ملخص
"غولدمان ساكس" يتوقع أن يستمر الخفض السعودي الإضافي البالغ مليون برميل يومياً حتى سبتمبر المقبل
تحوم بوصلة أسعار النفط الخام قرب أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر كأول تداول في الأسبوع، حيث تتجه الأسعار نحو تحقيق أكبر مكاسب شهرية في أكثر من عام وسط توقعات بأن تمدد السعودية الخفض الطوعي للإنتاج إلى سبتمبر (أيلول) وشح الإمدادات العالمية.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 56 سنتاً تعادل 0.7 في المئة إلى 85.55 دولار للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 77 سنتاً بنحو واحد في المئة لتسجل 81.33 دولار للبرميل.
وكان "برنت" و"غرب تكساس الوسيط" استقرا يوم الجمعة الماضي عند أعلى مستوياتهما منذ أبريل (نيسان) الماضي، ليستمرا في تحقيق مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي بعد أن تلقت الأسعار دعماً جراء شح إمدادات النفط العالمية، وتوقعات بإنهاء رفع أسعار الفائدة الأميركية، والخامان في طريقهما لإنهاء شهر يوليو (تموز) بتحقيق أكبر مكاسب شهرية منذ يناير (كانون الثاني) 2022.
ارتفاع قياسي
وقال محللو بنك "غولدمان ساكس" في مذكرة بحثية "ارتفعت أسعار النفط 18 في المئة منذ منتصف يونيو الماضي، إذ أدى الارتفاع القياسي على الطلب وخفض المعروض السعودي إلى عودة العجز في الأسواق وسط تخلي السوق عن حال التشاؤم في شأن النمو".
وأضاف المحللون "ما زلنا نتوقع أن يستمر الخفض السعودي الإضافي البالغ مليون برميل يومياً حتى سبتمبر وأن ينخفض إلى النصف اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل".
وحافظ "البنك" على توقعاته لـ"خام برنت" عند 86 دولاراً للبرميل لشهر ديسمبر (كانون الأول)، فيما عدل توقعاته للطلب العالمي على النفط لهذا العام بالرفع، لكن مع الإبقاء على توقعاته لسعر خام برنت على مدى 12 شهراً عند 93 دولاراً للبرميل، إذ عوضت زيادة المخزونات أثر الدعم الذي حصل عليه الطلب من انحسار التشاؤم حيال توقعات النمو.
وأشارت تقديرات محللي "غولدمان ساكس" إلى قفزة في الطلب العالمي على النفط إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 102.8 مليون برميل يومياً في يوليو الجاري، ويتوقعون أن تؤدي قوة الطلب إلى عجز أكبر من المتوقع أن يبلغ 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من هذا العام و0.6 مليون برميل يومياً في 2024.
وكتب المحللون أن تراجع أخطار الركود والجهد القوي من منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" لزيادة دعم الأسعار يدعمان توقعات "غولدمان ساكس" بارتفاع أسعار النفط وتراجع التقلبات.
رهانات صعودية
وعزز المضاربون الرهانات الصعودية، إذ خرجت أسعار النفط الخام من نطاقها الأخير، كما تضخم صافي مراكز الشراء المجمعة على خام "غرب تكساس الوسيط" وخام "برنت" القياسي العالمي إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر.
وانكمش نشاط قطاع المصانع في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، للشهر الرابع على التوالي في يوليو (تموز) على رغم أن الأرقام جاءت أفضل من الشهر السابق، فيما أصدرت السلطات تدابير جديدة بهدف إنعاش ثاني اقتصاد عالمي.
وجاءت قراءة مؤشر مديري المشتريات في قطاع المصانع عند 49.3 في يوليو، مرتفعة من 49 نقطة في يونيو (حزيران) الماضي، لكنها تبقى أدنى من مستوى 50 نقطة الذي يشير إلى الانتعاش.
