقوات الأمن.

 

عن "اندبندنت فارسية"

المزيد من متابعات