ملخص
"الفكرة جاءت من خلال تقاطعها مع مستهدفات رؤية 2030 في التنمية المستدامة البيئية"
تتفاقم أزمة الطاقة عالمياً وتثير معها أسئلة عن مدى فائدة إنتاج الوقود الحيوي كمصدر بديل للوقود الأحفوري، وما زالت هذه الأزمة تؤرق مضاجع العلماء والباحثين، ومن المتوقع أن يؤدي استخدام الكتلة الحيوية للنفايات النباتية لإنتاج الوقود الحيوي مصدراً للطاقة المستدامة إلى حل تلك المشكلات.
وأخيراً، نجح فريق بحثي سعودي من جامعة الملك فيصل، بمحافظة الأحساء شرق السعودية، في التوصل إلى إنتاج وقود حيوي من مخلفات نفايات التمور مستهدفاً الاقتصاد الدائري الذي لا ينتج نفايات أو يحدث تلوثاً من بداية تصميمه، ويشمل التحول من الوقود الأحفوري إلى استخدام الطاقة المتجددة، والتثمين المستدام والفعال لموارد الكتلة الزراعية الحيوية من الموارد المتجددة في سلاسل إنتاج متكاملة ومتنوعة المخرجات، وتأكيد دور التنوع الابتكاري كإحدى سمات الأنظمة المرنة والمنتجة.
اختراع تقني بيئي
الفريق البحثي قدم تجربة سعودية عالمية رائدة في هذا المجال، وتتميز طريقة إنتاج الوقود على مراحله بإنتاج وقود هيدروكربوني نظيف يخلو من المركبات الحلقية والروابط الثنائية، ما يؤهله لأن يكون وقوداً نظيفاً لا يلوث البيئة.
وأوضح مدير مركز التميز البحثي في النخيل والتمور بجامعة الملك فيصل الدكتور ناشي القحطاني "أن الفكرة جاءت من خلال تقاطعها مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في التنمية المستدامة البيئية، وتنوع الاقتصاد، وساعدنا على ذلك وجود استراتيجية تدعم البحث العلمي في جامعة الملك فيصل لدعم الأمن الغذائي، واستهدف الفريق العلمي بالجامعة استغلال المخلفات الزراعية بخاصة مخلفات التمور من الدرجة الثانية والثالثة التي تكون في الغالب مخلفات غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وكانت تستخدم في السابق كأعلاف للحيوانات".
وسلطت دراسة الفريق الحاصل على براءة اختراع في إنتاج الوقود الحيوي من التمور من مكتب براءة الاختراع الأميركي US PATENT OFFICE على استغلال هذه المخلفات من خلال ثلاث مراحل، الأولى تجميع التمور ودارسة التركيب الكيماوي نظراً إلى احتوائها على كمية عالية من السكريات، والمرحلة الثانية، وهي مرحلة المعالجة باستخدام المواد الكيماوية لاستخلاص الدبس، ثم المرحلة الثالثة باستخلاص المركب وتركيزه وتقطيره في جو لا هوائي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أضاف القحطاني "قياساً على إمكانات ومزايا الطاقة المتجددة من مصدرها العضوي، يبقى الوقود الحيوي الأكثر قدرة على دعم أمن الطاقة العالمي لأكثر من سبب، أولها رخص تكلفته وإمكان إنتاجه في مختلف الظروف بسبب توافر مواده الأولية وعدم تقيدها بأي عوامل جغرافية أو طبيعية، وثاني هذه الأسباب نظافة هذا المصدر وعدم إضراره بالبيئة أو المناخ وتعاظم، بالتالي، الآمال المعقودة عليه في تخليص العالم من جزء كبير من مشكلاته البيئية الحالية، وثالثها الطبيعة الجغرافية الزراعية للمنطقة وتوافر منتج التمور الأمر الذي يشجع المستثمرين على استغلال الوقود الحيوي المنتج من مخلفات التمور، ولا شك أن بيئة واحة الأحساء تشكل جذباً للمهتمين بإنتاج الوقود الحيوي".
مزايا الوقود الحيوي
يعرف الوقود الحيوي بأنه وقود نظيف يعتمد إنتاجه في الأساس على تحويل الكتلة الحيوية سواء أكانت ممثلة في صورة حبوب ومحاصيل زراعية مثل التمور أو في صورة زيوت وشحوم حيوانية مثل زيت النخيل إلى إيثانول كحولي أو ديزل عضوي ما يعني إمكانية استخدامها في الإنارة وتسيير المركبات وإدارة المولدات ومن مزايا الوقود الحيوي رخص تكلفته وإمكانية إنتاجه من دون الالتزام بوقت أو موقع محدد ذلك بسبب توافر مواده الأولية وعدم تقيدها بعوامل جغرافية أو طبيعية وهي ميزة كبرى تفتقدها مصادر الطاقة الأخرى المتجددة.
النتائج الواعدة للوقود الحيوي
بالنظر إلى تزايد الطلب على الوقود الحيوي وإمكانية نجاحه كمصدر متجدد في سد الاحتياج القائم في مصادر الطاقة واستخدامه في تشغيل بعض وسائط النقل، إضافة إلى إعلاء قيمة الأرض الزراعية من جديد وإحداث نهضة زراعية تدفع عجلة الإنتاج الزراعي وتنشيط صناعات كثيرة مرتبطة بالزراعة ما يجعل آمال الباحثين والمخترعين تسير نحو التوجه إلى مزيد من الأبحاث للوقود الحيوي أو الوقود الأخضر لتحقيق آمال بالغة الاخضرار في رفع اقتصاد الطاقة البديلة ومنح المنطقة بيئة أكثر نقاء وأقل تلوثاً.