كما تراجع مؤشر مديري المشتريات لقطاعات الأعمال والخدمات إلى 51.5 مقارنة مع قراءة شهر يونيو الماضي عند 53.2، مع تقلص النشاط في خدمات سوق رأس المال والعقارات.
وتواجه الصين صعوبات في تحسين نموها مع تباطؤ الانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد جائحة "كوفيد-19" بسبب ضعف إنفاق المستهلكين خصوصاً.
ونجمت عن سلسلة من البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال في الأشهر الأخيرة دعوات طالبت المسؤولين باعتماد إجراءات دعم، وكشفت السلطات عن خطة من 20 بنداً لزيادة الاستهلاك تشمل دعماً أكبر لاستهلاك الأسر ولقطاعات الثقافة والسياحة والاستهلاك الأخضر مثل السيارات الكهربائية.
توقعات بتمديد الخفض السعودي مجدداً
وتوقع استطلاع أجرته وكالة "بلومبيرغ" أن تمدد السعودية خفض إمدادات النفط بمقدار مليون برميل لشهر سبتمبر المقبل، في سعيها إلى تعزيز انتعاش موقت في أسعار الخام.
وقدمت الرياض خفضاً إضافياً الشهر الجاري، إضافة إلى قيود الإنتاج التي أجرتها بالفعل مع زملائها من منتجي "أوبك+"، لدعم أسواق النفط وسط بيئة اقتصادية هشة.
وأشار 15 من 22 من المحللين والمتداولين والمصافي الذين شملهم الاستطلاع إلى استمرار الإجراء، الذي بدأ في مايو (أيار) ومدد بالفعل حتى أغسطس (آب) المقبل، خلال سبتمبر (أيلول).
شح الإمدادات
رجح عديد من المحللين تفاقم نقص المعروض في أسواق النفط العالمية بشكل ملحوظ خلال الأشهر المقبلة، وترى وكالة الطاقة الدولية، التي مقرها في باريس، نقصاً بنحو 1.7 مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من العام الحالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرى ستة مشاركين في الاستطلاع أن هذا قد يشجع السعودية على تقليص الخفض الإضافي عبر استعادة نحو 250 ألف برميل إلى 500 ألف برميل يومياً من الإنتاج المتوقف في سبتمبر المقبل.
ومن المنتظر أن تجتمع الدول الرئيسة في تحالف "أوبك+" عبر الإنترنت أواخر هذا الأسبوع لتقييم أوضاع سوق النفط، ومن المقرر أن يجتمع التحالف الذي يضم 23 دولة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
صادرات النفط الكويتي
وسجلت صادرات النفط الكويتي إلى اليابان قفزة كبيرة خلال يونيو 2023، لتواصل زيادة الإمدادات للشهر السابع على التوالي، وأظهرت بيانات حكومية يابانية ارتفاع إمدادات الكويت من النفط خلال يونيو الماضي بنسبة 21.1 في المئة، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
وأظهرت البيانات الرسمية تسجيل صادرات النفط الكويتي إلى اليابان خلال الشهر الماضي نحو 6.89 مليون برميل أو ما يعادل 230 ألف برميل يومياً، وتشير بيانات وكالة الموارد الطبيعية والطاقة اليابانية إلى أن الكويت تعد ثالث أكبر مصدر نفط إلى اليابان خلال الشهر الماضي، إذ استحوذت على نسبة 10.1 في المئة من إجمالي واردات اليابان من النفط الخام مقارنة بنسبة 8.3 في المئة في المدة ذاتها من العام الماضي.
وعادت السعودية لتكون أكبر مصدر للنفط إلى اليابان، إذ ارتفعت صادراتها بنسبة 3.7 في المئة عن العام الماضي لتبلغ 945 ألف برميل يومياً، تليها الإمارات بـ863 ألف برميل يومياً بانخفاض 5.6 في المئة.
وشكلت الشحنات من الشرق الأوسط ما نسبته 97.3 في المئة من إجمالي واردات اليابان، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، من النفط الخام خلال يونيو الماضي، مرتفعة بنسبة 2.6 في المئة مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي.