Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذكاء الاصطناعي و"قوة الابتكار" أي دور للعالم العربي؟

مركزية العالم لم تعد في مكان واحد والشعار الأكثر انتشاراً "ابتكر أو مت"

الذكاء الاصطناعي ستكون له انعكاسات جذرية على الأمور العسكرية (أ ف ب)

ملخص

الذكاء الاصطناعي سيقدم انعكاسات جذرية على الأمور العسكرية كتغيير المبادئ وتكتيكات المعركة والتأثير في موازين القوى الكونية... فماذا عن العرب؟

لا حديث في هذه الأيام يتقدم على الذكاء الاصطناعي. هو حديث من يعرف الكثير، ومن يعرف القليل ومن يريد أن يعرف. حديث عن أهمية الذكاء الاصطناعي وما يقدمه من خدمات للإنسانية. وحديث أخير عن خطورته على البشرية بألسنة الذين أسهموا في ابتكاره.

حتى رجل نظريات وممارسة سياسة مثل وزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كسينجر الذي بلغ الـ100، فإنه شارك أريك شميت ودانيال هوتنلوتشر في تأليف كتاب عنوانه "عصر الذكاء الاصطناعي ومستقبل جنسنا البشري".

المؤلفون رأوا أن الذكاء الاصطناعي ستكون له "انعكاسات جذرية على الأمور العسكرية... تغيير المبادئ وتكتيكات المعركة، والتأثير في موازين القوى الكونية". لا بل أشاروا إلى أن الديكتاتوريين والقادة الآخرين سيستخدمون الذكاء الاصطناعي لتشكيل "فضاء المعلومات". والسؤال الذي طرحوه هو: "في عالم تصبح الآلات أذكى من الإنسان: ما الذي يعنيه بالفعل أن تكون إنساناً؟"

لكن أريك شميت نفسه رئيس "مشروع الدراسات التنافسية الخاصة" أعاد طرح الموضوع من زاوية أوسع هي "قوة الإبداع". فما يحدد نتيجة الصراع والتنافس بين أميركا والصين وروسيا هو "القابلية للابتكار بأسرع وأفضل في المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الأساس، فإن الرابطة بين الابتكار والسيطرة الدولية تعود إلى العصور القديمة. وأهم عامل في حرب أوكرانيا هو قوة الابتكار. أليس ما يراهن عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو صواريخ "كينجال" الفرط صوتية؟ ألم تنفق إيران كثيراً من الموارد على حساب معيشة شعبها لصنع صاروخ فرط صوتي؟ حتى حروب المستقبل، فإنها "ستبدأ بضربة سيبرانية"، بحسب شميت، الذي يعتقد أن الحرب هي "القابلة القانونية لولادة الابتكار".

والمسألة بالطبع ليست مقتصرة على الإبداع في المجال التكنولوجي العسكري. فما تحتاج إليه البشرية ليس إنفاق تريليوني دولار سنوياً على التسلح لأن نصف المبلغ يكفي للقضاء على الفقر والأمية في العالم. وما يحتاج إليه العالم العربي ليس فقط الانتقال من "العسكرة" إلى التنمية المستدامة في الاقتصاد والتعليم بل أيضاً الابتكار والتخطيط للمستقبل.

والتحدي أمام العرب اليوم هو إزالة الآثار الخطرة التي تركتها هيمنة قوى الإسلام السياسي المتطرفة والإرهابية على ما سمي "الربيع العربي" ثم التقدم نحو المستقبل. فلا يكفي استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التعليم ومجالات العمل وإدارات الدولة. ولا بد من المساهمة في الابتكار التكنولوجي، وإلا بقي العرب أسرى الاعتماد على ما يبتكره الآخرون.

ذلك أن السباق بين أميركا والصين على الابتكار التكنولوجي يتقدم على العوامل الأخرى في التنافس. وليس أمراً عادياً أن يخطط الرئيس شي جينبينغ لأن تصبح الصين "قوة عظمى علمية" عام 2049، أي عام الذكرى المئوية الأولى لانتصار الثورة الاشتراكية بقيادة ماوتسي تونغ عام 1949. وقد سبقه "المعلم" دينغ شياو بينغ الذي استعاد تعبير "التحديثات الأربعة... الزراعة والصناعة والدفاع والعلم والتكنولوجيا".

والتقسيمات في العالم تطورت مع الوقت، من شمال غني وجنوب فقير إلى عالم يعرف وآخر لا يعرف. ومن عالم الذين في الداخل وعالم الذين خارج لعبة الأسواق والمصارف إلى عالم من يستخدم سواه وعالم من يخدم سواه، فضلاً عن عالم الأقوياء وعالم الضعفاء. أما الشعار الرائج اليوم، بحسب شميت، فإنه (ابتكر أو مت)، فالمحروم من الابتكار هو ميت - حي. ومركزية العالم لم تعد في مكان واحد.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل